بدء تنفيذ سحب مياه سد كفرنجة وتحليتها بـ 14 مليون دينار 100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة صدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو

القسم : مقالات مختاره
ها هي فلسطين أمامك ..
نشر بتاريخ : 10/30/2016 6:50:15 PM
كامل النصيرات

 كامل النصيرات

كنتَ وأنت تمسح عرقك حين ترفع نظرك عن جهة الغرب تقول لصاحبك : هيها ..فلسطين هيها ..! وكنتَ تمسكه من كتفيه و تهزّه هزّة الغاضب : ليش مش قادرين يحرروها ؛ ليش ليش ..؟ كان صاحبك يهرب من قبضتيك ..ويفكّ نفسه هازئاً بك وبكل العرب : اسأل عربك ؛ أنا شو دخّلني ..وما تشد على حالك بلاش يطق لك عرق ..!!

كنّا صغاراً حينها ..لم نكن ننغمس في فقه الواقع ..لم نكن نحلم على المستوى اليومي إلا بباكيت دخان و فنجان قهوة ؛ ولا يهمّ بعدها شيء ..لأن فلسطين كانت الحديث اليومي و الغضب اليومي و الوجع اليومي ..بل فلسطين كانت فلسطين و ليست –مثل الآن- مجرد ذاكرة لا تشتعل حرارتها إلا مع حبوب تنشيط الذاكرة ..!

ها هي فلسطين الآن أمامك ..ها هي بكامل أناقتها و عذاباتها و نواحها و ضحكها تنظر إليك بعد كلّ هذا العمر ..ها هي تراك وأنت لا تفكّر بالسيجارة و القهوة و فيها ؛ بل تفكّر في أولادك الراكضين في الحياة ولا يفكرون إلا ببناطيلهم و موبايلاتهم و بالشوارع التي أعدّت لهم كل مقومات سرقة طفولتهم منهم ..شوارع لا تعطي لهم من فلسطين إلا أسماء قراها و مدنها على محلات تجاريّة تفكّر بالدينار ولا تفكِّر بالثأر و العودة ..!

ها هي فلسطينك يا تائه..أمام ناظريك ..! ماذا تبقّى من حلمك فيها ..؟! هل دمعتاك اللتان تسكبها الآن على أرض خدودك سيشفعان لك عندها ..؟! هل التنازل عن الأحلام الكبيرة بالتحرير و الانخراط بوحل الاستلاب للواقع سيكون عذراً مقبولاً أمام دهشتها لغيابك كلّ هذا العمر ..؟!

ما أجمل أن تتكحّل كلّ يوم بفلسطين ..كما كنتَ تفعل صغيراً ..! والأجملُ ؛ أن تعود لصاحبك ؛ ليهزّك هو من كتفيك و يقول لك غاضباً : مش رح أسألك عن عربك ..بل إنتَ وين كنتَ ..كلكم أشباه بعض ..!

سلام على فلسطين حتى آخر الزمان ..!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023