بقلم: العميد (م) المهندس احمد العليمات
في ظل نتائج الثانوية العامة التي اُعلنت واظهرت حصول عدد كبير من الطلاب على معدلات ضمن فئة الممتاز لا بل المميز وتم تكريم الاوائل منهم والاحتفاء بهم بطرق مختلفة وبما يليق بما انجزوه. كما وستظهر ان شاء الله نتائج الدورة التكميلية قريباً والتي ان لم تزيد عدد الطلاب في الفئات اعلاه فهي حتما ستزيد من معدلات بعض الطلبة ضمنها مما افرح وسيفرح الطلبة واولياء امروهم وزير التربية والتعليم ووزارته التي تتباها بنظام امتحان فرضته على الطلبة وعلى نظام التعليم وقيّمته ذاتياً واعلنت نجاحه وكانت المدعي العام ومحامي الدفاع والقاضي بنفس الوقت لا بل وحكمت على كل من يورد تغذية راجعة ايجابية او سلبية لا تناسب ذوقها العام بانه فاسق يستوجب العقاب.
اما هذه النتائج الفلكية فسيترتب عليها حتماً نتائج كارثية لن ترضي الوزير بصفته وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي ولا الوزارة ولا الطلبة ولا اولياء امورهم الا وهي نتائج القبول الموحد في الجامعات الحكومية والتي ستكون مشوهة بأسس قبول مشوهة وموزعة ضمن كوتان، منها على سبيل المثال لا الحصر " علماً بانه لا يزال صدى صوت سيدي صاحب الجلالة الملك يتردد بمسامعي عندما قال لا اقبل التدخّل بمقاعد الطب لو كان لابني الحسين " :
١. اوائل المحافظات واوائل الالوية واوائل المدارس.
٢. ابناء المعلمين العاملين والمتقاعدين الاحياء منهم والاموات.
٣. ابناء رؤساء واعضاء مجالس التعليم العالي الحاليين و السابقين الاحياء منهم والاموات.
٣. ابناء واحفاد رؤساء واعضاء مجالس امناء الجامعات الحاليين والسابقين الاحياء منهم والاموات.
٤.ابناء العاملين والمتقاعدين في الجامعات الاحياء منهم والاموات.
٥. ابناء منتسبي القوات المسلحة والاجهزة الامنية العاملين والمتقاعدين الاحياء منهم والاموات.
٦. ابناء المخيمات.
٧. ابناء المدارس الاقل حظاً وابناء العشائر.
٨. ابناء فئات معينة حاصلين على توجيهي غير اردني.
٩. موافقات بصلاحيات تشوبها الشوائب.
حيث سيتبين مفارقات عجيبة غريبة في القبول منها:
١. طالب حاصل على معدل ضمن فئة ٩٩،٩ ولم يحصل على تخصص حسب رغبته وان حصل عليه فلن تكون الجامعة خياره الاول.
٢.طالب حاصل على معدل ضمن فئة ٩٩ فما فوق الفرع العلمي ولم يحصل على مقعد طب.
٢. ولي امر حصل ابنه على معدل ضمن فئة ٩٩ فما فوق وعليه دفع رسوم الموازي لكي يتعلم ابنه طب.
٣. طالب حاصل على معدل ضمن فئة ٩٨ فما فوق ولم يحصل على مقعد طب بينما طالب معدله ٨٦ تخدمه كوته ويحصل على المقعد.
٤. طالب حاصل على معدل ضمن فئة ٩٠ فما فوق ولم يحصل على اي تخصص من ضمن اول ثلاثون خيار له.
٤. طالب حاصل على معدل مميز لا يستطيع التسجيل بالجامعة لضيق الحال بينما زميله يتم ابتعاثه.
٥ .عدم حصول طلبة توجيهي عام ٢٠٠٠ على اي تخصص من اول خمسة عشر خيار من الخيارات المدرجة في طلباتهم.
٥. طالب يعلم بان زميله بنفس المدرسة والذي يقل عنه بالمعدل بمقدار ١٠ علامات على الاقل اختار الجامعة التي يريد والتخصص الذي يريد بينما هو يصارع للحصول على مقعد جامعي في جامعات الاطراف كما يسمونها.
٦. ولي امر انهكته مصاريف المدارس ليحصل ابنه على معدل ممتاز وحالياً عاجز عن تامين تكاليف دراسة ابنه لفصل واحد بينما ابناء الذوات يتمتعون ببعثات ومنح خارجية لا بل يتم توظيفهم بسفاراتنا في بلدان ابتعاثهم.
٧. مقاعد جامعية توزع بطرق لا يعلمها الا الله والراسخون في الواسطة.
فهل فكرت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والقبول الموحد ولجنة التربية والتعليم النيابية كيف ستدير الازمة التي خلقتها هذه النتائج وهل اعد اهل الاختصاص اجابات للتساؤلات اعلاه وهل لديهم استراتيجية لاستيعاب احتقان هذه الفئة من ابناء الوطن إحذروا تبعات النتيجتين:
١. نتيجة التوجيهي بالمعدلات الفلكية.
٢. نتيجة القبول الجامعي والذي لن يرضي احد.
خلاصة القول بان النتائج اعلاه ستنتج حتماً احتقان وهذا الاحتقان سيفرز نتائج وعلى اصحاب القرار وقبل فوات الاوان تشكيل خلية لادارة ازمة القبول الجامعي باسس شفافة عادلة ترضي نسبة معقولة من الطلبة المتقدمين للمقاعد الجامعية المتاحة لا تقل عن نسبة نجاحهم في امتحان الثانوية العامة.