القسم : مقالات مختاره
رسالة زيارة الملك للمسجد الحسيني
نشر بتاريخ : 7/24/2019 10:51:05 AM
ناجح الصوالحه

  بقلم ناجح الصوالحة

جاء الملك وعلى عجل ذهب الى المسجد الحسيني, من قال انه كان في إجازة خاصة زيارته العاجــلة لحظة وصوله أرض الوطن دليل قوي بأن صاحب الجلالة لم يغب لحظة واحدة عن مجريات الأمور في البلد, كان اليقين لديه أنه لابد من مشاهدة الواقع ليطمئن قلبه على صرح ديني له مكانته الدينية والتاريخية والتراثية, من منا لم يخف عندما سمع بإشتــــعال النيران في هذا المسجد, تأكد لنا بأن الملك حاضر في ثنايا التفاصيل وملم بكل صغيرة وكبيرة رغم غيابه وبعده عن أرض الوطن. روحانية شاهدناها من ملك سليل الدوحة الهاشمية جده رسول االله عليه أفضل الصلاة والتسليم, لم يكن في بيته كان حيث يكون الهاشميين دائماً في مقدمة اهتمامات الشعب,

 نعم المسجد الحسيني فضله على تفقد أهل بيته والسؤال عن ملفات بالغة الصعوبة تعمل عليها الدولة الأردنية, نقتنع نحن بأن لنا ملك قلبه أبيض وإن أتعبنا مشاهدة بياض شعره لكن هو دليل بأن ملكنا يبذل كل طاقاته وتفكيره لأجلنا, الشعب بأكمله تحدث عن الرفعة الهاشـمية عندما دخل المــلك إلى المسجد الحسيني بنقاء المسلم المؤمن باالله تعالى, دخل كمؤمن ينثر ريحان وورد على من يــجده أمامه. لمسة هاشمية تعطي عمق ديني للمقدسات الإسلامية وتحث أصحاب الشأن والاختصاص درس قوي في الانتباه الى مقومات هذا البلد الدينية والثقافية والتاريخية, تأكيد ملكي على مكانة المسجد الحســيني ودوره على مر التاريخ في إيجاد بيئة دينيـــة في قلب

 

العاصمة عمان, لعل وعسى ان تنتـبه أمانة عمان لجانب هام ويحظــى بأوليات الدول المتقدمة وهو العنـاية بالأمــاكن التراثية والابنية القديمة صاحب الرمزية وإعادة ترميمها للتتماش مع قيم هذا البلد, كثير من الأمكنة القديمة في عمان تــشــعر بالأسى والحزن على حالها رغم دورها السابق في نهضـة هذا الوطن, لنبحث عن أي جانب حيوي يعطي عاصمتنا مكانة بين عواصم العالم، شاهدنا عندما احترقت كاتدرائية نوتردام في وسط باريس قبل أشهر عندما شعرت بأن فرنـــسا في حالة حزن عم جميع أطياف المجــتمع الفرنسي, هب الشعب الفرنسي وقدم التبرعات التي قاربت على المليار دولار لإعادة كاتدرائــــــية نوتردام كما كانت, من هنا نسعى أن يكون أهتمام جلالة الملك بحريق مسجد الحسيني له من العمق ما يحفزنا على البحث عن جماليات بلدنا في عمان وغيرها في مختلف مناطق المملكة. الجانب الروحي والثقافي من أهم مقومات أي دولة, من هنا لابد من تشكيل لجنة على مستوى متقدم من الثقافة والفكر تعمل على حصر الأماكن والمباني التراثية والعمل على ترميمها وفتح المجال لمن يستطيع التبرع لإعادة الروح لها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023