بقلم: أيمن جمعة
كان يا مكان قبل عدة أيام ، فتاة طبيبة
جراحة، أنهت دراستها بعد مشوار شاق مفروش بالأشواك ، من سهر وتعب ودراسة ومحاضرات
ومواصلات ...
فما أن أنهت دراستها ، حتى تطوعت --
ابتداء -- لتعمل من غير مقابل ومن غير أجرة ، كل ذلك لأجل العمل في مهنتها
واختصاصها الذي اٌقتطع من عمرها سنوات وسنوات ...
روان سلاحها مرهمها وسماعتها الطبية
وأوراقها التي تسجل عليها حالة المرضى ، لا شيء معها سوى ذلك ، فهي في ساحة
إنسانية بكل ما تحمله قواميس اللغات والمعاني ..
روان
كانت بلباس مهنتها الأبيض الذي
يحمل في طياته كل معاني النقاء والطهارة والفضيلة والإنسانية ...
روان المتطوعة والتي لا تأخذ أجرا أو
مالا أو مرتبا ، كانت تتوقع وتظن أن الجميع
ينظر إليها وإلى مهنتها بكل إجلال واحترام وتقدير ، فلم تتوقع يوما أن
الطبيب لا بد أن يلتفت يمنة ويسرة لتلقي الضربات المتوقعة والمفاجئة من هنا أو
هنالك ، من مريض أو من مرافق مريض أو ....
روان لم تتوقع يوما أن يحملونها على
إثر ضربة أو لكمة في المكان الذي تحبه وتعشقه وتحسن إليه .
لم تتوقع روان يوما أن تمسح الدماء عن
وجهها على إثر لكمة على وجهها وهي تعالج وتداوي الناس وبالمجان دون مقابل ...
روان لم تتوقع أن يكون نصيبها بعد علاج
مريض أن تلقى منطرحة أرضا على إثر بكس ....
فلا تحزني ياروان فضارب البكس أخذ بقول
نبينا ( من صنع لكم معروفا فكافئوه فإن لم
تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) فصاحب البكس يا روان لم
يجد في جعبته شيئا يقدمه لك شكرا ومكافأة سوى البكس ..
فيا روان سلاحك مرهمك وسماعتك وأوراقك
، فنعم السلاح سلاحك يا فتاة