العياصرة: الدولة لن تصطدم مع "الإسلاميين" على قاعدة الدين وإنما على قاعدة السياسة" انخفاض أسعار الذهب محليًا نصف دينار للغرام الواحد إزالة شجرة سقطت على مركبة دون وقوع أضرارفي إربد مبروك التخرج - حسن إبراهيم حسن أبو العدس كالاس: أوروبا ترى تقدما محدودا بشأن مساعدات غزة رغم الاتفاق مع "إسرائيل" الأمن يحقق في فيديو أظهر شخصًا يلحق أضرارا مادية في باص الصفدي: الأردن جاهز لإرسال مئات الشاحنات يوميًّا لقطاع غزة "الطاقة والمعادن": 4900 رخصة استيراد وتصدير خامات معدنية العام الماضي 783 حالة طلاق لمن تجاوزوا سن الأربعين في الاردن الشرايدة مديرا لمديرية الدفاع المدني 120 شهيدا يصلون مستشفيات غزة خلال 24 ساعة الأردن يرسل وحدات دم إلى مستشفيات شمال غزة وجنوبها العيسوي: رؤية الملك ترسخ مكانة الانسان محورا للتنمية والاستقرار 3654 حالة طلاق في الأردن خلال 2024 .. و73% وقعت "قبل الدخول" محافظ البلقاء يتفقد مرافق خدمية وصحية في دير علا ويؤكد دعم تحسين الخدمات

القسم : مقالات مختاره
الضمير.. رادار
نشر بتاريخ : 10/27/2016 11:53:08 AM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي

أحاول منذ الصباح أن أشرع في المقال فتتوارى المقدّمة التي اختارها، حتى الكلام يتنحّى عن وصف قسوة المشهد، وترفض العبارات أن تكون في مقدمة الوجع..لكن لا بدّ من الكتابة عن الألم، فحتى تقتلع الشوكة من الكف لا بد ان تغرز في اللحم إبرة لتطردها..

صور حادث اربد أول أمس ترهق العيون وتدمع القلب، الجثث العالقة تحت جانب الحافلة، أنين المصابين الممدين على الإسفلت، وصور الفتيات الناجيات اللاتي يترنحن من فظاعة الحادث ما زلن يحملن دفاترهن الى صدورهن ، الكراسي المقلوبة، مقتنيات الضحايا..أصغر هذه التفاصيل أكبر من ان توصف في مقال..صحيح إننا نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه...لكننا لا نرضى أن يعطى أي شخص نفسه الحق في العبث بأرواح البشر، واسترخاص قيمة الروح واختطافهم والتحكم بمصائرهم في هواه ومزاجه..

كنا قد تجاوزنا في فترة مضت -ولله الحمد- حوادث «الحافلات» التي كانت تفجعنا كل أسبوع بأسماء ووقائع وصور مفزعة ، مئات الضحايا رحلوا وتركوا وراءهم قصصاً مأساوية وعائلات ما زالت تعيش وحشة غيابهم ولم يلتئم جرح فراقهم بعد..سرعة زائدة ، طمع مضاعف، استخفاف بالمهمة..»زعرنة» ولا مبالاة..كلها توضع على كرسي القيادة وتسلم في عهدتها عشرات الأرواح..

قبل أيام أثناء عودتي من عمان ، وقت العشاء وفي نزول ثغرة عصفور كان يقترب من خلفي ضوء مبهر قادم بسرعة مرعبة، الضوء يشير الى مركبة كبيرة لم استطع تحديد ماهيتها في الليل، أخذت أقصى اليمين وخففت السرعة ليتجاوزني دون ان يقلبني تفريغ الهواء الناتج عن سرعتها الهائلة... لحظة التجاوز نظرت أمامي الى هذا الكائن الطائر، كانت حافلة ركاب ممتلئة تسير بسرعة تفوق الــ120 في هذا النزول الحاد، لم استطع حفظ الرقم فالسرعة أكبر بكثير من كاميرا العيون.. لا أدري ما هو شعور السائق بتلك اللحظات وهو يهوي بهذه الحمولة الثقيلة في النزول الحاد..

لا يمكن للدولة أن تضع شرطياً بجانب كل سائق، ولا أن تزرع رادارات في كل طرق المملكة، الضمير هو الرادار الحقيقي..عندما تبحث عن واسطة» لانجاح الباص في الترخيص تذكر ان هذه الواسطة لن تنفعك عند «العطوات»العشائرية..وان الخمس دقائق التي تريد ان تختصرها لتصل «المجمّع» باكراً قد تحرمك ومن معك من الوصول الى بيوتهم مدى الحياة!...وتذكر ان الإطار الذي بــ «نصّ عمر» ورضيت فيه وتناسيته قد يخطف «كل العمر» في غفلة عين..

شغّل رادار ضميرك...لتحمي نفسك وتحمي غيرك..

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023