القبض خلال ساعات على وافد ارتكب جريمة قتل طعنًا في الزرقاء الصفدي يزور الرياض لبحث تعزيز التعاون الأردني السعودي الأردن يترافع أمام محكمة العدل الدولية بشأن التزامات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية ارتفاع الدين العام الأردني إلى 44.8 مليار دينار مع نهاية فبراير عاصفة ترابية تضرب مصر وشلل في الدراسة وتحذيرات من طقس قاسٍ إيران تعلن إعدام "جاسوس كبير" للموساد بتهمة اغتيال ضابط في الحرس الثوري بريطانيا تنضم للعدوان الأمريكي على اليمن وتقصف مصنعًا للطائرات المسيرة جيش الاحتلال يقصف ريف دمشق بزعم حماية الدروز قوات الاحتلال تقتحم مناطق شرق نابلس وتحتجز 4 فلسطينيين مؤقتًا قوات الاحتلال توقف العمل في حديقة قيد الإنشاء شمال نابلس تقارير: نغانو يتسبب بوفاة شابة في حادث دراجة نارية بالكاميرون تقارير: اتفاق بين رونالدو والنصر على تجديد عقده لموسم إضافي ناسا تكشف حقيقة "الجسم الغامض" الذي عبر أمام الشمس مدعٍ فدرالي أمريكي يتهم "ويكيبيديا" بنشر الدعاية والتلاعب بالتاريخ قوات الاحتلال تعتقل 5 فلسطينيين من طولكرم

القسم : مقالات مختاره
الضمير.. رادار
نشر بتاريخ : 10/27/2016 11:53:08 AM
احمد حسن الزعبي

احمد حسن الزعبي

أحاول منذ الصباح أن أشرع في المقال فتتوارى المقدّمة التي اختارها، حتى الكلام يتنحّى عن وصف قسوة المشهد، وترفض العبارات أن تكون في مقدمة الوجع..لكن لا بدّ من الكتابة عن الألم، فحتى تقتلع الشوكة من الكف لا بد ان تغرز في اللحم إبرة لتطردها..

صور حادث اربد أول أمس ترهق العيون وتدمع القلب، الجثث العالقة تحت جانب الحافلة، أنين المصابين الممدين على الإسفلت، وصور الفتيات الناجيات اللاتي يترنحن من فظاعة الحادث ما زلن يحملن دفاترهن الى صدورهن ، الكراسي المقلوبة، مقتنيات الضحايا..أصغر هذه التفاصيل أكبر من ان توصف في مقال..صحيح إننا نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه...لكننا لا نرضى أن يعطى أي شخص نفسه الحق في العبث بأرواح البشر، واسترخاص قيمة الروح واختطافهم والتحكم بمصائرهم في هواه ومزاجه..

كنا قد تجاوزنا في فترة مضت -ولله الحمد- حوادث «الحافلات» التي كانت تفجعنا كل أسبوع بأسماء ووقائع وصور مفزعة ، مئات الضحايا رحلوا وتركوا وراءهم قصصاً مأساوية وعائلات ما زالت تعيش وحشة غيابهم ولم يلتئم جرح فراقهم بعد..سرعة زائدة ، طمع مضاعف، استخفاف بالمهمة..»زعرنة» ولا مبالاة..كلها توضع على كرسي القيادة وتسلم في عهدتها عشرات الأرواح..

قبل أيام أثناء عودتي من عمان ، وقت العشاء وفي نزول ثغرة عصفور كان يقترب من خلفي ضوء مبهر قادم بسرعة مرعبة، الضوء يشير الى مركبة كبيرة لم استطع تحديد ماهيتها في الليل، أخذت أقصى اليمين وخففت السرعة ليتجاوزني دون ان يقلبني تفريغ الهواء الناتج عن سرعتها الهائلة... لحظة التجاوز نظرت أمامي الى هذا الكائن الطائر، كانت حافلة ركاب ممتلئة تسير بسرعة تفوق الــ120 في هذا النزول الحاد، لم استطع حفظ الرقم فالسرعة أكبر بكثير من كاميرا العيون.. لا أدري ما هو شعور السائق بتلك اللحظات وهو يهوي بهذه الحمولة الثقيلة في النزول الحاد..

لا يمكن للدولة أن تضع شرطياً بجانب كل سائق، ولا أن تزرع رادارات في كل طرق المملكة، الضمير هو الرادار الحقيقي..عندما تبحث عن واسطة» لانجاح الباص في الترخيص تذكر ان هذه الواسطة لن تنفعك عند «العطوات»العشائرية..وان الخمس دقائق التي تريد ان تختصرها لتصل «المجمّع» باكراً قد تحرمك ومن معك من الوصول الى بيوتهم مدى الحياة!...وتذكر ان الإطار الذي بــ «نصّ عمر» ورضيت فيه وتناسيته قد يخطف «كل العمر» في غفلة عين..

شغّل رادار ضميرك...لتحمي نفسك وتحمي غيرك..

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023