بقلم: محمد سالم عرار المجالي
بات المواطن والمتتبع للمشهد السياسي المحلي يعيش حالة من عدم الاتزان وينظر الى الشأن العام نظرة سوداوية , وحالة احباط وفقدان للثقة للجميع نتيجة لما يجري على ساحة الوطن , من فساد وغسيل اموال وسرقات ونصب واحتيال وتعينات للشليلة والمحسوبية وارتفاعا للأسعار واجور الأطباء ورسوم المدارس وتهريب للدخان وهروب لرجال اعمال وحالات افلاس لبعض الشركات وارتفاع لنسبة البطالة والفقر ,والمواطن اصبح يعيش حالة رعب وخوف من الواقع والمستقبل.
فالمتتبع للشأن الداخلي يجد اننا نعيش في حالة من( التصحر الوطني) , او حالة استقواء وتنمر على الدولة وفقدان الثقة لكثير من المسؤولين , وهذه الحالة هي حالة طارئة ولم تكن في يوم من الايام جزءا من طبيعة الاردنيين , فالضغوط اليومية والاجتماعية تدفع الاردنيون الى النظرة التشاؤمية ونكران المنجز الوطني , فهذا مؤشر خطير يجب الالتفات اليه خارج اسوار النمطية التي تعتمدها الدولة لتبقى الاردن بقيادتها قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة .
.
الصالونات السياسية ودواوين النميمة تساهم بشكل كبير في تشكيل حالة الاحباط لأنها تحولت الى مجلس نميمة وطعن وقلب للحقائق , والملاحظ ان ّ قوى الشد العكسي التي همها الاول الوصول الى المناصب والمواقع القيادية وتحقيق المكاسب المالية , هي من تعيق عمل الاصلاح المبتغى وتساهم هؤلاء في تأجيج المشهد المحلي والتحريض على العنف الذي من شأنه يهدد سلامة المجتمع , والاهم والأخطر من ذلك ان ّ البعض من هؤلاء بدأوا يشنّون حملات منظمة لتحريض الشباب وكان البلد مزرعة لهم ولمن يدور في فلكهم , من هنا تجد ان الحالة الاردنية تعيش حالة احتقان سياسي واجتماعي واقتصادي .
وليعلم هؤلاء ان الوطن ليس ارثا ً لشخص ٍ ما , وأن ّ المعارضة هي اختلاف للرأي والاجتهاد , وليس طعنا ً للوطن ومنجزاته والوطن ليس مزرعة لهم ومن في فلكهم .
فالأردن وعلى مر التاريخ مر ّ بالعديد من المحن والازمات , منذ 1948 الى 1967 و 1990 حرب الخليج الاولى والثانية , فكان يخرج كل مرة قويا ً رغم كل الصعوبات والازمات الاقتصادية , فنحمد الله في هذا البلد ان من ّ علينا بقيادة ٍ حكيمة صاحبة رؤيا ثاقبة , يشهد لها الجميع من قادة العالم بعبقرية القيادة , وان ّ جلالة الملك من القادة القلائل الذي ينعقد الاجماع على لريادتهم ويشكل دوما ً رمزا ً للحكمة والاتزان والانسانية , فهو القائد والاب الذي يسعى دوما ً وبشكل ٍ دؤوبٍ ومتواصل من اجل سعادة ابنائه وتأمين العيش الكريم لهم , وتربطه بهم علاقات وطيدة وحميمة قل ّ مثلها بين قادة العالم , وهذا ما يدفعنا في الاردن من ان نبقى رافعين رؤوسنا نتيجة للعلالقة الحميمية بين القائد والشعب , إن ّ الوطن اليوم يتعرض لمؤامرات خارجية وداخلية , بهدف اضعاف موقفه السياسي الواضح , من تصفية القضية الفلسطينية وتمرير صفقة القرن , فالأردنيين مطالبين اليوم التنبه والحذر لما يُحاك ضد وطنهم العزيز , والتوقف عن الفتنة وتسريب الاشاعة واغتيال الشخصية , وعلينا ان نعي تماما ً خطورة الظروف الدقيقة , التي يمر بها الوطن , وأن ّ الاردن لا يزال بعين العاصفة , ومستهدف من قبل القريب والاخ والشقيق قبل العدو , فالأيام القادمة ستظهر للأردنيين جميعا ً ماذا يُحاك ضد هذا الوطن من مشاريع ٍ للتسوية وتظهر لهم خطوات الاستهداف للقيادة ولوطنهم .
فنحن جميعا ً دون استثناء مدعوون للوقوف خلف قيادتنا الحكيمة ممثلة بجلالة الملك , لنحافظ على بلدنا وأمننا واستقرارنا , ونشكل دوما ً حائط صد ٍ لكل من يحاول المس ّ لهذا الوطن العزيز , , فجلالة الملك يعمل كل ما في جهده ِ من اجل ِ الوصول في الوطن الى شاطئ الامن والامان , فالأيام القليلة القادمة ستشهد تحركا ً لجلالة الملك من اجل اعادة صياغة للجبهة الداخلية ضمن مفهوم البيت الاردني الواحد , معتمد على مفهوم الامن الوطني الداخلي ومحاربة الفساد في كل أشكاله , واعطاء الصورة الحقيقية للأردن النموذج والابتعاد عن حالة الفوضى , التي تخالف اعراف ومفاهيم الديمقراطية وسيادة القانون , ومن هنا لا بد من الدعوة الى مؤتمر ٍ وطني ٍ عام يشارك فيع جميع ابناء الاردن لاطلاعهم على حقيقة الاوضاع والمؤامرات التي تحاك ضد وطنهم , فهذه الدعوة , هي من مسؤولية الاحزاب والنخب السياسية والنواب لترجمتها على ارض الواقع للخروج بموقف وطني موحد , بعيدا ً عن الانانية والشخصنة والمصالح الضيقة , فالوطن اهم من الجميع.
فحمى الله الوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة ,,