إعداد: فادي محمد الدحدوح
على الرغم من البداية الحديثة لجامعة الإسراء بغزة،
إلا أن اهتمامها بالبحث العلمي أصبح موضع نظر استراتيجي للخبراء، ليرسم لها بداية
الريادة للمنافسة المحلية والعربية، والدخول ضمن مؤشرات القياس العالمي للتعليم
العالي، ولتحتضن مخزون علمي وثقافي، يساهم في رسم معالم الطريق للإنتاج العلمي
العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص.
وفي خضم هذا الشغل المتنامي من الاهتمام، كان هناك عمل متعاظم من قبل
المؤسسات الفلسطينية العلمية لنصرة القضية، من بين هذا الوسط المفعم بالأمل
والمثابرة والنظرة للمستقبل المشرق وريادة المستقبل وتحقيق أبهى صورة لمجالات
البحث العلمي ونصرة القضية، خرجت جامعة الإسراء بغزة لتعقد مؤتمرها العلمي المتميز
جامعة الدول العربية والقضية الفلسطينية تحديات وفرص.. ناقشت من خلاله أوراق علمية
محكمة منبثقة من أصل الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني ومن المساعي
الفلسطينية لتثبيت هذه الحقوق وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وذلك
من خلال استخدام كافة السبل المشروعة المتاحة ومنها القرارات الدولية خاصة الصادرة
عن العديد من المنظمات الدولية والإقليمية.
لقد أصبحت قضية فلسطين الشغل الشاغل للدول العربية،
كما أن القضية الفلسطينية ينظر إليها دوماً بوصفها القضية العربية المركزية، ليس في
نطاق السياسات الوطنية للدول العربية فحسب، وإنما أيضاً على مستوى العمل العربي المشترك.
ولذلك فإنه منذ قيام الجامعة وحتى يومنا هذا، ما تزال القضية الفلسطينية تمثل الشغل
الشاغل لهذه المنظمة العربية القومية على اختلاف أجهزتها ومؤسساتها.
ومن
خلال اطلاعي على الأوراق العلمية المشاركة بالمؤتمر من خلال نخبة من الباحثين
وصناع القرار التي ناقشت دور جامعة الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية وحالة
النضال الفلسطيني في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى دور مؤسسات
وأجهزة جامعة الدول العربية المتخصصة في دعم القضية الفلسطينية، ومستقبل جامعة
الدول العربية وآليات تفعيلها لصالح القضية الفلسطينية.
لقد خرج المؤتمر
بجملة هامة من المخرجات العلمية التي تصلح لأن تكون بمجملها خطة عمل لصناع القرار
القائمين على جامعة الدول العربية والقيادة الفلسطينية، تتمثل بضرورة القيام بمراجعة
استراتيجية لأهداف ومبادئ جامعة الدول العربية بما ينسجم مع مرتكزات العمل العربي
المشترك، ويحقق أهداف الشعب العربي الفلسطيني، ووجوب بقاء دور جامعة الدول العربية
منسجماً مع قراراتها ومواثيقها فيما يتعلق في فلسطين، وبعيداً عن الخلافات
العربية، وعدم التأثر بالدول العربية التي تقيم علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع
اسرائيل.
كما يجب على صناع القرار الفلسطيني بمراجعة حقيقية واقعية للقرارات
والمواثيق التي اعتمدت في جامعة الدول العربية لصالح القضية الفلسطينية، ودعم
صندوق القدس والعمل المشترك اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وفتح سوق مشتركة،
وتوفير فرص العمل والدعم للشعب الفلسطيني بما يعزز موقف القضية الفلسطينية والشعب
الفلسطيني في تحقيق أهدافه، وتفعيل دور الجامعة لإرساء المضامين للتعاون ومقاومة
المهددات التي تقضى على تفعيل التعاون العربي المشترك لنصرة القضية الفلسطينية.
لقد انعقد المؤتمر في ظل ظروف بالغة الخطورة والتعقيد على المستوى العربي
والفلسطيني، حيث بروز وتفاقم الخلافات العربية، وحالة الانقسام الفلسطيني، والحصار
المتصاعد على غزة، وفي ظل الحديث عن صفقة القرن وانحياز الإدارة الأمريكية الصارخ
لدولة الكيان على حساب الحق الفلسطيني الذي كفلته كل الشرائع الدولية.
إننا ومع انطلاقة 2019م، وتسارع الأحداث من حولنا.. يأتي دور القيادة
الرشيدة وفاعلية مؤسسات التعليم العالي ليس فحسب في مجالات تطوير المعرفة وتعليم
الطلبة، بل وإيجاد حل فاعل لكل المشكلات التي تتواجد فيها، وهذا ما حرصت على
ترسيخه جامعة الإسراء لتشكل ينبوع فريد وانطلاقة متنامية في مخرجات البحث العلمي
الفلسطيني لمواجهة التحديات الكبرى وتحقيق أهداف سامية تفيد المجتمع الفلسطيني
والعربي.
ومع بزوغ الفجر الأصيل لإشراقة المؤتمر يأتي الواجب المحتوم فيما بعد ذلك
لتطبيق ما انبثق عنه من مخرجات علمية أصيلة من آراء الساسة والباحثين وصناع القرار
والمهتمين عن أفضل السبل الكفيلة بإعادة تفعيل الدور العربي، حتى لا تقع فلسطين
فريسة لاستفراد قوى الشر وذلك من خلال الوقوف على دور جامعة الدول العربية
باعتبارها البيت الجامع لكل العرب وصاحبة الوصاية على قضاياهم وهمومهم.
Email:[email protected]