مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
نحو مجتمع سلمي خالي من الكراهية
نشر بتاريخ : 1/2/2019 9:25:13 AM
أ.د صلحي فيصل الشحاتيت

 بقلم : أ.د صلحي فيصل الشحاتيت .. رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا

 

إن الرأي العام الذي يتفق عليه علماء الاجتماع وعلماء النفس، أن الاسرة هي المرحلة الأولى التي من خلالها يمارس الطفل، أولى العلاقات الاجتماعية والانسانية، وهي المسؤولة عن إكساب الطفل، أنماط السلوك الاجتماعي كافة.

لقد أكدت العديد من الدراسات أن الطفل الذي يتعرض لأفعال العنف في سنوات حياته الأولى سوف يميل في شبابه إلى التورط في إرتكاب افعال عنفية، حيث أن معظم الآباء والأمهات، يستخدمون في تربيتهم لأطفالهم، نفس الاستراتيجيات التي استخدمها معهم، آباؤهم وامهاتهم، وهذا يعني أن العنف ينتقل ببساطة من جيل إلى جيل، وهو ما يؤكد على صدق المقولة (العنف يولد عنفاً).

والمدرسة كمؤسسة اجتماعية ايضاً لها دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية للتلميذ. وقد تفشل المدرسة نتيجة عوامل متعددة في وظيفتها الاجتماعية والتربوية، منها ما يتعلق بالتلميذ، ومنها ما يتعلق بالمعلم، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي بصفة عامة، وذلك يعود إلى أداء الدورالصحيح في العملية التربوية التعليمية.

وتعد مرحلة الجامعة من المراحل المهمة للشباب، في تطلعاتهم نحو المستقبل، وفيها تتجسد أهدافهم، والسعي لتحقيقها في مجتمع يتغير باستمرار، من الناحية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، مما ينعكس على الأمن الاجتماعي والنفسي للشباب. فدور الجامعات يتأتى من خلال إمكاناتها التثقيفية، في التنشئة لغرض الموازنة بين حرية الطالب، وبين غرس ثوابت، قيمية، ثقافية، معتدلة قائمة على مبدأ قبول الآخر. بمعنى إن الجامعة تمثل البوتقة التي تنصهر فيها، مختلف التوجهات الفكرية والثقافية والدينية، فضلاً عن أن الجامعة يقع على عاتقها، مسألة التمييز بين ما هو معتدل فكرياً ومقبول، وبين ما هو متطرف مرفوض.

وقدانتجت المنظومة التعليمية حالة مركبة من التعاطي المجتمعي سواء بين الطلبة من مختلف المشارب والانتماءات أو من خلال قيم التحضر وتشذيب الثقافات الضيقة والفرعية، وهنا تبقى المعادلة فاعلة وراهنة بحسب قدرة المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث على تجاوز السلبيات، من خلال العمل على:

نشر روح التسامح بين الطلبة في الجامعة. و توجيه العاملين داخل الجامعة على ضرورة توعية الطلبة بذلك. وضرورة توعية الطلبة على التمسك بالقيم الدينية، والاجتماعية الفاضلة، والابتعاد عن القيم الشاذة. والعمل على تطوير شخصية الطالب من خلال توعيته على احترام الوقت. وتفعيل اللجان الارشادية والتربوية النفسية لغرض معرفة مشكلات الطلبة وايجاد حلول مناسبة لها.

إن الأردن وبفضل قيادته الهاشمية قد تميّز بالتلاحم التاريخي بين جميع مكونات وفئات الشعب وتعامل مع التعددية بكل حكمة، كما أن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أطلق عددا من الأوراق النقاشية سعى من خلالها إلى حوار وطني هادف لبناء مجتمع تسوده قيم العدالة والمساواة وصون كرامة الإنسان وحماية الحريات العامة في مناخ من التفاهم والتسامح والتعاون. وقد استطاع جلالته إيجاد وحدة متماسكة ونموذجية في المجتع الاردني.

إن العنف والكراهية والتطرف، هي مظاهر لمشكلات اجتماعية وثقافية وفكرية، لها امتدادات في الماضي والحاضر، وآثارها تمتد لأجيال داخل المجتمع، ولهذا فإن الجميع معني بالحوار حولها، لاسيما المؤسسات الرسمية. والأمر نفسه ينطبق على الثقات من المفكرين والباحثين والاعلاميين والمرشدين، ذلك أن محاربة العنف بأشكاله مسؤولية الجميع و لأجل الجميع.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023