لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية - فيديو وزير الزراعة: التوسع في خطة الإقراض الزراعي العام المقبل الأردن يستضيف دورة الالعاب العربية عام 2035 القسام تعلن الاجهاز على (15) جنديا صهيونيا من مسافة صفر بعد مذكرة الاعتقال .. نتنياهو وغالانت محرومان من 120 دولة لماذا صدر امر القاء القبض على نتنياهو وجالانت ؟ - القانوني الصبيحي يجيب اربد .. وفاة وإصابتان بحريق شقة ولي العهد: السلط سلطانة ابو السمن يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية "نويجيس" وفد جزائري يزور بلدية جرش الكبرى للاطلاع على جهود وحدة تمكين المرأة "التربية والتعليم" تعقد لقاءً توعويًا في جرش حول نظام التوجيهي الجديد والتخصصات الدراسية المصري يزور بلديتي باب عمان وجرش ومركز الخدمات الاكترونيه الصفدي: "إسرائيل" تمنع المساعدات من دخول غزة وهي عملية تطهير عرقي لتهجير السكان الرفايعة نائبا لرئيس مجلس ادارة "الحقيقة الدولية " الخرابشة يتابع عمليات الحفر في حمزة ويزور المنطقة الحرة الخاصة

القسم : بوابة الحقيقة
الوقاحة المزدوجة
نشر بتاريخ : 12/9/2018 2:22:56 PM
د. مصطفى البرغوثي

بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

 

لم تكتف الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية بإرسال جواسيسها إلى قطاع غزة،بهدف تركيب وصيانة أجهزة تصنت وتجسس على أبناء شعبناهناك،وهم ينتحلون هويات مزورة بأسماء مواطنيين من غزة،بل إنحدرت إلى الحضيض من خلال إستخدام أنبل مهنة إنسانية، وهي مهنة الطب،كغطاء من خلال الإدعاء بأن جواسيسها أطباء وممرضون موجودون في غزة لخدمة المرضى.

 

هناك توافق عالمي، وحضاري، على تحييد مهنة الطب عن الإستخدام لأغراض سياسية، وخاصة عن إستخدامها لأغراض تجسيسية أوإستخباراتية حقيرة.

 

وعندما يؤدي الأطباء في كل العالم قسم أبوقراط فأنهم يتعهدون أولا بعدم إيذاء البشر من مرضاهم، وثانيا بأنهم سيقدمون علمهم ومهنتهم الإنسانية لكل من يحتاجها بغض النظرعن جنسه، أو دينه، أو قوميته، أو معتقداته، أو وظيفته.

 

ولم تكن صدفة أن يطلق على الأطباء والممرضات لقب ملائكة الرحمة، لأن المُتوقع منهم الرحمة غير المشروطة، والإبتعاد عن إلحاق الأذى .

 

وليست صدفة أن الناس يضعون ثقتهم في الأطباء والممرضين لأنهم يتوقعون منهم، بغض النظر عن بعض الحالات الشاذة، أرفع أشكال الرعاية والمسؤولية في التخفيف من آلامهم وتقديم العلاج لهم.

 

وعندما يلجأ رجال الإستخبارات الإسرائيلية إلى إستغلال مهنة الطب، وسمعة الأطباء، للتغطية على جرائمهم فأنهم يرتكبون جريمة مزدوجة، بل ويمارسون وقاحة مزدوجة يجب أن تكون مدانة ومرفوضة في كل المحافل، وعلى كل المستويات.

 

وهذه بالمناسبة ، ليست الجريمة الأولى التي ترتكبها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في هذا المجال، وهناك عشرات الحالات الموثقة، التي حاول فيها رجال المخابرات الإسرائيلية استغلال معاناة آباء وأمهات من قطاع غزة، كانوا يعانون من أمراض مستعصية، أو يرافقون أطفالهم الذين يعانون من السرطانأوأمراض فتاكة أخرى، لإجبارهم على العمالة للأجهزة الإستخبارتية، ووضعهم أمام خيار إجرامي، إما بفقدان حياة فلذات أكبادهم، أو العمالة وخيانة وطنهم.

 

وصف الكاتب الإسرائيلي ران غولدشتيان في مقال له بصحيفة هارتس ما قامت به الأجهزة الإسرائيلية ، بأنه " استغلال ساخر للطب لأغراض عسكرية" وأنا أقول ، أنه ليس فقط إستغلال ساخر، بل إستغلال حقير وقح لأكثر المهن الإنسانية نبلا وإحتراما.

 

والسؤال المهم هنا، موجه للسيدة نيكي هيلي مندوبة الإدارة الأمريكية في الأمم المتحدة، التي تنطحت لتمرير مشروع في الجمعية العامة للامم المتحدة، لإدانة حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن النفس، وفشلت فشلا ماحقا، فهل ستقوم هي و إدارتها بإدانة الفعل الإسرائيلي الذي خرق كل القواعد الإنسانية، وكل إحترام للعمل الإنساني ومهنة الطب؟.

 

وهل ستقوم جكومات بعض الدول التي تتبارى في ملاحقة المنظمات الإنسانية الفلسطينية لمحاسبتها على أي موقف مقاطع للاحتلال، بإدانة ما أقدمت عليه أجهزة الإستخبارات والحكومة الإسرائيلية من إساءة لمهنة الطب الإنسانية؟

 

على كل حال فإن إنحدار الأجهزة الإسرائيلية إلى هذا المستوى الدنيء لا يمثل برأيي علامة قوة، بل هو مظهر ضعف وإفلاس، في مواجهة اصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة والنضال من أجل حقه في الحرية، والكرامة، والمعاملة الإنسانية.

 

* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023