بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
طوال السنين السابقة ونحن نمر بمراحل مهمة ومفصلية حددت مسارنا ودققت
إتجاة بوصلتنا، وكنا والحمد لله نتجاوز كل مرحلة منها بمشيئة الله ووعي أبناء البلد وحكمة قيادته
الهاشمية، فقد عبرنا كل الامواج العاتية والعواصف الشديدة، في حين غرقت سفن
الاخرين من حولنا.
المرحلة التي نمر بها الان مرحلة دقيقة ومفصلية، زادت فيها الأعباء
والمديونية وشحت الموارد، وفي تزايد واضح لنسب البطالة وعدم المقدرة على إيجاد فرص
عمل، وفي غياب واضح أيضا للمشاريع التنموية والعناصر القيادية التي يمكن أن تقنع
الشارع وتتبنى الخطط والبرامج ويكون همها وشغلها الشاغل مصلحة الوطن وراحة
المواطن.
يضاف الى ذلك كثرة وسائل التواصل الإجتماعي وإمكانية المتابعة
المباشرة لأي حدث والوقوف على أدق التفاصيل، وزيادة وعي وثقافة المواطن الأردني
الذي أصبح ملما بكل ما يحيط به، ومن الصعب بل من المستحيل إقناعه بما هو خطأ او
يتنافى مع المنطق.
نعلم جيدا حجم التحديات التي نواجها، ونعلم أيضا الظروف الإقتصادية
العالمية الصعبة، ولكننا بحاجة ماسة الى
رؤى مستقبلية واقعية وحلول منطقية مع مكافحة شاملة للفساد، وتقنين للنفقات، وهذا
يستوجب وجود شخصيات قيادية صاحبة ولاية وتتمتع بالصلاحيات، وأن لا يكون هذا المنصب
او ذاك فرصة لتحسين الحال وتحقيق أقصى حد من المكتسبات الشخصية والعائلية، وأن لا
يكون الكرسي متذبذبا ولا يستقر على شخصية مما يرهق الموازنة، فيجب التأني في
إختيار الشخصيات القيادية وفرزها بناء على المواطنة الصالحة وحب الوطن والقدرة على
التحسين والتطوير والتحديث.
إن ما يؤسف حقا أن الموقع الإداري لم يصبح مغنما وأصبح غير مرغوب به
من أبناء الوطن المخلصين لأن بعض من تولوه أضاعوا هيبته.
نتمنى أن لا يكون المستقبل مجهولا ونتمنى أن نخرج من عنق الزجاجة،
وهذا يتطلب إسناد الأمور الى أهلها المخلصين القويين من أبناء الوطن.
حمى الله بلدنا الحبيب وقيادته الهاشمية وسخر لنا من أبناء هذا الوطن
من يسعون لرفعته والذود عنه بالغالي والنفيس.