بقلم: حاكم المحاميد
نتقاسم فيه لقمة العيش، لكننا نتنازع
فيه الاهواء، في وطنٍ شامخٍ على كتف المعاناة، ساحهُ خُصص بالحشد والرباط وارضه
تستقطب الشرفاء والاوفياء.
ونحن على هذا لا نجد مبرراً لمن يستعجل
النهايات، فالاردن قطعةٌ يستندُ اليها وطن عربي كبير تحمل انواء وموجات يغرق في
امواجها اوطان وممالك وزعامات.
لكنه وطن الاباه لا تشرق الشمس فيه الا
لمحاكاة دروب الانبياء ومعارج المرسلين يمينه البيت الحرام وعن شماله الاقصى وقبة
الصخره محفوف بالعز والكرامات وعناية رب السماوات.
فلا جدوى من التنازع حول مستقبل هذا
الحمى العربي اذ ليس في المنظور ما يبعث على الاسى، فالقيادة فيه صاحبة رؤيه وحكمه
لا تحركها انخفاض ولا ارتفاع الاصوات بل هي هبه ربانيه لبعث السكينة في هذه المملكة
التي يحرسها آساد وصيد من رجال الجيش والاجهزة الأمنية اللذين سطرت لهم الايام
انجازات شامخه في الداخل والخارج.
فلا نصابُ بالاحباط او القنوط مع دعاة
الفتنه وصرخات التفرقة وعويل اليائسين ونحن لا نشتَم في الاردن غير رياح الالفة والطمأنينة
والامان، يحدونا في ذلك املٌ ان ما نحن فيه من نعمه هو فضل كبير من الله، تتطور
يوماً بعد يوم بين ظهرانينا هذه النعم الوفيرة والتنمية الغزيرة والخطط التي تبعث طمأنينة
بالنفس ونحن نرى انتشاراً واسعاً لمؤسسات التعليم والصحة والامن وتنامياً واضحاً
في الاستثمارات المحلية وتلك الوافدة عبر المحيطات.
فما علينا غير التهليل والتحميد لرب
العباد الذي وهبنا هذه الاجواء العامرة بالودّ والتصافي، الزاخرة بالخير والبركات
فيما نرى ما حولنا يهيمون على وجوههم طلباً لكسرة الخبز وشربة الماء في احلك ليلٍ
تمر به الامه يعصف بأركانها محنٌ سوداء وظلمات عشواء لا نكاد نرى لها نهاية.
فلله المنةُ والفضل ان هيأ لنا وطنناً
يحج لصوبه النازحون والمظلومون والمكلومون طلباً للامن اولاً في ابهى حلة يتماسك
فيها ابناء الاردن حفاظاً على مكتسباتهم ومنعاً للعابثين من التطاول على انجازاتهم
درعاً مكيناً وحصناً حصيناً نظفر فيه بالتواد والتراحم في تناغميةٍ تمتد من الوريد
الى الوريد بين الحاكم والمحكوم تتضاءل فيها فرص الظالم وتتراجع فيها فرص المظلوم،
بيتاً للعدل والاعتدال برعاية رحمن رحيم.