ما هو الخيار الأفضل؟ تنمية المكان أم تنمية السكان؟
اليكم بعض نتائج غياب ابعاد التنمية بمفهومها الواسع( اجتماعية وسياسية واقتصادية وإدارية ):
ازياد معدل البطالة، فقد المعلم ما بقي له من هيبة أمام طلابة.الأحزاب غير موجودة على الساحة الأردنية. شبكة الطرق متآكلة ، الجريمة بازدياد ، السرقات والسطو المسلح، آفة المخدرات. الوزراء من طبقة واحدة،الضرائب ورفع الأسعار، العنف المجتمعي. فشل بعض المشاريع، التهرب الضريبي. مشكلة شح المياه. المديونية بازدياد. وحدث ولا حرج.
اين برامج الوزارت المعنية بالتنمية: وزارة التنمية السياسية وزارة التنمية الاجتماعية تطوير القطاع العام، السياحة والثقافة، التربية، بمعنى اخر أين الحكومة؟
مثال بسيط. يأتي المسؤول من عمان مركز صنع القرار في الدولة، وفي جعبته مبادرة أو تمويل من جهة داعمة (فزعة) إلى منطقة ما في الأردن. وتقام له الاحتفالات في المناطق الأقل حظًا، وبعد أشهر تنتهي الفزعة، دون أن تترك أي أثر مستدام، ويهدر المال والوقت والجهد، ويزداد الإحباط. وتبقى ماكينات الخياطة(مثال)، وعمل المربيات والمخللات تراوح مكانها ، وكأن مثل تلك المشاريع ستقضي على الفقر في تلك المناطق.
لأقل حظا، جيوب الفقر، مناطق العوز. برامج التنمية المختلفة وبرامج تطوير التعليم. والعديد من المصطلحات الدخيلة على مجتمعنا. لم تحقق شيئا سوى أنها أضيفت إلى قاموسنا الفكري كمصطلحات جديدة عندما تعرّف. لكنها حملت في باطنها خيبات امل.
هل أصبحت التنمية في الأردن تطبق من جانب الحظ فقط؟ أم أن الفقير سيبقى فقيرًا إلى قيام الساعة؟. مصطلحات غرست في ذهن المسؤول أن من يأتي من تلك المناطق(الأقل حظا) وحتى المطالبات التي تأتي مكتوبة إليه من مختلف المصادر حلّها الوحيد طرود من المواد الغذائية تقدم كوجبات تسكين لألم الفقراء وعوزهم. والسؤال هنا هل تلك الطرود والمواد الغذائية ستكفي المواطن في تلك المناطق طوال عمره؟ الجواب لا بالطبع، أسبوع أو شهر ويعود الوضع كما كان أي لا توجد استدامة. وأي مشروع لا يحمل في جنباته منحنى الاستدامة فهو فاشل.
هل المواطن الفقير أو المعدم كما يقولون لا يحتاج إلى أشياء أخرى غير الأكل (ما بده يشم هوا) مثل باقي الناس، يفسح أولاده مرة في العمر (حاجات إنسانية). إنه ممنوع ليس قانونا بل جبرا لأنه أقل حظا. كيف سيفرح أولادة في العيد؟
لو قامت الحكومة بعمل تقييم للمناطق الأقل حظا من خلال استعراض النتائج. ما هي النتائج؟ أين صندوق تنمية المحافظات، ولماذا له شروط تعجيزيّة أحيانا؟ أين وزارة التخطيط من كلّ هذا؟ أين كرامة المواطن يا حكومة. هل التنمية ستبقى حظوظا؟ هنالك مناطق ننمّي فيها السكان، ونترك المكان للحظ. وفي مناطق أخرى ننمّي المكان ونترك السكان للفزعة، في ظل غياب التنمية المتكاملة والتي تهتم بالمكان والسكان معا طبقا لاحتياجات المنطقة وفق منهج الاستدامة. نريد أن نرتقي بالأردن إلى حيث العالم يرتقي. الفقر ليس عيبًا وموجود في كلّ الدول لكن علاجه في الأردن أصبح فزعة لا أكثر ولا أقل. حمى الله الأردن، وحفظ الله الملك.