إدارة السير: مخالفات عكس السير أودت بحياة 0.5% من ضحايا حوادث 2024 ملفات هامة على أجندة الاجتماع الأول لرئيس لجنة بلدية الرمثا.. فيديو ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز أردوغان: العالم يقف متفرجا على فظائع الاحتلال في فلسطين جرش... الناس عطشى والمياه تغمر الشوارع.. فيديو التربية: نتائج التوجيهي في الثلث الأول من شهر آب صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا زركشات تطلق نشاطاً بيئياً بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى 5 اصابات اثر انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء الأمن العام يواصل حملة "صيف آمن" ويوجه إرشادات للوقاية من حر الصيف 798 فلسطينياً استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة مجلس البناء الوطني يوصي بتدعيم بناية سكنية بإربد بشكل فوري محافظ جرش يوجه بتنظيم الوسط التجاري وإزالة الاعتداءات على الأرصفة

القسم : بوابة الحقيقة
الكرسي والنفاق المجتمعي
نشر بتاريخ : 5/13/2018 5:54:41 PM
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات


كنت دائما أفكر بسر تمسك الناس بمناصبهم وإستبسالهم بالحفاظ عليها حتى ولو كان ذلك على حساب كرامتهم، وكان الإستغراب بهذا الأمر مرتبط بمنطلق أن الحياة فانية وأن التغيير مطلوب، لأن الإنسان قادر على إجراء التغيير ضمن فترة عمل محددة وبعدها لابد من ضخ الدماء الجديدة لنفس الموقع حتى لا يكون العمل روتينيا و مملا.

إن إهتمام عامة الناس بأصحاب المناصب والكراسي وتملقهم لهم والتقرب منهم بشتى الوسائل الشرعية وغير الشرعية، كان له الدور الأكبر في شعور صاحب الكرسي بعظمته وجبروته المزيف والمصطنع، وقد يكون صاحب الكرسي في البداية إنسانا عاديا متواضعا سرعان ما تتقدم الجحافل منه لحمده والثناء عليه والتقرب منه فيغتر وينجر وراء هذا السراب إلا من رحم ربي وبهذه الحاله يصبح همه وشغله الشاغل المحافظه على وضعه الحالي أو السعي للتطور في المواقع الإدارية، لأنه وخلافا لذلك سيفقد كل شيء مصطنع رافق جلوسه على كرسي المسؤولية.

وهنالك أمثلة كثيرة وحدث ولا حرج: إنك إذا شاركت في جاهة أو عرس أو عزاء لمسئول، تجد أن الناس يتسارعون للمشاركة والتقرب منه. ولو أخذنا العزاء مثالا لا حصرا، تجدهم يملاؤون المسجد وساحاته الخارجية أثناء تأدية صلاة الجنازة وتجدهم أيضا في المقبرة وفي مكان العزاء بجميع أيامه، ولو لا سمح الله تكرر هذا الحدث مع نفس المسئول ولكن بعد فقدانه لكرسيه، تجد أن الوضع مغاير جدا للصورة السابقه والحضور يقتصر على فئة المقربين والأقرباء.

ولو دارت الدائرة واسترجع هذا المسئول قواه وتقلد منصبا جديدا تراهم يهرعون إليه من جديد ويتلونون بلونهم السابق ويجددون البيعة له وكأن شيئا ما لم يحدث.

إن نفاق المجتمع داء مستفحل يأكل الأخضر واليابس ويجعل الإنسان يفقد إنسانيته ولا أريد أن أشبه تصرفات بعض البشر بالحيوانات لأن الحيوانات تتصرف بفطرتها التي فطرها الله عليها.

وما دام المجتمع ينافق ويلهث خلف مصالحه ويحارب الإصلاح الذي يتعارض مع مصالحه الشخصية، سنبقى كما كنا، بل سنعود خطوات كبيرة الى الوراء فكل زمن يمضي يكون أفضل من الزمن الذي يأتي.

ربنا العليم بطبيعة عباده لا يغيرهم من حال إلى حال إلا إذا غيروا ما بأنفسهم وجددوا البيعة وأعلنوا التوبة والإخلاص لخالقهم في جميع تصرفاتهم وأعمالهم وإلا استبدلهم ربهم بقوم اخرين.

أعاذنا الله وإياكم من النفاق والمنافقين وغير لنا حالنا بعد إصلاحنا لأنفسنا. 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023