إدارة السير: مخالفات عكس السير أودت بحياة 0.5% من ضحايا حوادث 2024 ملفات هامة على أجندة الاجتماع الأول لرئيس لجنة بلدية الرمثا.. فيديو ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز أردوغان: العالم يقف متفرجا على فظائع الاحتلال في فلسطين جرش... الناس عطشى والمياه تغمر الشوارع.. فيديو التربية: نتائج التوجيهي في الثلث الأول من شهر آب صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا زركشات تطلق نشاطاً بيئياً بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى 5 اصابات اثر انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء الأمن العام يواصل حملة "صيف آمن" ويوجه إرشادات للوقاية من حر الصيف 798 فلسطينياً استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة مجلس البناء الوطني يوصي بتدعيم بناية سكنية بإربد بشكل فوري محافظ جرش يوجه بتنظيم الوسط التجاري وإزالة الاعتداءات على الأرصفة

القسم : بوابة الحقيقة
القدر والرضا بما قسمه الخالق
نشر بتاريخ : 5/7/2018 9:11:55 PM
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

مما لا شك فيه أن القدر والإيمان به بخيره وشره، ركن أساسي من أركان الإيمان، وهو يعتبر مبعثة للعمل والإجتهاد والقبول بما قسمه الله لك من خير أو شر، فإن كان خيرا حمدت خالقك وإن كان شرا ظاهريا حمدت أيضا وشكرت فلربما يكون فيه الخير كله.

إن الإنسان جبل على التناقضات، ففيه الخير والشر والحق والباطل ومفتاح التحكم أيهما يختار موجود وهو العقل، فالعقل أوجده الله وأودعه فيك لتعرف طريقك وتختار الأفضل حتى ولو لم يكن الأيسر. فالنفس البشرية تحب هواها، وهواها مهلكة لصاحبها، فالهوى هو كل شيء تحبه نفسك وهو الطريق الأسهل ظاهريا ولكنه الأصعب والمحفور بالمخاطر باطنيا.

إن إيمانك بالقضاء والقدر بخيره وشره يجعلك إيجابيا في حياتك ومتفائلا، فكل شيء خلق بقدر وقد يكون القدر في ظاهره قاسيا ومؤلما ولكنه حكم الله الذي إختاره لك، بناء على معرفته المسبقه بخلقه ومنها نفسك وهواها. فهنالك أمور كثيرة نحن مخيرون فيها ونختارها بأنفسنا حسب تركيبة هذه أو تلك النفس، وهنالك أيضا أمور كثيرة، نحن مسيرون فيها بناء على حكمة الخالق وترتيبه لأقدارنا.

ولنا في قصة سيدنا موسى والتي نقرأها كل جمعه في سورة الكهف، التوضيح الشافي لمعنى القدر وضرورة القبول به والإستسلام له، فقد كان سيدنا الخضر القدر المخفي والذي لا يعلمه سيدنا موسى، فخرق السفينة في الظاهر يعتبر محاولة لعيبها وإهلاك من فيها، ولكنها خطوة مخفية تبينت لاحقا للحفاظ عليها من الإستملاك الإجباري من قبل الحاكم، فكونها معيبة تم تركها لأصحابها.

وقصة الغلام الذي قتله فهو فعل مستهجن لعدم معرفة سيدنا موسى ولا أهل الغلام بالسبب، ليتبين لاحقا بأنه لو بقي على قيد الحياة لأهلك والديه الصالحين، فعوضهم ربهم بطفل صالح اخر. وقصة الجدار الذي يريد أن ينقض وإقامته والقرية التي أبت إطعامهم، فالعقل البشري يستهجن ويستغرب فعل الخير لأهل الشر، ليتبين لاحقا بأن هذا الجدار يحتوي كنز لأيتام أبوهما كان رجلا صالحا.

إن في هذه القصص الدروس الكافيه والواعظة لنا بقبول قضاء الله وقدره والإستسلام له مع العمل الجاد والأخذ بالأسباب والتوكل على الخالق، فكلها أمور تبعث في النفس الطمأنينة والتفاؤل مع العزم والإصرار، فمن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل.

ثبتنا الله وإياكم على فعل الخير والبعد عن الشر وأهله.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023