بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
كلية البوليتكنيك اسم يحمل الكثير من المعاني والدلالات، حيث تعتبر الكلية من أقدم وأعرق الكليات والتي تخرج مرحلتي الدبلوم والبكالوريوس، خريجها يتمتع بمسموعية عالية ويفضل على خريجي الجامعات الكبرى الأخرى، تمتاز بتدريسها التطبيقي العملي المميز، أعضاء الهيئة التدريسية فيها نخبة النخبة والمهندسون العاملين في مختبراتها من أكفأ العاملين في هذا القطاع، كانت ومازالت من أكبر الروافد المالية للجامعة حيث تتميز بتخصصاتها الهندسية التطبيقية التي تطرحها وبموقعها المميز بين مدينتي عمان والزرقاء.
طلبتها مميزون ويحصلون على أعلى النتائج في امتحان الكفاءة الجامعية وفي النشاطات اللامنهجية وبالأخص الرياضية، فهم الأفضل في جميع أنواع الألعاب الرياضية وعلى مستوى الجامعة، وهذا الكلام ليس نفاقا ولكنه واقع الحال وكنت دائما أتمنى أن يكون لدي هذه النوعية من الطلبة، حيث كنت أتعرف عليهم بنشاطات الجامعة الرياضية والتي كانت تعقد في ثغر الأردن الباسم " مدينة العقبة "، حيث كانوا دائما يتأهلون للتصفيات النهائية ويحصدون معظم الميداليات الذهبية.
ان التيار الاسلامي الذي ينشط فيها، موجود في جميع الجامعات الأردنية، وهو لم يكن يوما تيارا معاديا، وقد تعاملنا معه في كليات أخرى بمهنية وحكمه، وتم استيعاب الطلبة وتوجيه طاقاتهم لخدمة الكلية والجامعة.
ترددت كثيرا قبل الكتابة في هذا الموضوع ولكنه يستوجب الوقوف والتمعن والتحليل، فلا بد من تطوير البنية التحتية لهذه الكلية العريقة، وتحديث مختبراتها، والتعامل مع طلبتها بشتى منابعهم وأصولهم على أنهم أبناء لنا، ويجب عدم الالتفات أو الاستماع لمن يحاول تسييس أي ملف في هذه الكلية.
ان التعامل مع الطالب الناضج والمتعلم والمثقف والذي يعرف ويعي ماله وما عليه أفضل وأسهل بكثير من التعامل مع الطالب غير الناضج.
لابد من النزول الى الشارع والاستماع الى الطلبة وعدم التعامل معهم كخصم بل شريك وعنصر أساسي في عملية التطوير والتحديث.
كما يجب المحافظة على اسم الكلية القديم " البولتكنيك" والإبقاء عليه والذي يعتبر علامة تجارية مميزة تحاول بعض الجامعات الأخرى استنساخه في كلياتها الهندسية.
حمى الله هذا البلد الطيب وأهله وقيادته الملهمة وجعله واحة للعلم والعلماء