الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : مقالات مختاره
على مثله يبكي الرجال
نشر بتاريخ : 9/29/2016 7:04:23 PM
ماهر ابو طير
 
ماهر ابو طير

عرفت الشيخ محمد رشاد الشريف، مقرئ المسجد الاقصى، عن قرب، وقد رحل قبل يومين، والرجل الذي ولد في الخليل، وامضى عمره في القدس، رحل في عمان.

بصوته الحزين، يترك اثرا كبيرا، على من يستمع الى تلاوته، سألته ذات مرة، عن سر الحزن في صوته، قلت له يومها، من اي بئر تشرب كل هذا الحزن، رد علي يومها، من الاقصى، فالذي يمضي عمره في الاقصى، يعرف ان المسجد حزين جدا، وكل زائر له، يشعر بعتب روحه، وكان حجارته تنطق بالحزن، وهو الاسير، رده الله من غربته.

قتلت اسرائيل ابنه «امام» وعمره خمسة وعشرين عاما، وهو يخرج من صلاة الجمعة في الحرم الابراهيمي في الخليل، وكان الاحتلال يضايق الشيخ، ويحاول منعه دوما من الذهاب الى الاقصى، ولم اكن اعرف عن تلك الحكاية، لولا احدى الزيارات للشيخ في بيته، يومها اهداني لوحة بخط يده، فأكتشفت فيه قدرة مبدعة على التخطيط، اضافة الى كتابة الشعر، ومازالت لوحته في بيتي.

كنت اجالسه مرارا، طاقة من السكينة تتنزل عليك وانت معه، وفي ليلة باردة وممطرة ذات مرة، سألته وانا لا اعرف الاجابة، عن الفروقات بين تلاوة واخرى، ولماذا تتلى بعض الايات بطريقة، ويتلى بعضها الاخر بطريقة ثانية، فشرح لي الفروقات، واستمعت ليلتها في بيته الى تلاوات مختلفة، كل واحد يأخذك بصوته الى عالم آخر.

يأنس المرء بالصالحين، خصوصا، هذه النوعية من الرجال، فهم رجال يختلفون عمن يدعون الصلاح، من نفر آخر، والصلاح في هؤلاء طبيعي، يتحدث عن نفسه، وليس مجرد مظهر يحاول صاحبه ان يوظفه بحثا عن مكانة، والشيخ محمد رشاد الشريف، كان زاهدا في هذه الدنيا، فلم يكن له مطمع ولامطامع، ويكفيه ان صوته الجميل المحمل بالقرآن الكريم، يسمعه اهل الاردن وفلسطين، ونسمعه في دول عربية واسلامية، تبث تلاوته عبر اذاعاتها ومحطاتها تلفزتها، ومذاق الاستماع هنا، غريب، اذ فيه توبة في مرات، وفيه مراجعة نفس، وخشوع، ولايمكن ان لايتأثر المرء روحيا بتلاوة الشيخ محمد رشاد الشريف.

على مثله يبكي الرجال، فهذه رموز صالحة وطيبة، يتوجب تعظيم شأنها، مثلما نعظم شأن الاطباء والمهندسين وكل مبدع في حياته، ومثل هؤلاء الذين ينفعون الناس، يتوجب ابقاءهم رموزا .

عن الدستور

spontaneous abortion myhealthreport.ca is abortion legal
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023