القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
25/08/2025
توقيت عمان - القدس
4:13:14 PM
وجه شكراً لكيان الاحتلال.. الهجري يطالب بتدخل دولي لإعلان السويداء "إقليماً منفصلاً"
الحقيقة
الدولية - سوريا - دعا الشيخ حكمت الهجري،
أحد أبرز المرجعيات الروحية للدروز في سوريا، إلى إعلان إقليم منفصل للطائفة
الدرزية في جنوب البلاد، مطالبًا المجتمع الدولي بـ"الوقوف مع أبناء
السويداء" في سعيهم لتقرير مصيرهم، وذلك خلال اجتماع موسّع عُقد في بلدته
قنوات بمحافظة السويداء ما يكشف عن تحولات خطيرة في موقع ودور الطائفة الدرزية
داخل الخارطة السورية.
وقال الهجري
بصراحة غير معهودة "مشوارنا بدأ بعنوان جديد بعد المحنة الأخيرة التي استهدفت
وجودنا كطائفة"، وأضاف أن ما وصفه بـ"الهجمة الوحشية والبربرية"
على السويداء لم تكن إلا محاولة لإبادة جماعية للطائفة الدرزية، وقال أن الدروز
"دعاة سلام، ولكن من حقهم الدفاع عن أنفسهم بكل السبل".
وأعلن دعمه
الكامل لتأسيس ما بات يُعرف بـ"الحرس الوطني الدرزي"، وهو تشكيل مسلح
جديد يضم أكثر من ثلاثين فصيلاً محليًا، أعلنوا مؤخرًا توحيد صفوفهم في كيان عسكري
واحد تحت قيادته، مع تبنيهم المطلق لقراراته باعتباره "الممثل الشرعي للطائفة".
وجاءت تصريحات
الهجري بعد أسابيع من مواجهات عنيفة شهدتها المحافظة بين فصائل محلية والأجهزة
الأمنية السورية، فتحت الباب أمام تصعيد غير مسبوق في خطاب السويداء، تجاوز
المطالب المعيشية التقليدية إلى إعلان نوايا انفصالية واضحة، مدعومة بخطاب سياسي
يتحدث عن "حق تقرير المصير" و"ضمانات دولية".
ووجّه الهجري
شكرًا علنيًا للكيان الاسرائيلي، إلى جانب الولايات المتحدة، على ما وصفه
بـ"وقوفها مع دروز سوريا" في
إشارة واضحة إلى نوع من التواصل أو التنسيق، يثير تساؤلات كبيرة حول دور تل أبيب
في دعم الحراك المتصاعد في السويداء.
ورغم غياب تأكيد
رسمي من الجانب الإسرائيلي، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن كيان الاحتلال يجد مصلحة
استراتيجية في دعم كيان درزي مستقل أو شبه مستقل جنوب سوريا، كمنطقة عازلة على
حدوده، تمامًا كما فعلت سابقًا في جنوب لبنان من خلال دعم "جيش لحد".
وينظر الاحتلال
الاسرائيلي إلى الطائفة الدرزية بوصفها جسراً محتملاً لتحقيق نفوذ غير مباشر داخل
سوريا، دون تدخل عسكري مباشر خاصة وأن الدعم الإسرائيلي، سواء كان علنيًا أو
ضمنيًا، يمنح الحراك الدرزي زخمًا لكنه في الوقت ذاته يهدد بفتح جبهات جديدة من
التصعيد الإقليمي.
ويثير التحول
الكبير في خطاب السويداء قلقًا متزايدًا داخل سوريا وخارجها، إذ يخشى كثيرون من أن
تمهد هذه التحركات لانفصال فعلي عن الدولة المركزية، ضمن مسلسل التفكك الذي تعانيه
البلاد منذ سنوات.
الطائفة
الدرزية، المعروفة تقليديًا بالحذر السياسي والتمسك بوحدة سوريا، باتت اليوم في
قلب مشروع انفصالي متقدم، يطرح تحديات كبيرة أمام الدولة السورية، التي لا تزال
تكافح للحفاظ على ما تبقى من سيادتها على الجغرافيا الوطنية.
ولا تحظى دعوات
الانفصال بإجماع داخل الطائفة، فشخصيات دينية ومدنية درزية عبّرت عن رفضها التام
لربط مصير السويداء بأي محور خارجي أو مشاريع تقسيم، معتبرة أن ما يحصل
"اختطاف سياسي" لحراك شعبي بدأ بطابع مدني وسلمي.