الحقيقة الدولية- عمّان- خاص- حذّر منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" فاخر دعاس، من خطورة قرار جامعة مؤتة برفع رسوم الساعات الدراسية بنسب وصفها بـ"غير المسبوقة"، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل توجهًا واضحًا نحو خصخصة الجامعات الرسمية في الأردن.

وقال دعاس في تصريحات لبرنامج "صوت الحقيقة"، إن الجامعة رفعت الرسوم بنسبة 70% لبعض التخصصات، فيما وصلت النسبة إلى 100% و150% لتخصصات أخرى، مشيرًا إلى أن القرار لا يهدف إلى تغطية الخسائر كما يُروَّج، بل إلى تحقيق "هامش فائض" أقرب إلى مفهوم الربح.

وأوضح دعاس أن التلاعب بمسميات التخصصات لزيادة الرسوم يثير الكثير من التساؤلات، لافتًا إلى أن تخصص التربية البدنية (20 دينارًا للساعة) أصبح بعد تعديل اسمه إلى "تربية رياضية" برسوم تبلغ 50 دينارًا للساعة، بالرغم من أنهما التخصص نفسه.

وأكد أن هذا الرفع سيُثقل كاهل الأسر الأردنية، مستشهدًا برسوم كلية الطب في جامعة مؤتة التي تصل إلى 70 دينارًا للساعة، أي ما يعادل نحو 3000 دينار سنويًا، وهو مبلغ يعجز عنه معظم الأردنيين الذين لا يتجاوز متوسط دخلهم الشهري 500 دينار.

وأضاف: "نحن أمام إشكالية خطيرة، فالتعليم في الجامعات الرسمية أصبح للأقدر ماليًا وليس للأكفأ أكاديميًا".

وبيّن دعاس أن القرار سيؤثر أيضًا على صندوق دعم الطالب، موضحًا أن الحكومة تخصص للصندوق حوالي 30 مليون دينار سنويًا، لكن ارتفاع الرسوم سيقلص عدد المستفيدين إلى النصف تقريبًا، لتتحول المعاناة من مباشرة إلى مضاعفة.

وكشف دعاس عن بدء حملة "ذبحتونا" تحركاتها لمواجهة القرار، بالتواصل مع مجلس النواب، مجلس الأعيان، وزارة التعليم العالي، النقابات المهنية، والمركز الوطني لحقوق الإنسان، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، مؤكدًا أن الهدف هو إلزام الجامعة بالتراجع عن القرار.

وختم دعاس بالتحذير من أن هذا التوجه قد لا يتوقف عند جامعة مؤتة، بل قد يمتد إلى جامعات أخرى مثل الجامعة الأردنية والتكنولوجيا، مؤكدًا:"نحن أمام مخطط خطير يجعل التعليم العالي في الأردن حكرًا على الأغنياء".