الحقيقة الدولية – حذرت لجنة الصحة والغذاء النيابية ونقابة الأطباء من تفاقم أزمة القطاع الصحي في الأردن، في ظل مفارقة وجود آلاف الأطباء العاطلين عن العمل مقابل نقص حاد في بعض التخصصات الطبية داخل المستشفيات والمراكز الصحية.

وقال رئيس اللجنة النيابية الدكتور شاهر الشطناوي، إن نحو 5000 طبيب عاطلون عن العمل حاليًا، مرجحًا أن يرتفع الرقم إلى أكثر من 8300 طبيب خلال السنوات القليلة المقبلة، في وقت يتم فيه تخريج ما يقارب 6000 طبيب سنويًا. وأضاف أن بعض المستشفيات مثل الكرك تعاني غياب اختصاصات أساسية كجراحة الصدر والأوعية الدموية والقلب، مما يضطر المرضى للتحويل إلى عمان.

من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي باسم نقابة الأطباء الدكتور حازم القرالة أن البطالة بين الأطباء "مرشحة للانفجار"، معتبرًا أن غياب التخطيط وسوء التوزيع وفارق الرواتب الكبير بين القطاعين العام والخاص من أبرز أسباب الأزمة، إلى جانب ثقافة مجتمعية تدفع الأهالي لحصر طموح أبنائهم بدراسة الطب.

واقترحت اللجنة تعيين أطباء في المدارس والمصانع والجامعات، وتفعيل شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية. كما دعت النقابة إلى فتح أسواق عمل خارجية للأطباء الأردنيين، لاسيما في ألمانيا وبريطانيا ودول الخليج، مع إدخال تعليم اللغات الأجنبية ضمن برامج كليات الطب.

وشدد المتحدثون على ضرورة تحسين ظروف العمل والرواتب في القطاع العام، وتخفيض ساعات الدوام الطويلة التي تصل إلى 90 ساعة أسبوعيًا للأطباء المقيمين، لتفادي الاحتراق الوظيفي والأخطاء الطبية.

وأكد الشطناوي أن لجنة الصحة النيابية ستطرح مقترحات التعيين والتوزيع على وزارة الصحة في إطار مناقشات الموازنة، معربًا عن تفاؤله بأن الوزير الجديد "سيحدث تغييرًا جذريًا" في إدارة الملف.