القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
15/04/2025
توقيت عمان - القدس
11:49:26 PM
تمكن علماء من جامعة لينشوبينغ
السويدية من تطوير بطارية ثورية تشبه في قوامها معجون الأسنان، ويمكن تشكيلها بأي
صورة باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد. وقد تم وصف هذا الابتكار بأنه "تحول
جذري لمفهوم تخزين الطاقة".
تستخدم هذه البطارية مادة اللجنين
المستخرجة من مخلفات صناعة الورق، مما يجعلها صديقة للبيئة مقارنة بالبطاريات
التقليدية.
يقول البروفيسور المساعد أيمن رحمان
الدين، أحد المشاركين في البحث: "تخيل أنك تستطيع طباعة بطارية بشكل القميص
الذي ترتديه، أو الجهاز الطبي الذي يزرع في جسمك. هذه الرؤية أصبحت الآن قابلة
للتحقيق".
تمكنت البطارية الجديدة التي تم
اختبارها في المختبر من التمدد إلى ضعف طولها الأصلي مع الحفاظ على أدائها بعد
أكثر من 500 دورة شحن، مما يفتح آفاقا غير مسبوقة في مجالات متعددة.
ما يميز هذه التكنولوجيا هو اعتمادها
على مواد أولية متوفرة ورخيصة. ويوضح الدكتور محسن محمدي، الباحث الرئيسي في
الدراسة: "بدلا من الاعتماد على معادن نادرة تضر بالبيئة، نستخدم منتجا
ثانويا من صناعة الورق، مما يجعل هذه البطاريات جزءا من الاقتصاد المستدام".
رغم أن الجهد الكهربائي للبطارية حاليا
لا يتجاوز 0.9 فولت، وهو ما يعد أقل من بطاريات الليثيوم التقليدية، إلا أن
الباحثين يؤكدون أن هذه مجرد بداية. فالفريق يعمل حاليا على تحسين الأداء باستخدام
مركبات كيميائية جديدة، بهدف زيادة الجهد الكهربائي وتعزيز الكفاءة.
تشمل التطبيقات المحتملة لهذه
البطاريات مجالا واسعا من التقنيات المستقبلية، بدءا من الأجهزة الطبية القابلة
للزرع التي تتكيف مع تشريح الجسم البشري، وصولا إلى الروبوتات المرنة
والإلكترونيات القابلة للارتداء التي يمكن غسلها أو طيها دون قلق. كما يمكن لهذه
التقنية أن تمهد الطريق لتصميم أجهزة استشعار ذكية بأشكال غير تقليدية تلائم مختلف
الاستخدامات.
يؤكد الفريق البحثي أن هذا الابتكار
ليس مجرد تحسين للبطاريات الحالية، بل هو تغيير جذري في مفهوم تخزين الطاقة، قد
يعيد تشكيل مستقبل الإلكترونيات كما نعرفها اليوم.
الحقيقة الدولية - وكالات