القسم :
دولي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
11/04/2025
توقيت عمان - القدس
7:04:33 PM
عراقجي في مواجهة ويتكوف.. مهمة إنقاذ الاتفاق النووي في عُمان
يواجه وزير الخارجية الإيراني عباس
عراقجي، أحد أبرز الدبلوماسيين المخضرمين، تحديًا مصيريًا الأسبوع المقبل، إذ
يستعد لقيادة المفاوضات مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان، بهدف التوصل إلى اتفاق
نووي جديد وتجنب توجيه ضربة عسكرية لبلاده.
وتتعامل المؤسسة الدينية الحاكمة في
إيران بحذر مع هذه المحادثات، إذ تتشكك في إمكانية إحراز تقدم وفي الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، الذي هدد مرارًا بقصف إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وسواء كانت المحادثات مباشرة، كما يقول
ترامب، أو غير مباشرة، كما تصر طهران، فإن عراقجي يتأهب لمواجهة مع المبعوث
الأميركي ستيف ويتكوف، قطب العقارات الذي لا يتمتع بأي خبرة سابقة في عالم السياسة
الخارجية، ناهيك عن الخلاف الشائك طويل الأمد حول طموحات إيران النووية.
ورغم خبرته الطويلة، فالأمر لن يكون
نزهة بالنسبة لعراقجي، وهو سليل عائلة من تجار أصفهان وانضم إلى الثورة الإيرانية
عام 1979 عندما كان شابًا يافعًا وقاتل في الحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات
القرن العشرين قبل أن يبدأ المسيرة الدبلوماسية.
ورغم ضعف التفاؤل في طهران بشأن إحراز
تقدم في المحادثات، فإن المؤسسة السياسية تبدو واثقة من قدرة عراقجي على اللعب
بأوراق إيران بحنكة ودهاء.
وقد وقع اختيار الرئيس مسعود بزشكيان
على عراقجي ليكون وزيرا للخارجية العام الماضي، إذ اكتسب الرجل دمث الأخلاق سمعة
طيبة باعتباره "سيد المفاوضات" الصعبة عندما اضطلع بدور رئيسي في
المحادثات التي أسفرت عن إبرام الاتفاق النووي في عام 2015.
ويصف دبلوماسيون غربيون شاركوا في
المحادثات بين إيران وست قوى عالمية عراقجي بأنه "دبلوماسي جاد وصريح يتمتع
بالكفاءة والمعرفة الفنية".
ولعب عراقجي أيضًا دورًا محوريًا في
محادثات غير مباشرة سعت لإحياء الاتفاق خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو
بايدن (2021-2025)، وهي محادثات باءت بالفشل.
وبعد ذلك بقليل، عين عراقجي في منصب
الأمين العام للمجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية، وهو هيئة مهمة تقدم المشورة
للزعيم الإيراني علي خامنئي، مما أدخله إلى الدائرة المقربة لمن له القول الفصل في
شؤون البلاد.
وولد عراقجي في طهران عام 1962 لأسرة
ثرية متدينة تمتهن التجارة. وكان في السابعة عشرة من عمره عندما اندلعت الثورة
الإيرانية وأشعلت حماسة راديكالية في نفوس الكثير من الشبان الإيرانيين.
وبعد الإطاحة بنظام الشاه ووسط وعود
المستقبل الجديد، انضم عراقجي للحرس الثوري ليقاتل في الحرب مع العراق بين 1980
و1988.
وبعد انتهاء الحرب، انضم لوزارة
الخارجية في 1989 وأصبح سفيرًا لبلاده لدى فنلندا من 1999 إلى 2003 ولدى اليابان
من 2007 إلى 2011 قبل أن يصبح المتحدث باسم وزارة الخارجية في 2013.
وحصل عراقجي على درجة الدكتوراه في
السياسة من جامعة كنت البريطانية ثم عين نائبًا لوزير الخارجية في 2013.
ويقول مسؤول إيراني كبير إن عراقجي،
رغم أنه عليم ببواطن الأمور السياسية ووثيق الصلة بخامنئي، فقد نأى بنفسه عن "الصراعات
والخلافات الداخلية السياسية" بين الأطراف المختلفة.
وتابع المسؤول قائلا: "تربطه
علاقات جيدة بالمرشد الإيراني وبالحرس الثوري وبكل الأطراف السياسية في
إيران".
ولدى عراقجي من زواجه الأول ابنان
وابنة ورزق بابنة ثانية من زواجه الثاني.
الحقيقة الدولية - وكالات