أعلنت شركة نتفليكس، الرائدة في مجال بث الفيديو عبر الإنترنت، يوم الخميس عن أرباح فصلية تجاوزت قليلاً توقعات المحللين، مؤكدة على تركيزها على العوامل الداخلية التي يمكنها التحكم بها في ظل حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الاقتصاد العالمي نتيجة للحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقد حققت نتفليكس "بداية جيدة في عام 2025" بتحقيق أرباح فصلية بلغت 2.9 مليار دولار، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 24 بالمئة. وبلغت إيرادات الشركة في الربع الأول من العام الحالي 10.5 مليار دولار، بنمو قدره 12.5 بالمئة على أساس سنوي. وأرجعت نتفليكس هذا النمو في الإيرادات إلى ارتفاع الاشتراكات وأرباح الإعلانات، بالإضافة إلى تأجيل بعض النفقات التشغيلية. وقد شهدت أسهم الشركة، التي تتخذ من وادي السيليكون مقرًا لها، ارتفاعًا بنحو ثلاثة بالمئة في تداولات ما بعد الإغلاق.

وفي تعليقه على الوضع، قال روس بينيس، كبير المحللين في إي ماركتر: "إن حالة الترقب بشأن التعريفات الجمركية مدمرة للعديد من الصناعات وستجعل إنتاج الترفيه أكثر تكلفة". وأضاف، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن "شبكة نتفليكس مهيأة لتحمل هذه الضغوط بشكل أفضل من معظم منافسيها، على الأقل في البداية، وذلك بسبب اعتمادها المحدود على عائدات الإعلانات، ومعدلات إلغاء الاشتراك المنخفضة لديها مقارنةً بمنافسيها".

من جهته، أكد جريج بيترز، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، للمحللين الماليين خلال مؤتمر عبر الهاتف بشأن الأرباح، أن الشركة تراقب عن كثب معنويات المستهلكين واتجاه الاقتصاد الكلي. وأضاف تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك الآخر: "ما زلنا نركز على الأشياء التي يمكننا التحكم فيها، وتحسين قيمة نتفليكس هو الأهم". وأردف قائلاً: "تاريخياً، في ظل الظروف الاقتصادية الأكثر صعوبة، تكون قيمة الترفيه المنزلي مهمة حقًا للأسر". وأشار ساراندوس إلى أن نتفليكس تنفق معظم ميزانيتها على المحتوى في الولايات المتحدة، لكنها تنتج برامج وأفلامًا أصلية في حوالي 50 دولة حول العالم.

وفي سعيها لتعزيز النمو، رفعت نتفليكس أسعار اشتراكاتها في الأرجنتين وكندا والبرتغال والولايات المتحدة في أوائل هذا العام. كما أطلقت الشركة عرضًا مدعومًا بالإعلانات في أواخر عام 2023 بالتزامن مع حملة للحد من مشاركة كلمات المرور بين المشتركين. وتعمل نتفليكس باستمرار على تحسين منصتها الإعلانية في ظل الاتجاه المتزايد للمشاهدين نحو بث البرامج حسب الطلب بعيدًا عن التلفزيون التقليدي.

وقالت نتفليكس في رسالة إلى المساهمين: "نحن ننفذ أولوياتنا لعام 2025: تحسين عروضنا من المسلسلات والأفلام وتنمية أعمالنا الإعلانية؛ ومواصلة تطوير مبادرات أحدث مثل البرامج والألعاب المباشرة؛ والحفاظ على نمو صحي في الإيرادات والأرباح". وتوقعت الشركة نموًا في الإيرادات بنسبة 15 بالمئة في الربع الحالي، مدعومًا بمجموعة برامجها وأفلامها والتحسينات المستمرة لمنصتها الإعلانية.

وأكدت نتفليكس للمساهمين تفاؤلها بشأن قائمة أعمالها لعام 2025، والتي تتضمن عودة الأعمال المفضلة واكتشافات جديدة ومفاجآت غير متوقعة تهدف إلى إثارة اهتمام المشتركين. وأشادت الشركة بنجاح أعمال مثل مسلسلها "Adolescence" الذي حقق حوالي 124 مليون مشاهدة، والفيلم الإسباني "Counterattack" من المكسيك.

وكانت نتفليكس قد أعلنت في فبراير الماضي عن تخصيص مليار دولار على مدى أربع سنوات لإنتاج محتوى في المكسيك، في خطوة لدعم جهود الحكومة المكسيكية لجذب الاستثمار في مواجهة تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية.

وينظر المستثمرون إلى نتفليكس على أنها ملاذ آمن نسبيًا في سوق الأسهم الذي يشهد تقلبات بسبب السياسات التجارية غير المستقرة التي يتبناها الرئيس الأمريكي والتي تستهدف العديد من الشركاء التجاريين. ويمثل هذا الربع تحولًا في سياسة نتفليكس بالتوقف عن الإبلاغ عن أعداد المشتركين جنبًا إلى جنب مع أرقام أرباحها. وكانت الشركة، التي يعتبرها المحللون خدمة بث الفيديو الرائدة، قد أنهت العام الماضي بأكثر من 300 مليون مشترك.

وعلق المحلل بينيس قائلاً: "نتفليكس جزء من تحول أوسع في الصناعة بعيدًا عن التركيز على عدد المشاهدين الجدد الذين يتم الحصول عليهم إلى التركيز على مقدار الأموال التي يجلبها المشاهدون".

الحقيقة الدولية - وكالات