نشر بتاريخ :
07/02/2025
توقيت عمان - القدس
8:44:53 PM
باتت السمنة هاجساً صحياً يؤرق
الملايين حول العالم، لكن الأمل يلوح في الأفق مع اقتراب تطوير لقاح يمنح الجسم
مناعة ضد السمنة، حتى مع اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكريات.
ووفقاً لما أعلنه علماء أميركيون، فإن
هذا اللقاح لا يقتصر على التحكم بالوزن، بل يساهم أيضاً في الحماية من الأمراض
المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب.
أكد استشاري جراحات السمنة، الدكتور
عامر الدرازي، في حديث لسكاي نيوز عربية، أن "النتائج الأولية واعدة، لكنها
لا تزال في مراحلها التجريبية، حيث تم اختبارها فقط على الفئران"، مشيراً إلى
أن "التجارب على البشر ستحتاج لسنوات قبل أن يتم اعتماد هذا اللقاح بشكل
رسمي".
ورغم الحماس الذي أثاره هذا الاكتشاف،
إلا أن الدرازي شدد على ضرورة التريث، قائلاً: "يجب الإجابة على العديد من
الأسئلة قبل أن يصبح اللقاح متاحاً للبشر، مثل مدى استمرارية نتائجه وما إذا كان
سيعمل بنفس الفعالية على جميع الفئات".
من ناحية أخرى، تطرقت الاختصاصية
النفسية جنى أبو رسلان إلى البعد النفسي لقضية السمنة، مشيرة إلى أن "وسائل
التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في خلق هوس بالنحافة، مما أثر بشكل مباشر على
الصحة النفسية، حيث بات الكثيرون يسعون وراء المثالية الجسدية غير الواقعية".
وأكدت أبو رسلان أن "تشوه الصورة
الذهنية عن الجسد أصبح ظاهرة متفاقمة، ما يجعل البعض يبحث عن حلول سريعة مثل أدوية
التنحيف أو العمليات الجراحية"، داعيةً إلى "نشر الوعي حول تقبل الجسد
وتعزيز العادات الصحية المستدامة بدلاً من الركض وراء حلول مؤقتة".
ومع انتشار الأدوية الحديثة مثل إبر
التخسيس، يتزايد التساؤل حول جدواها مقابل العمليات الجراحية.
في هذا السياق، أوضح الدكتور الدرازي
أن "الاختيار بين الأدوية أو الجراحة يعتمد على عدة عوامل، أبرزها مؤشر كتلة
الجسم، حيث تُفضل الأدوية للأشخاص الذين يعانون من السمنة من الدرجة الأولى
والثانية، بينما تعد الجراحة خياراً لمن لديهم سمنة مفرطة".
ورغم أن الحلول الدوائية تقدم خيارات
غير جراحية، إلا أن الدرازي يشدد على أن "أي علاج للسمنة، سواء كان جراحياً
أو دوائياً، لا يمكن أن يكون فعالاً دون التزام بنمط حياة صحي وممارسة
الرياضة".
وفي حال نجاح التجارب البشرية، فإن
لقاح السمنة قد يحدث تحولاً جذرياً في مجال علاج الوزن الزائد، إلا أن الخبراء
ينصحون بعدم التسرع والاعتماد حالياً على الحلول المثبتة مثل الحمية الغذائية
المتوازنة والرياضة.
وفي انتظار المزيد من الأبحاث، يبقى
السؤال مطروحاً: هل نحن على أعتاب عصر جديد يمكن فيه التخلص من السمنة دون معاناة؟
الحقيقة الدولية - وكالات