نشر بتاريخ :
07/02/2025
توقيت عمان - القدس
10:36:15 PM
علماء الأعصاب يرصدون نشاطاً دماغياً فريداً لحظة الموت: هل يراجع الدماغ حياته قبل أن يودعنا؟
في اكتشاف علمي هو الأول من نوعه، تمكن
فريق من علماء الأعصاب من تسجيل نشاط دماغي فريد لحظة وفاة إنسان. هذا الاكتشاف
المثير للدهشة يفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول كيفية انتقال الإنسان من الحياة
إلى الموت، ويطرح احتمالية مرور الدماغ بتجربة "مراجعة الحياة" قبل أن
يتوقف عن العمل نهائياً.
تجربة فريدة تقود إلى اكتشافات جديدة
التقط العلماء هذا النشاط الدماغي
الفريد أثناء وفاة مريض كندي يبلغ من العمر 87 عاماً كان يعالج من الصرع. وقد تعرض
المريض لسكتة قلبية مفاجئة، بينما كان الأطباء قد ربطوا جهاز تخطيط الدماغ
الكهربائي على رأسه لمراقبة نشاطه الدماغي.
لحظة وفاة المريض، كان الجهاز لا يزال
يسجل نشاط دماغه، مما أتاح للعلماء فرصة نادرة لمراقبة ما يحدث للدماغ خلال
الثلاثين ثانية التي سبقت توقف قلبه، وكذلك بعده.
نشاط دماغي مستمر حتى بعد توقف القلب
أظهرت القياسات التي جمعها العلماء أن
الدماغ ظل نشطاً في المناطق المسؤولة عن الذاكرة، مثل استرجاع الذكريات، حتى بعد
توقف القلب عن النبض.
يشير هذا الاكتشاف إلى أن الدماغ قد
يمر بتجربة "مراجعة الحياة" في لحظاته الأخيرة، حيث يستعرض أحداثاً
ولحظات مهمة مر بها خلال حياته، تماماً كما وصف الأشخاص الذين مروا بتجارب قريبة
من الموت.
الدماغ يُعدّ نفسه للموت
توصل العلماء إلى أن الدماغ قد يكون
مبرمجاً بيولوجياً لتنظيم عملية الانتقال من الحياة إلى الموت، وذلك عبر سلسلة من
الأنشطة العصبية والفيزيولوجية، بدلاً من التوقف المفاجئ عن العمل.
وتشمل هذه الأنشطة التذبذبات الدماغية
من نوع "غاما"، التي ترتبط بالوظائف المعرفية العليا مثل استرجاع
الذاكرة.
تساؤلات جديدة حول الوفاة
على الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا
إلى تفسير نهائي لهذه الظاهرة، إلا أن هذه النتائج تفتح الباب أمام تساؤلات جديدة
حول توقيت الوفاة وكيفية تحديده، خاصة مع تطور تقنيات مراقبة النشاط الدماغي.
يطرح هذا الاكتشاف أسئلة مهمة حول
توقيت الوفاة وقرارات التبرع بالأعضاء، ويجعل العلماء يفكرون في إمكانية مراقبة
النشاط الدماغي إلى جانب نشاط القلب لتحديد وقت الوفاة بدقة أكبر.
الحاجة إلى مزيد من الدراسات
يقر العلماء بصعوبة استخلاص استنتاجات
قاطعة بناءً على حالة واحدة فقط، ويؤكدون على الحاجة إلى المزيد من الدراسات
والحالات لتفسير هذه الظاهرة بدقة أكبر.
لا يزال هذا الاكتشاف في بداياته، لكنه
يحمل في طياته إمكانية تغيير فهمنا لعملية الموت وكيفية انتقال الإنسان من الحياة
إلى العالم الآخر.
الحقيقة الدولية - وكالات