الحقيقة الدولية - كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الجمعة، عن تفاصيل مأساوية تتعلق بآثار الدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال (الإسرائيلي) بقطاع غزة خلال (385) يوماً من حرب الإبادة الجماعية المستمرة، والتي أسفرت عن عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، إضافة إلى دمار شامل طال البنية التحتية والقطاعات الحيوية في القطاع.

الخسائر البشرية

بلغ عدد الشهداء والمفقودين وفقًا للتحديث الأخير (52,885) شهيداً، من بينهم (42,885) شهيداً وصلوا إلى المستشفيات، بينهم (17,210) طفل، و(11,742) امرأة. وقد بلغ عدد المفقودين نحو (10,000) شخص، مما يعكس حجم الدمار والاستهداف العشوائي للسكان المدنيين. كما تكشف الإحصائيات عن استشهاد (171) طفلًا رضيعًا وُلدوا واستشهدوا في نفس اليوم، و(786) طفلًا آخرين استشهدوا بعمر أقل من عام.

أوضاع الأطفال والأسر المتضررة

تعيش غزة اليوم كارثة إنسانية حقيقية، إذ تشير التقارير إلى أن (1206) عائلة فلسطينية تم القضاء على جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني بسبب الاستهداف المتواصل، ما يمثل واحدة من أكثر الجرائم البشرية وحشية. كما يعيش (35,055) طفلًا بدون أحد والديهم، بينما يوجد (3,500) طفل يعانون من نقص الغذاء وهم معرضون للموت بسبب سوء التغذية الحاد. وقد استشهد (37) شخصاً جراء المجاعة ونقص الغذاء المتوفر للنازحين، مما يعكس الانعكاسات القاتلة للحصار المستمر على القطاع.

الدمار الشامل للبنية التحتية

يعاني قطاع غزة من نسبة دمار وصلت إلى (86%) من بنيته التحتية الأساسية، إذ تم تدمير (205) مقرات حكومية، و(126) مدرسة وجامعة بشكل كلي، و(339) مدرسة وجامعة بشكل جزئي. أما المساجد، فقد تعرض (814) مسجداً للتدمير الكلي، بينما يحتاج (148) مسجداً آخر للترميم الفوري. كذلك، تم تدمير (3) كنائس في القطاع. وأُضرَّت شبكات الطرق والمياه والكهرباء بشكل كبير، حيث تم تدمير (3,130) كيلومتر من شبكات الكهرباء، و(330,000) متر طولي من شبكات المياه، إضافة إلى (655,000) متر طولي من شبكات الصرف الصحي.

أزمة صحية حادة

تواجه المستشفيات والمراكز الصحية ضغطاً هائلاً بسبب الاستهداف المباشر من جيش الاحتلال (الإسرائيلي)، حيث خرجت (34) مستشفى و(80) مركزًا صحيًا عن الخدمة تماماً، وتم استهداف (132) سيارة إسعاف، مما يعيق عمليات الإنقاذ والعلاج الأساسية. كما سجلت وزارة الصحة إصابة (100,544) شخصاً وصلوا إلى المستشفيات، بينهم (396) صحفيًا وإعلاميًا. هذا، ولا يزال (12,000) جريح بحاجة ماسة للسفر والعلاج في الخارج، مع تزايد حالات الأمراض المعدية بسبب ظروف النزوح التي طالت (2) مليون شخص.

أثر الحرب على التعليم

في الجانب التعليمي، حُرم حوالي (785,000) طالب وطالبة من حقهم الأساسي في التعليم، مع تدمير المدارس والجامعات. فقد قتل الاحتلال (750) معلماً وموظفاً تربوياً، إضافة إلى اغتيال (130) عالماً وأكاديمياً وأستاذًا جامعياً وباحثاً، مما يعكس مساعي الاحتلال (الإسرائيلي) لتعطيل التعليم في القطاع.

الأضرار الاقتصادية والخسائر المالية

تشير التقديرات إلى أن خسائر القطاع جراء الحرب تجاوزت (36) مليار دولار، ما بين أضرار مباشرة وغير مباشرة على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، بسبب الاستهداف المستمر للبنية التحتية والمنازل والمنشآت التجارية والخدمات العامة. وقد دمرت الحرب نحو (150,000) وحدة سكنية بشكل كلي، و(80,000) وحدة سكنية باتت غير صالحة للسكن، إضافة إلى تدمير (200,000) وحدة سكنية بشكل جزئي، ما ترك مئات الآلاف من العائلات بلا مأوى.

الوضع الإنساني المتدهور في القطاع

تتفاقم الأوضاع الإنسانية يومًا بعد يوم، حيث يعاني ما يقرب من (350,000) مريض مزمن من خطر كبير بسبب منع إدخال الأدوية، بينما يتعرض (60,000) سيدة حامل تقريبًا للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية الأساسية. وتستمر معاناة (12,500) مريض سرطان الذين يواجهون نقصاً شديداً في العلاج، ما يضع آلاف الأرواح على المحك.