خبراء يحذرون عبر "الحقيقة الدولية" من العجز المائي ومخاطر قناة البحرين البيئية والجرائم الاسرائيلية بحق مياهنا.. "العطش" يلاحق الأردنيين
? محمد طه: نعاني من عجز مائي قدره 150مليون متر مكعب سنويا ولا مخاوف من مياه الديسي
? عبيدات: على الحكومة اتخاذ كافة الإجراءات لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق مياه الأردن
? التل: قناة البحرين كانت وما تزال حلماً صهيونياً خالصاً لاعتقادات استيطانية وتوراتية
? الشوابكة: تم طمر نفايات خطرة شرق سواقة من شأنها تلويث المياه الجوفية |
 |
الأردن يعاني من ندرة المياه |
 |
رسم توضيحي يظهر مشروع قناة البحرين |
 |
سفيان التل |
 |
عبد الله عبيدات |
 |
قناة الملك عبد الله |
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ زياد الغويري
كشف خبراء ومختصون عن مشكلات وتحديات كبيرة تواجه قطاع المياه، في مقدمتها العجز الذي يقدر سنويا بنحو (150) مليون متر مكعب؛ حيث لا يتوفر من احتياجات الأردن المائية المقدرة بمليار متر مكعب سوى 850 مليون متر مكعب.
وأضاف المختصون خلال حديثهم ضمن برنامج "شهود عيان" على إذاعة "الحقيقة الدولية" أن من ضمن المشكلات التي تواجه قطاع المياه في الأردن التلوث، وبخاصة ذلك الخطر الذي يشكله مكب النفايات الخطرة في منطقة سواقة على المياه الجوفية، مشيرين في ذات الوقت إلى التلوثات التي يتسبب بها الجانب "الإسرائيلي" لمياه نهر اليرموك، وكذلك مشكلة الحفر الامتصاصية وما تشكله من مخاطر على المياه الجوفية.
ويرى المختصون أن الحل الجذري لمشكلة العجز المائي يتمثل بتنفيذ مشروع قناة البحرين رغم وجود محاذير بيئية من هذا المشروع.
رئيس لجنة المياه في نقابة المهندسين الأردنيين ورئيس لجنة مواصفات المياه في المؤسسة العامة للمواصفات والمقاييس المهندس محمد طه، أكد أن الأردن يعاني من مشكلة العجز المائي الذي يصل مقداره إلى نحو (150) مليون متر مكعب سنويا، موضحا بان احتياجات الأردن تقدر بنحو مليار متر مكعب لا يتوفر منها سوى 850 مليون متر مكعب.
وبين أن العام الماضي سجل عجزا مائيا بلغ (586) مليون متر مكعب بين المطلوب والمتاح، ويرى في ذات الوقت بان حل مشكلة العجز المائي لا يمكن أن يتم إلا بتنفيذ مشروعات إستراتيجية ذات أهمية بينها مشروع الديسي.
يوم علمي لمناقشة المشكلة
ولفت إلى أن مشروع الديسي سيحل مشكلة العجز المائي جزئيا، ولأهمية هذه القضية عقدت نقابة المهندسين مؤخرا يوما علميا لمناقشة المشروع والى أين وصل.
وأوضح أن وزارة المياه قامت بجهد كبير لإغلاق العطاء حيث بدأ التحرك فعليا لتنفيذه، وأنه من المتوقع وبحسب الاتفاقية أن تصل المياه إلى مدينة عمان نهاية عام 2012، حيث سيوفر المشروع نحو 100 مليون متر مكعب ولمدة خمسين عاما.
وتابع بالقول "إن الحقيقة تؤكد على أن العمر الافتراضي لحوض الديسي سيزيد عن 50 عاما بحكم تجدد نحو 40% منه سنويا بكمية تتراوح بين 30 إلى 40 مليون متر مكعب".
وأشار طه إلى وجود حلول أخرى لمشكلة العجز المائي بينها سد الوحدة الذي سيوفر 100 مليون متر مكعب في حال توصلت المباحثات مع سوريا لإزالة العوائق التي تعترض سبل وصول المياه من نهر اليرموك المشترك بين الدولتين إلى سد الوحدة، الذي لا يخزن حاليا سوى 15مليون متر مكعب رغم أن الأصل أن يوفر السد نحو(100) مليون متر مكعب.
مشاريع إستراتيجية
وأكد أن هذين المشروعين سيوفران نحو (200) مليون متر مكعب الأمر الذي سيخفف من حدة الأزمة والتحدي المائي الذي يواجه الأردن.
وحول قناة البحرين قال طه: "إن قناة البحرين تحت الدراسة العلمية والاقتصادية والبيئية من قبل إحدى الشركات المتخصصة بيد أن هذا المشروع غير مستقر".
وأشار إلى أن جزء من الحل المنظور لسد العجز المائي يكمن في تحلية مياه البحر الأحمر والآبار الجوفية التي تعاني من الملوحة والتي يمكن أن توفر نحو (20) إلى (30) مليون متر مكعب.
وبين طه أن وزارة المياه تفكر حاليا بشكل جدي في تحلية مياه البحر الأحمر وأن هناك نية لإقامة محطة مركزية في العقبة من شأنها توفير نحو (30) مليون متر مكعب.
ويرى المهندس طه أن الكميات المائية التي ستتوفر من تلك المشاريع والتي تقدر بنحو (230) مليون متر مكعب ستحد من العجز المائي، مؤكدا أن المشروع الاستراتيجي الذي سيسد العجز المائي بشكل حقيقي يتمثل بقناة البحرين حيث ستوفر نحو(550) مليون متر مكعب بطاقة رخيصة، أما باقي المشاريع فهي تعد حلولا مبدئية، مبينا أن كلفة مشروع قناة البحرين تقدر بنحو 7 مليارات دينار.
وأوضح أن من ضمن الحلول العلمية للعجز المائي تنفيذ مشاريع تدوير المياه من خلال استغلال مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الزراعة الأمر الذي سيحد من كمية المياه التي تستنزفها الزراعة والتي تقدر بنحو 70% من حجم المياه الكلي المتوفر.
وحول التلوث الذي يهدد المياه الجوفية قال طه: "إن البرامج التي تنفذها وزارة المياه كفيلة بتوفير نوعية جيدة من المياه وانه في حال اكتشاف تلوث يتم اتخاذ إجراءات فورية وعاجلة من قبل لجنة مشتركة مشكلة من وزارتي المياه والصحة".
شبكات الصرف قلصت مشكلة التلوث
وبين أن شبكات الصرف الصحي خففت من احتمالية تلوث المياه الجوفية مقارنة بالحفر الامتصاصية وما كانت تشكله من مخاطر حقيقية على مخزون تلك المياه منذ ما يزيد عن 20 عاما.
وأكد طه أن المواد المشعة التي جرى الحديث عنها في مياه الديسي موجودة في التربة وأنها ضمن المواصفات الدولية والمحلية، مشيرا إلى تصريحات مدير الرعاية الصحية الدكتور عادل البلبيسي والتي أكد خلالها بان نوعية مياه الديسي ضمن المواصفات العالمية وان هناك نظام مراقبة فعالا لضمان وصول المياه الصالحة للمواطن.
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ زياد الغويري 13.10.2009 نشر بتاريخ : Tuesday, October 13, 2009 - 10:00:20 PM