الأمن العام تحذر من الأجواء المغبرة المتوقع ازدياد تأثيرها 33970 شهيدا و76770 إصابة جراء العدوان على غزة وزير الصحة يفتتح مركزين صحيين في العقبة توقيف موظف جمارك اختلس 48 ألف دينار بأربعة أشهر توقيع عقد تنفيذ مشروع استعمال الذكاء الاصطناعي في نظام التخطيط والتشغيل للأحمال الكهربائية ورشة تعريفية في الكرك عن الخدمات الإلكترونية بمناسبة اليوبيل الفضي الأردن: مخططات مقيتة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم بالأقصى مجلس محافظة جرش يزور مبنى مركز شابات وشباب بليلا الامن : ضبط 7 تجار ومهربي مخدرات أحدهم مصنف خطر متى يمكن سحب اشتراكاتك من الضمان .. الصبيحي يجيب !! عشرات المستعمرين يقتحمون “الأقصى” "المياه": مستعدون لاستقبال الصيف بواقع 138 مليون م3 في السدود الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على إيران تستهدف منتجي المسيّرات والصواريخ "عمّان التنموي" أول طريق تختاره الحكومة لتطبيق نظام الطرق مدفوعة الرسوم المجموعة العربية في الأمم المتحدة تطالب بقبول فلسطين دولة كاملة العضوية

القسم : بوابة الحقيقة
الأميّـة عند طلاّب المدارس الثّـانويّة
نشر بتاريخ : 9/20/2017 1:54:40 PM
سامي الوحش
بقلم: سامي الوحش

إنّ التّـعبير بلغة سليمة يحتلّ منزلة كبيرة في حياة المتعلّـم وغير المتعلّـم ، فهو ضرورة من ضرورات الحياة ، إذ لا يمكن الاستغناء عنه ؛ لأنّـه وسيلة الاتّـصال بين الأفراد ، وهو الّـذي يعمل على تقوية الرّوابط الفكريّـة والاجتماعيّـة ، وبه يتكيّـف الفرد مع مجتمعه ، وبه ينتقل التّـراث الإنسانيّ من جيل إلى جيل . 

والتّـعليم هو أنْ يصبح المتعلّـم قادرًا على أداء المطالب أو الوظائف والمهام الّـتي يتطلّـبها المجتمع . 

ومعنى هذا أنّ مراحل التّـعليم العام ينبغي أنْ تتجه لتعليم اللّغة ، وتمكين الطّـلبة من أداء جميع ألوان النّـشاط اللّـغويّ ؛ محادثة ومناقشة وكتابة وقراءة ، لذا يجب أنْ نلجأ إلى تغيير جوهريّ في منهج تعلُّـم اللّـغة العربيّة في مراحل التّـعليم المختلفة وربطها في ميادين الحياة المختلفة ، ومواكبة التّـقدُّم العلميّ والتّـكنولوجيّ الهائل . 

لقد لمستُ من خلال تجربتي كمدير لإحدى مدارس التّـعليم العام ضعفـًا كبيرًا عند الطّـلاّب في اللّـغة العربيّـة قراءة وكتابة ومحادثة ، لقد أثارت هذه الملاحظة شجوني ، ودفعتني مقتديـًا بمقولة جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظّـمة :" ... لذا أدعوكم أيّـها المعلّـمون الأفاضل أنْ تقودوا النّـهضة التّـعليميّة من داخل صفوفكم ، وأنْ تمدّوا أياديكم إلى المجتمع من حولكم ... لتدعوهم إلى المشاركة بنهضة التّـعليم " ، فدفعتني إلى البحث حول أسباب هذه الظّـاهرة ، فلاحظتُ مجموعة من الأسباب تقف وراء هذا الضّـعف ، وهي : 
بيئة البيت ، حيث يؤثّـر فقدان الطّـالب لأحد الوالدين أو كليهما على مستوى الطّـالب الدّراسيّ في مرحلة التّـعليم الأساسيّ  . 
التّـوتّر والمشاحنات بين الوالدين تؤثّـر على مستوى تحصيل الطّـالب . 
تدنّـي مستوى الدّخل للعائلة ( الفقر ) . 
تدنّـي مستوى تعليم الأبوين . 
عدم التّـحدّث باللّغة العربيّة واستخدام لغة أجنبية داخل المنزل . 
عدم متابعة الأهل للطّـالب والتّـواصل مع المعلّـمين . 
التّـرفيع التّـلقائيّ للطّـالب بدون إتقانه للمهارات الأساسيّة في اللّـغة . 
عدم متابعة المعلّـم في مراحل التّـأسيس لأخطاء الطّـالب القرائيّة والكتابيّة وتصويبها . 
جمود المنهاج وعدم ربطه في الحياة اليوميّة والاحتياجات الّـتي تهمّ الطّـالب . 
إهمال بعض الحالات المرضية وعدم علاجها أو الانتباه لعلاجها متـأخّرًا ، مثل ضعف البصر وضعف السّـمع . 
عدم وجود أنشطة داعمة في المدارس ، كالنّـشاط الثّـقافيّ أو الإذاعة المدرسيّة وإن وُجِدَ فهو غير كافٍ . 
استخدام اللّـغة العاميّـة عِوَضـًا عن الفصحى خلال الحصص الصفيّـة . 
هذه بعض الأسباب الّـتي وجدتها بعد دراسةٍ للمشكلة ، وأُحِبُّ أنْ أقترح بعض الحلول لهذه المشكلة ، لعلّ وعسى أُسْـهِمُ بإيجاد حلٍّ لهذه المشكلة ، ومن هذه الحلول : 
إعادة دراسة مناهج اللّـغة العربيّة ليجذب الطّـالب أكثر ويعطيه زخمـًا أكبر من الفائدة . 
تشجيع التّـواصل بين الأهل والمدرسة لخدمة الطّـالب . 
إعادة النّـظر ببرنامج التّـرفيع التّـلقائيّ وإعطاء أهميّـة خاصّـة لإتقان اللّـغة العربيّـة قراءة وكتابة من خلال امتحانات خاصّـة تُـلزم الطّـالب على إتقان اللّـغة العربيّة قراءة وكتابة قبل الانتقال إلى صفٍّ جديد . 
زيادة متابعة معلمي اللّـغة العربيّـة وخاصّـة في مرحلة التّـأسيس من قبل وزارة التّـربية والتّـعليم ، وتدريب المعلّـمين بشكل مستمرّ . 
زيادة البرامج والأنشطة الدّاعمة للّـغة العربيّة لجذب الطّـلاّب للغتهم الأمّ . 
التّـشجيع على القراءة خاصّـة لطلاّب المرحلة الأساسيّة عن طريق العودة إلى المكتبة المدرسيّة ، وعدم التّـأثّـر بالأجهزة الإلكترونيّة . 

فأرجو من الجميع الاهتمام بهذه القضية الحساسة ، والّـتي تُـشكِّل حاجزًا كبيرًا أمام تقدُّم أبنائنا الطّـلبة في المرحلة الثّـانويّة ، فهذا واجب أخلاقيّ ووطنيّ ، علينا أنْ نوليه جُـلَّ الرّعاية والاهتمام .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023