القراءة الواعية تحسن الصحة النفسية مفوضية اللاجئين في الأردن : خفض الدعم النقدي خارج المخيمات اعتبارا من شهر أيار الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للمسجد الأقصى أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا 38 قتيلا على الأقل في غارات صهيونية على ريف حلب الصحة في غزة: 7 مجازر تسفر عن 71 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة خبراء: منتجات التبغ البديلة تقلل الأضرار الناتجة عن السجائر التقليدية تفاصيل اغتصاب ضابط لنائبة مصرية تقرير: نظام التشغيل iOS 18 سيكون "الإصلاح الأكثر طموحًا" لجهازة أيفون نائب البرهان: لن ندخل في أي عملية سياسية قبل غلق الملف العسكري مصر.. أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال 50 عاما قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم "كروكوس" الإرهابي الجيش السوداني: سنحسم الفوضى وسنقاتل حتى آخر مرتزق ألمانيا وفنلندا تتفقان على استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا المعارضة المولدوفية ترفض انضمام كيشيناو إلى الاتحاد الأوروبي بدون بريدنيستروفيه

القسم : مقالات مختاره
اقتراح تربوي
نشر بتاريخ : 5/15/2017 2:57:11 PM
د.رحيل محمد غرايبة

د. رحيل محمد غرايبة

لقد قابلت أحد مديري التربية في المحافظات والذي يتمتع بخبرة ميدانية واسعة ممزوجة بنظرة تخطيطية واعية للحديث حول الشأن التربوي في الأردن، فاستطاع أن يلخص جزءاً من المعضلة التربوية لدينا بأنها تتلخص بإعداد الصفوف الابتدائية الأولى: الأول والثاني والثالث، وقد لمست وجاهة في رأي الرجل حيث يقول إن المصيبة كانت بذلك القرار التربوي الذي وجد طريقه للتنفيذ عندما تم اختراع تخصص أطلق عليه «معلم صف» حيث تم استحداث هذا التخصص في كليات التربية لهذا الغرض، فتم تصنيع معلم ليس متخصصاً بشيء، ويدرس جميع التخصصات، فتم تخريج أجيال أميّة لا تفقه شيئاً، بينما كانت الدراسة في العهد الغابر أن هناك معلمين متخصصين في مختلف المجالات، يمرّون على الصف الواحد، في العربي والرياضيات والعلوم والاجتماعيات والانجليزي، فينهل الطالب منهم جميعاً، بعكس ما يجري في هذه الأيام أن الصف قد يبتلى بمعلم لا يتقن العربية ولا الحساب ولا العلوم، ويكون قدوة معرفية لجيل بأكمله، وقد لمست ذلك بنفسي مع أبنائي الصغار الذين يقتبسون من معلمهم المعلومة المغلوطة التي يصعب على الوالدين تصحيحها حتى لو كانا يحملان درجة الدكتوراه.

بناءً على هذه الفرضية التي تحتاج إلى مزيد من النقاش، يقترح أن يذهب وزير التربية إلى التركيز على الصفوف الأولى الثلاثة في هذا العام أو لمدة أعوام ثلاثة: بأن يتم إعادة تأهيل الجيل الجديد منذ البدء، من خلال تزويد المدارس في كل المملكة بمعلمين أكفاء في كل التخصصات لهذه المرحلة ضمن خطة ثلاثية، ثم يتم التدرج صفاً صفاً إلى سنة التوجيهي خلال عشرة أعوام، نكون أصبحنا أمام تجربة جديدة، تخضع للتقويم في نهاية كل مرحلة.

العناية المتدرجة بالجيل خلال عشرة أعوام أمر مقدور عليه، ويمكن أن يشكل فاتحة خير، إذا تم المزج مع تحسين وضع المدرسين وتدريبهم وتزويدهم بالمهارات المطلوبة، مع تحسين البيئة الصفية من حيث العناية بالأبنية والتجهيزات التربوية المطلوبة.

لو استطاع الوزير الحالي النجاح في تخريج الصفوف الثلاثة الأولى، وتم تقويم وضعهم المعرفي من خلال امتحان خاص لهذه الغاية يكون الوزير قد أدى مهمته على أكمل وجه، ثم يأتي الوزير الذي يليه ليكمل المشوار بالمنهجية نفسها، وحسب الخطة المرسومة، بكون المسار التربوي قد استوى على سكته الصحيحة.

ربما تكون هذه المنهجية أفضل حالاً من المعالجات العامة والمجتزأة للحالة برمتها، وأشد فاعلية من التنقل من حالة مرضية إلى حالة أخرى دون الرجوع إلى نقطة البدء الصحيحة.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023