زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بعنوان تغذية المجترات والخلطات العلفية في كفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : بوابة الحقيقة
ضمانات الهدنة حتى المرحلة الأخيرة في غزة
نشر بتاريخ : 1/22/2025 11:48:40 AM
زيدون الحديد


بقلم: زيدون الحديد

 

تعد الهدنة الحالية التي تم التوصل إليها بين المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس والكيان الصهيوني نقطة فاصلة في تطورات معركة طوفان الأقصى، خصوصا بعد التصعيد الكبير الذي شهدته غزة، فتمثل هذه الهدنة فرصة إنسانية لإيقاف المجزرة التي استمرت لعام وعدة أشهر، وكانت سببا رئيسيا في ارتفاع عدد الشهداء والمصابين من المدنيين الفلسطينيين، لكن في الوقت نفسه، تظل هذه الهدنة مجرد استراحة مؤقتة في ظل تعقيدات الأزمة المستمرة وطبيعة التوترات بين الأطراف.

 

فالهدنة اليوم تعد فرصة مؤقتة من الناحية الإنسانية، ويمكن أيضا اعتبار الهدنة بمثابة نقطة توقف مؤقتة للاعتداءات العسكرية الصهيونية في حق الفلسطينيين، فقد شهدت غزة قصفا مدمرا لأشهر طويلة حتى وصلت لآخر ساعة لبدء صفقة التبادل، وذلك كله مع تدمير شامل للبنية التحتية بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى حصار خانق على جميع الأصعدة، مما جعل الوضع الإنساني في غاية الصعوبة.

هذه الهدنة أتاحت الفرصة للوصول إلى اتفاق حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بشكل تدريجي، وهو أمر أراح كثيرا الشعب الفلسطيني والعالم الذي كان ينادي بوقف فوري لإطلاق النار ضد المجازر الصهيونية.

لكنني أرى في ظل هذه الفرحة المبدئية، يبقى السؤال الأهم: هل هذه الهدنة قابلة للاستمرار؟ وما هي الضمانات التي يمكن أن تمنع انهيارها؟

فعلى الرغم من أن الهدنة قد تم التوصل إليها بوساطة دولية، فإن مستقبلها مرتبط بالضغوط الدولية المتواصلة على الطرفين، ففي حال استمرار الضغط الدولي، لتطبيق بنود الهدنة بحذافيرها، فقد يسهم ذلك في استمرار التهدئة، لكن هذه الضغوط لن تكون كافية إلا إذا كان هناك توافق سياسي حقيقي بين الأطراف، مما يعني أن حكومة الكيان يجب أن تكون ملتزمة فعلا بتطبيق الاتفاقات الخاصة بتبادل الأسرى وفتح المعابر ودخول المساعدات كما هو متفق عليه.

في المقابل دعوني أحلل موقف قيادة الكيان، فرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو يقع اليوم في موقف حساس، فهو يعتبر الهدنة أداة سياسية له لتهدئة الأوضاع داخليا والتزامه بالهدنة تعتبر فرصة له للترتيب لمرحلة جديدة من القتال أو حتى استغلالها لتحسين موقفه داخليا في مواجهة المعارضة.

ولعل أبرز التحديات أيضا تكمن في عدم قدرة قيادة الكيان الصهيوني على تقديم التزام قوي بحل القضايا الجوهرية المتعلقة بفلسطين، وهو ما قد يؤدي إلى توتر جديد في حال تم خرق الهدنة أو تراجعها عن تعهداتها.

فرغم ان الاتفاقات مكتوبة، تظل التحركات الميدانية على الأرض العامل الأكثر تأثيرا، لأن أي استفزازات أو اشتباكات في مناطق معينة لا قدر الله ستؤدي إلى انهيار الهدنة في لحظات حاسمة وخاصة من قبل الكيان الصهيوني، كون الهدنة الحالية بين حماس والكيان الصهيوني تمثل فرصة مؤقتة لتحقيق نوع من التوقف المؤقت للأعمال العدائية والإجرامية التي يقوم بها الاحتلال.

وهنا يمكننا القول إن ضمان استمرارية الهدنة تعتمد على ضمانات دولية حقيقية، وضغوط مستمرة من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى التزام الكيان الصهيوني بمتابعة الحوار وتنفيذ التعهدات، ففي حال فشل أي من هذه العوامل، فإن الهدنة قد تكون مجرد فترة من الهدوء قبل عاصفة جديدة، مما يعيدنا إلى نقطة الصفر التي لا تبدو لها نهاية واضحة في الأفق.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023