وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 28 – 4 – 2024 الأردن يدين استهداف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق الارصاد: الاحد .. طقس غير مستقر ومغبر كمبوديا: مقتل 20 جندياً في انفجار مستودع للذخيرة في قاعدة عسكرية النزاهة ومكافحة الفساد تُعلن نتائج مسابقة هاكاثون النزاهة "الخرابشة والخريشا " : سيناريوهان للحكومة والنواب - فيديو اجتماع سداسي عربي يرفض أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية عسكريون : المقاومة في غزة تمتلك اكثر من 140 ألف صاروخ - فيديو الأردن سيشارك في اجتماع سداسي عربي مع بلينكن بالرياض بشأن غزة " الحقيقة الدولية " برفقة صقور سلاح الجو أثناء عملية تنفيذ الإنزال الجوي على غزة – فيديو وصور الكرملين: روسيا تبحث عن سبل للتغلب على أي عقوبات أوروبية على عمليات الغاز المسال الفيصلي يتفوق على الاهلي في دوري المحترفين منتخب الشابات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني تعليق إنتاج مصفاة نفط روسية جراء هجوم بطائرة مسيرة "الصحة العالمية": 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام

القسم : مقالات مختاره
إيران تتمدد والعالم عاجز
نشر بتاريخ : 2/3/2024 1:50:11 PM
د. محمد حسين المومني


بقلم: د. محمد حسين المومني

 

من يطالع الخريطة الاستراتيجية لإقليم الشرق الأوسط، يجد أن إيران تتمدد فيه بكل الاتجاهات من خلال أسلوب عملها المعروف والمعتمد، وهو خلق الأذرع والميليشيات والتأثير على الدول من خلالها. من العراق لليمن لسورية ولبنان للضفة وغزة، ثمة أذرع لإيران وأدوات نفوذ تدفع باتجاه مصالح إيران الاستراتيجية والتكتيكية. هدأت الأمور نسبيا مع السعودية بعد الاتفاق الذي رعته واستضافته الصين ولم تكن بالضرورة وسيطا بالمعنى الدبلوماسي والسياسي، ولكن إيران مستمرة بتوسيع نفوذها وخلق أذرع لها لتكون أقدر على تصدير الفوضى.

 

بمقابل هذا النفوذ، العالم يتحرك بطريقة الدفاع وردات الفعل، معتمدا على حالة ردع هلامية لا تنفع مع أذرع إيران من غير الدول. في أحيان، وإبان حكم أوباما وترامب، قالت الولايات المتحدة إنها ستتعامل مع سلوكيات وأفعال أذرع إيران على أنها من إيران مباشرة، وكان أوضح هذه الإعلانات عندما تم مهاجمة منشآت شركة أرامكو للبترول، ما اعتبر اعتداء على أمن التزود بالطاقة من قبل العالم، ولكن حتى بعد تلك الهجمات عادت الأمور ومعادلات الردع ذاتها وكأن شيئا لم يكن. آخر أفعال إيران كان الهجوم على التواجد العسكري الأميركي في منطقة التنف على مثلث الحدود الأردنية العراقية السورية، ضمن الحرب على داعش والإرهاب، ولخلق معادلة ردع أمام تمدد الهجمات الإرهابية والنفوذ الإيراني. سترد أميركا على الأرجح على هذا الهجوم، وستتكبد أذرع إيران خسائر عسكرية فادحة، ولكننا بعدها سنعود لقواعد الاشتباك السابقة ذاتها التي تتضمن معادلة ردع غير فعالة الغلبة فيها لإيران تستمر بتمدد النفوذ دون جهود إيقاف حقيقية.

 

إيران تريد نفوذا إقليميا مسيطرا على دول الإقليم، هذا هو هدفها الاستراتيجي النهائي، وهو ناشئ ويخدم فكر الثورة الإيرانية التصديري، الذي يريد أن ينشر فكر الثورة ويمدد نفوذها، ومن أجل تحقيق ذلك، تستخدم تصدير اللااستقرار لدول الإقليم عن طريق المال والسلاح والتدريب والمخدرات والاستشارات، تفعل ذلك مباشرة أو من خلال أذرعها المنتشرة. المشكلة التي لا تعيها إيران وليس بواردها تقبلها، أنها إذا أرادت نفوذا وتأثيرا أكبر فيجب عليها أن تفعل عكس ما تفعله الآن، بأن تريح دول الإقليم ولا تتدخل بشؤونهم، وتحافظ على علاقات حسن جوار طيبة معهم، وعندها سيكون نفوذها طبيعيا متمددا نظرا لحجمها الإقليمي السياسي والاقتصادي والديموغرافي وموقعها الجيوستراتيجي المهم. إيران لا تعي ذلك مستمرة بالعمل ضمن قواعد اشتباك تعتمد تصدير الفوضى.

 

العالم لا يفهم إيران ولهذا لا ينجح للآن بالتعامل معها، ونظام العقوبات الصارم المفروض عليها لم ينجح، وقد شكلت الخلافات العالمية مع الصين وروسيا طوق نجاة لها من هذه العقوبات؛ حيث انفتحت هاتان الدولتان على إيران اقتصاديا. العالم يجب أن يعي أنه ما لم تتحول إيران من وضعية الهجوم لوضعية الدفاع سوف تستمر بالعبث بأمن واستقرار الإقليم، وفي الأثناء سوف يستمر الإقليم والعالم بتلقي الضربة تلو الأخرى.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023