الأردن يدين اقتحام الارهابي المتطرف بن غفير للأقصى ويحذر من تفجر الأوضاع دراسة تحذر من مضادات الاكتئاب: خطر الموت القلبي المفاجئ يرتفع 5 أضعاف مسح شبكية العين بالذكاء الاصطناعي يتنبأ بأمراض القلب بدقة عالية إعادة بناء وجه إنسان عاش قبل 16 ألف عام بتقنية ثلاثية الأبعاد الكرياتين.. مكمل غذائي واعد لتخفيف أعراض الاكتئاب الصيام المتقطع يتفوق بـ 7.6% على الأنظمة التقليدية في خسارة الوزن تسجيل 1773 شركة جديدة في الربع الاول من 2025 الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الخليل ويقيم حواجز عسكرية إصابات خطيرة خلال اقتحام الاحتلال لنابلس عدوان الاحتلال على طولكرم يتواصل لليوم الـ66.. دمار واسع واعتقالات ارتفاع غرام الذهب إلى 63 دينارا الاحتلال يهدم منشآت فلسطينية في عناتا جرش.. لقاء حواري في بليلا حول الرؤية الملكية للتحديث السياسي الإرهابي المتطرف بن غفير يقود اقتحام المستعمرين للأقصى بحراسة مشددة قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم

القسم : مقالات مختاره
مآلات الحرب في غزة
نشر بتاريخ : 11/4/2023 11:06:45 PM
د. محمد حسين المومني

من الصعوبة بمكان التنبؤ بما ستؤول إليه الحرب في غزة. إسرائيل وكثير من الدول الغربية ما تزال تعيش حالة من التشدد السياسي، لا تقبل أي طرح موضوعي أو وازن، لا تريد إلا أن تسمع لغة الانتقام، ولا يريدون أن يفكروا في الاسئلة الصعبة المرتبطة بالحرب وواقعية أهدافها. حتى تحليلات وتقييمات مراكز التفكير البارعة في واشنطن وإسرائيل ما تزال بعيدة عن العمق، محاولاتها بالكاد تشكل مادة سياسات لما يجب ان يحصل وتتبناه الدول. ما تزال هذه المراكز في حالة صدمة أيضا متأثرة بحالة الاستقطاب السياسي الشديد الموجودة في المجتمعات الغربية وإسرائيل. لكن وبالرغم من كل ذلك، يمكن تتبع تغيرات بين الأيام الأولى بعد 7 اكتوبر وبين ما يجري الآن، تغييرات سوف تستمر بالنمو كلما عاد العالم إلى رشده وأدرك أن الانتقام والإبادة العسكرية في غزة ليسا بالضرورة امرا عقلانيا أو مستداما والارجح لن يحقق الردع، بل يتسبب بجرائم إنسانية بشعة سوف تزرع بذورا لصدامات جديدة وكرها وحقدا دفينا، وان العقل والحكمة لا بد ان يسودا.

 

 

المشهد كما يبدو الآن متفاعل ومتغير؛ عواصم العالم بدأت تتحدث بلغة أوضح عن ضرورة الانتباه الإنساني لما يجري وتجنب المدنيين في المواجهات العسكرية والسماح بدخول المساعدات. الولايات المتحدة بدأت تطلب بضرورات الهدنة الإنسانية، مع انها لم تطلب وقف إطلاق النار، وهي بذات الوقت ترسل الدعم العسكري والمستشارين الذين استنتجوا فيما يبدو أن عملية برية واسعة النطاق ضرب من المستحيل، معناه إعادة الاحتلال من جديد بكل ما يعنيه هذا من تكلفة، وبالنتيجة تحول الاجتياح البري لعمليات عسكرية جراحية محدودة. إسرائيل تشهد غليانا سياسيا، أدركت أن جيشها الكبير المدجج بالسلاح لا يصلح لمعارك كالدائرة حاليا، اما سياسيا، فأيام نتنياهو باتت معدودة والتوقعات أنه سيمكث عدة أشهر ثم يغادر بسبب اخفاقاته السياسية وتحمل حكومته مسؤولية ما يجري، والبعض من المعارضة يحمل استفزازات اليمين في حكومته مسؤولية ما يجري لانهم امعنوا بإستفزاز الفلسطينيين والمسلمين.

 

مواقف الدول الموقعة على سلام مع إسرائيل ناقدة بشدة لها، الأردن يخوض معارك سياسية ودبلوماسية واغاثية وإعلامية في مواجهة إسرائيل، واستطاع الملك إحداث فجوة وثقب في جدار الاسناد الغربي لإسرائيل مستخدما ثقله ومصداقيته وعمق الطرح السياسي والإنساني في خطابه. الإمارات تندد وتدين وقدمت مشاريع قرارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن. مصر وخطابها السياسي ندي جدا مع إسرائيل غير مسبوق منذ سنوات طويلة، ولهذا تسود حالة تعاطف شديد رسمي وشعبي مع غزة وضد إسرائيل.

سوف تستمر هذه المتغيرات بالتفاعل، وهي لا تسير بصالح إسرائيل، والعالم الغربي بعد أن تذهب فورة دمه سوف يقول لإسرائيل أن عليها أن تتخذ القرارات الصعبة، وان تبتعد عن طرح يمينها وتذهب باتجاه تسوية سياسية تاريخية، وعندما تصل إسرائيل لهذا المرحلة من الذهنية، يمكن البدء بتفكير بهدوء بحلول سياسية وميدانية تحفظ الأمن والاستقرار والازدهار للشعبين.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023