جوميز: الزمالك أكبر من نهضة بركان.. ولا أريد تحريف إجابتي بسبب التقدم الروسي.. إجلاء نحو 10 آلاف شخص في منطقة خاركيف إنريكي يتهرب من سؤال حول تشافي اتفاق وشيك بين برشلونة وفيردر بريمن إتاحة وضع "شديد الظلام" في تطبيق واتساب 50 قتيلاً على الأقل جراء فيضانات في غرب أفغانستان "نقابة تجار المجوهرات": لا حاجة على الإطلاق لتدخل حكومي للتحكم بأسعار الذهب محلياً.. فيديو خبير اقتصادي: أسعار الذهب محلياً تتجه للارتفاع على المدى المتوسط والطويل.. فيديو الكشف عن الخطة العربية الأمريكية لليوم التالي للحرب على غزة وسط عدم التزام التجار بالأسعار.. 66 مخالفة للسقوف السعرية للدجاج في نحو أسبوعين رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أبناء قبيلة بني حسن النمسا تلغي تجميد تمويل لأونروا بعد الاطلاع على خطة عمل الوكالة ولي العهد يحضر افتتاح اللقاء التفاعلي للبرنامج التنفيذي لتحديث القطاع العام بين عامين وزارة المالية: التصريحات المنسوبة للوزير غير صحيحة الحكومة تلغي مبدأ الإجازة بدون راتب.. وآلية جديدة لاحتساب رواتب العاملين في القطاع العام

القسم : بوابة الحقيقة
غزة.. بين ألسنة النقمة الملتهبة وأمطار الشتاء القارس
نشر بتاريخ : 1/12/2024 5:27:47 PM
فيصل تايه


بقلم: فيصل تايه

 

تتساقط الأمطار الغزيرة على أهالي غزة كملح على جراحهم المفتوحة، فالأمطار التي يرفع الناس أكفهم فرحًا بقدومها، يختلف وضعها تمامًا في غزة اليوم، فهذه الأمطار تجلد الغزيين في العراء، الذين لا يملكون للتستر منها سوى أكوام من الأوجاع والمآسي والمرارات وما تبقى فيهم من صبر؛ فهطول الأمطار على الغزيين في العراء ليس إلا غيضا من فيض مصابهم الكبير، ولن يزيد تلك العذابات إلا وجعًا وقهرًا، تمامًا كالعود الذي ينبش في جرح نازف، فلا هو بمعالجه ولا هو بتاركه ليندمل بمفرده.

 هذه الأمطار الغزيرة فاقمت الأوضاع الصعبة للنازحين في كثير من المناطق بقطاع غزة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع؛ حيث يعيش الغزيون اليوم بين ألسنة النقمة الملتهبة وبرد الشتاء القارس ، يعانون البرد وانعدام مرافق التدفئة وكثرة الأمطار التي غمرت ما تيسر من خيامهم وأهلكت فتات أغطية ومفارش جمعوها من تحت أنقاض بيوتهم.

اليوم تمطر سماء غزة صواريخ وقذائف فتحرق وتدمر وتطمر وتميت وتدمي، وتدر غيومها أيضًا فيضًا من الأمطار، قد يتراءى للمشاهد من بعيد أنها قد تطفئ شيئًا من لهيب الوضع وحرقة القلوب؛ لكن المشهد مختلف تمامًا لمن يقبع تحت سماء غزة ويستقبل بجسد عار غزارة عطاء غيومها، فالأمطار التي هي في الحقيقة علامة للخصب والخير لا يستقبلها أهل غزة بنفس تحمس باقي الناس؛ لأنهم ببساطة يقبعون في العراء تجلدهم الأمطار وتصفر الرياح الباردة في خيامهم الممزقة الوهنة وتزيد من إحساسهم بالألم.

في الخيام العتيقة، يرتجف اهل غزة ويخترق البرد عظام أطفالهم الرقيقة، ويعزف الريح والمطر سيمفونية محزنة من حولهم ، فيغلقون أعينهم ويتكورون على انفسهم وكأنهم يبحثون في ثنايا أجسدهم عن بقعة دفء تائهة يستمدون منها معنى الحياة، محاولين طرد البرد من حولهم ، فتأتي أصوات الغارات على تخومهم فجأة، فيدركون أن عليهم أن يفروا من التفكير في القصف إلى محاربة البرد، محاولين تجاهل أصوات الغارات المخيفة بذلك؛ فيتدلون على مصلبة الظلم والصمت في مشهد يدمي القلوب ، فسماء غزة تمطر نارًا وماء، وعلى أرضها تسيل سواقي الدم والمطر جنبًا إلى جنب.

عداد تساقط الأمطار في غزة سريع للغاية، وسرعته تثقل كواهل الضعفاء هناك بالنفخ أكثر في بالون الأزمة الإنسانية؛ حيث تفاقمت الظروف الصعبة للنازحين وتجددت المخاوف حيال تفشي الأمراض، وتدفق الأمطار التي تغمر الشوارع وخيام النازحين الهشة التي هي كبيوت العنكبوت.

والله ولي الصابربن

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023