وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 29 -4 – 2024 وزير الخارجية الأميركي يزور السعودية يوم الاثنين فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب الواحد نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور ضبط كمية ضخمة من "الكوكايين" لدى مسافرة أجنبية في مطار القاهرة باريس سان جرمان يحسم لقب الدوري وعينه على ثلاثية تاريخية لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسبوعين أو ثلاثة حماس : "لا قضايا كبيرة" في ملاحظات الحركة على مقترح الهدنة أوكرانيا: الوضع يتدهور والجيش الروسي يحقق "نجاحات تكتيكية" المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية - فيديو ابو زيد : 4 كتائب لدى المقاومة في غزة لم تشتبك منذ بداية الحرب ستواجه الاحتلال - فيديو إعصار مدمر يضرب الصين ويخلف قتلى وإصابات

القسم : بوابة الحقيقة
وأخيراً تمّت المصالحة لكنّ الحرب مستعرة
نشر بتاريخ : 1/6/2024 12:31:32 AM
د. منصور محمد الهزايمة


بقلم: د. منصور محمد الهزايمة

شدّني هذا الأسبوع خبرٌ يختلف تماما عن الكمّ الهائل من المنشورات التي تسعى وراء المال، أو الشهرة، أو الاستقطاب، أو السّبّ والشّتم، أو التّمثيل، أو التّقليد، أو الدّعاية، أمّا الخبر(الفيديو) المقصود تحديدا فهو يخصّ حدثاً قومياً بامتياز، وهو المصالحة الكبرى التي تمّت بين قطبين من أقطاب الغناء العربي، والتي جمعت بين أصالة الألحان وحداثة الأنغام، ما يعني أنّنا ما زلنا كجمهور عربيّ نعتني بشدّة بثنائية الأصالة والمعاصرة.

ما ظهر في الفيديو أنّ الوسيط بلباسه العربيّ الأصيل كان يسير متوسّطا القطبين الكبيرين، ممسكا بيد كل فنّانة، ووجهه يقطر بشرا وسرورا، ويزفّ لنا الخبر الذي طالما انتظرته الجماهير العربية على أحرٍّ من الجمر، وهو إنجاز المهمّة الصعبة في عقد المصالحة بعد جهودٍ مضنية.

لكنّنا -أيضا- كمتابعين ومعجبين عاتبون جدّا، إذ من حقّنا أن نعرف تفاصيل الوساطة، فهل كانت بشكلٍ مباشر؟! أي وجها لوجه، وكيف كان شكل الطّاولة التي تحمّلت ثقل المفاوضات؟، هل كانت دائريّة أم نصف دائرة أم على شكل الحرف(U)؟ أم كانت بطريقة الانتقال بين الوفود، وماذا قدّم الطّرفان من تنازلات؟، بل من حقّنا أن نعرف من هو الطّرف الثّالث الذي تسبّب في هذا الصّراع، فنحن -أساسا- لا نعرف أسباب الخلافات.

هذه المصالحة أعادتنا لذكريات تاريخية مرّت وانقضت عن المصالحات العربيّة منذ عقود خلت، شهدها زمن الأحداث القوميّة الكبرى، كنّا وقتها نرى للدبلوماسية العربيّة وجهين لا ثالث لهما: وجه المماحكات، والوجه الآخر للعملة القيام بالمصالحات، فكان الجمهور العربيّ يهتف للمصالحات، لنجد بعدها مباشرة أنّ الحدود على الجانبين مزروعة بالشّك والمغامرات.

لقد كانت دبلوماسيّة المصالحات من أهمّ الإنجازات في السّياسة العربيّة من حيث المسارعة لاحتواء الخلافات على جانبيّ الحدود بين أيّ طرفين عربيّين من الخليج إلى المحيط، وما أن تتمّ المصالحة وتحتفي بها الشّعوب حتى يتّبعها في الحال تحشيد القوّات والقنوات، وتبادل الشّتائم والسّبِاب، ولو تطّرقنا لكلّ النزاعات والخلافات العربيّة لأطلنا، ممّا لا يتسّع له المقام، أمّا ما يمكن ذكره عن المصالحات العربيّة في القرن الماضي فمن أشهرها؛ مصالحة فيصل-ناصر، ومصالحة حسين-عرفات، وعلي صالح-علي ناصر، والحسن الثاني-بومدين، والسادات-القذافي، وصدام-الأسد، حيث كانت الابتسامات أمام الشاشات تخبئ خلفها نذر الشؤم والخداع، لكنّ ما نجح منها-حقا- وأحدث أثرا هو الأولى بين ناصر وفيصل، وكان ذلك بفضل الموقف القومي للأخير بعد الهزيمة النّكراء التي حلّت بالأّمّة (1967) عندما تجاوز تجاوزات "الزّعيم"، وقد صنع موقف فيصل -آنذاك-عام (1969) فرقا في الواقع العربيّ، وصولا لحرب أكتوبر(1973) بعد موت ناصر.

 أتّحدث اليوم عن مصالحات جرت في الماضي، وكان مصير أكثرها الفشل، أمّا اليوم فلا يوجد من يحفل بالمصالحات من الشّعوب، أو الزّعامات، إذ تأتي التعليمات من الخارج بالتّهدئة، أو الانطلاق في السباق حتّى خط النّهاية.

ما عاد بي اليوم لتذكّر هذه الوقائع هو الخشية أن تقع هذه المصالحة الفّنيّة في ذات المطّب، ولا بدّ من أن هناك أطرافا مترصّدة لم ترتح ولم ترض بها، فلا يُستبعد أن تعود لتثير الفتنة من جديد بين ذات الطرفين، أو توقّعها من جديد بين أطرافٍ أخرى، لتفسد نشوة ومزاج المواطن العربيّ على الدّوام، ثمّ أنّنا نأمل ممن تمكنوا من إنجاز هذه المصالحة أن يعملوا لوقف العدوان على غزّة، بل ويتنادوا لعقد قمة عربيّة، تكون بقيمة وقوميّة لاءات الخرطوم الثّلاث (1967).

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023