ضبط متسوّل بحوزته 6288 دينار في إربد الخميس الحكومة: محاولات للتحريض على الدولة لتشتيت التركيز الأردني ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي الجيش ينفذ 8 إنزالات جوية جديدة لمساعدات إنسانية بمشاركة دولية هواتف آيفون الجديدة تحتوي 4 مزايا تعتمد الذكاء الاصطناعي أمور يجب مراعاتها عند شراء شاحن لاسلكي للهواتف الذكية خرائط أبل تحصل على مسارات مخصصة مع iOS 18 ما الدول التي تضم أكبر عدد من المليارديرات في العالم؟ دراسة: تيرزيباتيد يسهم في إنقاص وزن مرضى السكري من النوع الأول الهلال يغري مانشستر سيتي للتخلي عن لاعب برشلونة الصفدي: يجب وقف تصدير الأسلحة ل"سرائيل" مسيرات تضامنية بمحافظات المملكة رفضا للعدوان الصهيوني على غزة عشرات الآلاف يصلّون فجر الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقص القراءة الواعية تحسن الصحة النفسية مفوضية اللاجئين في الأردن : خفض الدعم النقدي خارج المخيمات اعتبارا من شهر أيار

القسم : مقالات مختاره
عن المقاومة الناعمة!
نشر بتاريخ : 4/2/2017 3:07:53 PM
حلمي الاسمر

حلمي الأسمر

 يروي الكاتب العبري ب. ميخائيل، في مقالة له في «هآرتس» قبل أيام، هذه الواقعة، فيقول:  في شباط 2011 كنت في زيارة في جنوب افريقيا. وقد وصلت الى هناك مع عدد من المراسلين من ارجاء العالم، حيث تم استدعاؤنا لرؤية مشروع «بي.ام.في» حول الصحة والتعليم والزراعة. وقد كان هذا المشروع مشروعا لافتا، وُجد في الحافلة التي قامت بنقلنا من مكان الى آخر مرشد من جنوب افريقيا، أبيض وهو في الأربعين من عمره. وقد شهد بأم عينه الفصل العنصري وانتهاءه ايضا. أي أنه كان هناك ما يمكننا التحدث عنه. لقد كان المرشد حازما وباردا ومتهكما. وفي الساعات الكثيرة التي قضيناها في الحافلة تحدثنا عن امور كثيرة مثل الاساطير الدينية الكاذبة التي أوجدها الافارقة من اجل تبرير التفوق العرقي على الاولاد السود. نعم، نعم، هكذا بالضبط. وتحدثنا ايضا عن جهاز التعليم في افريقيا الذي كانت له «ادارة هوية افريقية» جندت الله وأقواله من اجل احتياجاتها العنصرية. في تلك اللحظة وجهت السؤال الذي أثار فضولي جدا. سألته: قل لي، ما الذي كسركم؟ ما الذي جعلكم تتراجعون وتنهون الابرتهايد وتؤيدون احزاب فريدريك دي كلارك ونلسون مانديلا وتُحدثون التحول الذي يصعب تصديقه، من نظام قمعي ابيض الى ديمقراطية كاملة؟. وأجاب بلا تردد «المقاطعة هي التي حررتنا».

 هل السبب هو النقص في الوقود والسلاح وعدم وجود الاستثمارات؟ طلبت منه التوضيح.

 «لا»، أجابني، «لم تكن هذه هي المشكلة. فدائما كان هناك اشخاص جيدون قاموا ببيعنا الوقود والسلاح وكل ما نريد»، قال ذلك وهو يعرف من أين جئت(!) «المقاطعة الثانية هي التي حسمت الأمر»، قال. وسألته ماذا كانت المقاطعة الثانية؟ فأجاب: «المقاطعة الثقافية، الرياضية، السياحية، الفنية، الاكاديمية. الدول التي طلبت فجأة عدم منح تأشيرات الدخول، الجامعات التي أغلقت بواباتها بشكل فجائي، القنانون الذين لم يصلوا، المسابقات التي أغلقت في وجه رياضيينا، الالعاب الاولمبية التي تم اخراجنا منها. كل ذلك هو الذي عمل على ليّ ذراعنا... أو فتح أعيننا... وهذا كان متعلقا بمن نتحدث معه. ببساطة مللنا من أن نكون منبوذين. مللنا من أن نكون كلمة نابية دوليا، والناس ملوا من أن يكونوا شياطين العالم. كنا نريد أن نصبح طبيعيين. ودي كلارك ومانديلا اقترحا علينا الطريق ونحن بدورنا وافقنا»..

انتهى حديث الكاتب، وهو حديث أكثر من مهم، خاصة في زمن تراجعت فيه قضية فلسطين، إن لم تكن اختفت فعلا، على الصعيد الرسمي العربي والعقل الجمعي الدولي أيضا، فثمة مباهاة وحديث علني عن «تطبيع» عربي رسمي، وتعاون وثيق وأحلاف عربية عبرية، وتبادل معلومات، تبلغ أحيانا حد تجنيد أجهزة كاملة للعمل في خدمة المشروع الصهيوني، سواء في بلاد العرب أو العجم، ما يعني أن «المقاطعة الأولى» في طريقها لتكون جزءا من الماضي، في حين أن المقاطعة الثانية هي ما حقق انتصار السود، وتهاوي نظام الفصل العنصري الجنوب إفريقي.

لا يكفي أن نمتدح ريما خلف، وتقارير الأسكوا، ونحتفل بانتصارات قد تكون على الورق أكثر منها على الأرض، ثمة ما يمكن فعله من قبلنا نحن كشعب، بعد أن أصبحت المقاومة إرهابا، يحاكم عليها مرتكبها، ولم يبق أمامنا إلا أن نفعل مقاومتنا الناعمة، أو الإنسانية، وهي مقاومة لا يجرؤ أحد على معاقبتنا عليها، فمن حقنا أن نقاطع كيان العدو وكل من لا يقاطعه، بكل السبل السلمية المشروعة، والقانونية جدا، وتلك حكاية يطول الكلام فيها!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023