زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بعنوان تغذية المجترات والخلطات العلفية في كفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : بوابة الحقيقة
فيفا الجبل وغور فيفا
نشر بتاريخ : 4/1/2017 1:18:39 PM
د. عودة أبو درويش
 
بقلم: د . عودة أبو درويش

ربما يكون من قبيل الصدفة أن كثيرا من المدن والقرى والمواقع في مختلف الدول العربيّة تتشابه بالاسم ، فمثلا سلسلة الجبال التي تقع  في الجنوب الغربي للمملكة العربيّة السعوديّة  تسمّى جبال أو جبل فيفا ، و قرية من قرى الأردن وفي أخفض بقعة في العالم أيضا اسمها غور فيفا . فجبل أو جبال فيفاء تقع شرقي جيزان وتطلّ على الحدود السعوديّة اليمنيّة ، وهذه الجبال تبدو للناظر من بعيد ، وكأنّها جبل واحد بقمم مختلفة ويصل ارتفاعها الى اثني عشر ألف قدم ، وتعدّ من أكثر الأراضي صعوبة في التضاريس اذ أنّها شديدة الانحدار ، والطرق وعرة وخطرة ولكنّ هذه الجبال تسمّى معشوقة الضباب ، لأنّ الضباب ملازم لها في معظم أوقات السنة ، وهي من المناطق السياحيّة في السعودية ، ويأتي اليها الكثير من السعوديين والزائرين للاستجمام والاستمتاع بمناظرها الخلاّبة .

وبلدة غور فيفا تقع في الأغوار الأردنيّة الجنوبيّة بالقرب من البحر الميّت حيث عقدت القمّة العربيّة الأخيرة ، وترى من خلالها حدود فلسطين . ويعيش فيها عدّة آلاف من الناس ، حياة بؤس وفقر وبطالة ، وبدون أدنى أمل في التغيير،  وبالرغم من أنّ معالم القرية يمكن أن يراها من يمرّ من الطريق المؤدّي الى العقبة . الّا أنّه وحين يقترب أكثر منها ، يرى  أشباه بيوت تشعرك بالبؤس الشديد للكثير ممن يعيش فيها وبدون استثناء . بالرغم من وجود الكثير من المشاريع الكبيرة في منطقة البحر الميّت ، وهي مشاريع انشأت من أجل المساهمة في تنمية المجتمعات المحليّة وتحويل حياة الناس فيها الى حياة يمكن أن تعاش من غير أن يفكّر الشباب بالانحراف ، أو أن يضطر الصغير والكبير فيهم للعمل بأجرة زهيدة في أراضي زراعيّة كانوا هم أو أباءهم يوما ما يملكونها ، فاضطروا الى بيعها لسداد الديون المتراكمة عليهم نتيجة للخسارة المتلاحقة في مهنة الزراعة التي توارثوها ، والتي يتلاعب في أسعار منتجاتها من لا يخاف الله ولا يتّقيه .

أنشأت المملكة العربيّة السعوديّة هيئة تطوير وتعمير منطقة فيفا ، مهمّتها العمل على تنمية  المنطقة وتطويرها سياحيا وذلك لأنّها تحتوي على مناظر خلاّبة لجبال شاهقة الارتفاع وفيها مياه معدنيّة يطلبها الناس من أجل الاستشفاء ، ولكن الطرق الموصلة اليها ترابيّة وعرة وشديدة الانحدار  والسكّان لا يحصلون على الماء الّا من خلال نقلها على الدواب ، بالإضافة الى تحدّيات الزراعة والاتصالات والكهرباء ، وتطوير عين الماء الحارّة للاستشفاء ، وتجميع الامطار وغيرها . فتعبيد الطرق وايصال الماء الى بيوت المواطنين ودراسة المحاصيل الزراعيّة التي يمكن أن تزرع في المنطقة وربطها بشبكة الاتصالات مع العالم ، تحديّات كبيرة تواجه عمل الهيئة .

الناس في قرية غور فيفا لا يشعرون بجدّية الحكومة في حلّ المشكلات التي تواجههم ، مثل نسبة البطالة المرتفعة والديون الكبيرة على معظم أبناء القرية نتيجة للخسارة المتتالية غير المفهومة بالنسبة لهم بسبب عملهم  بالزراعة والتي بسببها أصبحوا مطلوبين للتنفيذ القضائي ، مع أنّهم كانوا يبنون أملهم على القطاع الزراعي في تحسين مستوى معيشتهم ، خصوصا وأنّهم حين ينظرون الى الجانب الغربي ، أي الى جهة فلسطين المحتّلة ، يرون  مزارع كبيرة وفلل وقصور ومناظر خلاّبة ، فيلعنون واقعهم   ، ويتساءلون عن أسباب غياب التنميّة في منطقتهم التي  يمكن أن تكون أيضا مثل الجهة الغربيّة لو تظافرت الجهود بين الحكومة وسكّان القرية والقرى المجاورة  .  

جبل فيفا وغور فيفا منطقتين من مناطق عالمنا العربي ، نرجو الله أن لا يمر وقت طويل الّا وقد أصبحتا من المناطق التي فيها تنمية حقيقيّة بالرغم من صعوبة تضاريس المنطقة الأولى ، وعدم الاهتمام الحكومي بالمنطقة الثانية .
      

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023