حوالات المغتربين الأردنيين قبيل العيد ترفع الطلب على الدينار بلدية جرش تؤكد التزامها بتخليد ذكرى الشهداء النواصرة وأبو لباد وجميع شهداء الوطن وزارة النقل: 14.200 ألف مركبة حكومية مشمولة بنظام التتبع جيش الاحتلال يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة طقس لطيف الثلاثاء وارتفاع تدريجي في الحرارة حتى الجمعة أثناء تجمعهم للوصول إلى المساعدات.. 24 شهيدا في غزة صباح الثلاثاء وزارة الشباب: مواقع عرض مباراة الأردن وعُمان جاهزة لاستقبال الجماهير جريمة تهز العراق.. ابن يقتل والده داخل محمية للغزلان تقنية تعيد الأمل في استعادة البصر عبر جزيئات نانوية تحذير من ارتفاع أعداد الفطريات القاتلة الأم التي هزت تركيا.. تعذيب وعض طفل بوحشية لسبب صادم أخصائية تغذية تقدم وصفة ذهبية لتعزيز التركيز والطاقة خلال الامتحانات "أبل تستأنف" قانونًا أوروبيًا بسبب مخاوف بشأن خصوصية المستخدمين وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء 3- 6- 2025 "الاقتصاد الرقمي" تحذّر من رسائل تنتحل اسم مركز الاتصال الوطني

القسم : مقالات مختاره
سياسة بناء الجدران
نشر بتاريخ : 2/27/2017 7:46:00 PM
د.رحيل محمد غرايبة
 
د. رحيل محمد غرايبة

ما يجذب الانتباه إقدام بعض الدول القوية على المستوى الإقليمي على بناء جدران عازلة على حدودها، حيث نقلت وكالة (ترك برس) خبراً مفاده أن تركيا شرعت ببناء جدار عازل على حدودها مع سوريا بطول (290كم) بارتفاع ثلاثة أمتار من الخرسانة المسلحة، يعلوها متر آخر من الأسلاك الشائكة مع بناء أبراج مراقبة، وشق طرق أمنية على طول الجدار وأجراس إنذار كهربائية، وهو يشبه في الشكل والتنفيذ ما قامت به دولة الاحتلال في فلسطين المحتلة حول مدن الضفة الغربية.

الملفت في هذا الأسلوب من الدفاع عن النفس يعكس مظهرين في غاية الأهمية: 

المظهر الأول : أن التقدم العلمي والمعرفي الذي وصلت إليه البشرية، لم يسعفها في ابتكار أساليب علمية سلمية في الحوار الحضاري مع الخصوم، ولم يجعلها قادرة على ابتكار وسائل جديدة قائمة على الحوار والتعاون ولغة المصالح المشتركة وتبادل الحماية، بدلاً من اللجوء إلى لغة القطيعة وبناء الجدران العازلة والأسلاك الشائكة، لأن ذلك يمثل لغة قديمة تعود إلى قرون سابقة كما فعلت الصين ببناء الجدار العملاق لمنع حملات الغزو من الجوار.

المظهر الثاني: بناء الجدار يمثل حجم القلق الداخلي الذي يتفاقم داخل هذه الدول، وشعورها العميق بالتهديد، حيث أنها تفتقر إلى مقومات الوجود الحضاري والرسالي التي تمكنها من المواجهة الوجودية في التعامل مع الأعداء، التي لا تشكل القوة العسكرية العامل الحاسم فيها مهما عظمت ومهما كان الفارق الهائل في موازين القوى.

سياسة بناء الجدران لا تمثل مظهر قوة، بقدر ما تمثل طريقة الانكفاء إلى الداخل، وتمثل عجزاً واضحاً في التعامل الحضاري مع الشعوب المجاورة، كما أنها تدل دلالة واضحة على عدم الثقة بالنفس؛ ما يقتضي من الدول التي تنتمي للحضارة الواحدة أن تكون أكثر قدرة على ابتكار أساليب أكثر تحضراً في حل المشاكل الناجمة عن اختلال الظروف والبيئات السياسية غير الصحيّة في بعض الحالات المؤقتة.

لقد استطاعت الدول الأوروبية أن تتجاوز عن تراث قرون طويلة من الصراعات المسلحة والحروب الطويلة الأمد، لتشكل حالة سياسية متحضرة في التعامل مع الحدود البينية بين الدول، إذ إن المسافر يستطيع أن ينتقل عبر الحدود دون أن يشعر بالانتقال من دولة إلى دولة.

نحن في العالم العربي والإسلامي نحتاج إلى فلسفة أخرى مختلفة في التعامل مع الحدود المشتركة، وينبغي أن تسهم القوى الإسلامية الإقليمية مثل تركيا وإيران إلى مساعدة شعوب العالم الإسلامي في الانتقال نحو آفاق التعاون الأكثر تحضراً والأكثر اقتراباً من صيغ التعامل السلمي القائم على الاحترام وصيانة كرامة المواطنين، وتسهيل عمليات الانتقال والعبور، وليس الرجوع إلى الخلف في سياسة بناء الجدران العازلة.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023