القسم : بوابة الحقيقة
ضريبة الإزدحام بين العدالة والإجحاف
نشر بتاريخ : 6/11/2022 9:55:58 AM
صلاح امين عكاشة

يثار حاليا في الأردن بناء على طلب البنك الدولي موضوع فرض ضريبة الإزدحام  ،حيث ان هذا النوع من الضرائب مفروض حاليا العديد من مدن العالم منها لندن و ستكهولهم وسنغافورة و قد أسهمت هذه الرسوم في الحد من الازدحام على الرغم من وجود بعض الأضرار على حركة النشاط الاقتصادي للبيع بالتجزئة.

 

و لست هنا بمعرض الحديث عن حسنات هذه الضريبة و إنما كيف من الممكن ان نحسن استغلال هذه الضريبة في الحد من الازدحام في الطرقات الرئيسة و بما في ذلك ادارة وقت الدولة بطريقة أفضل على الطرقات ، حيث يجب و فيما لو تم فرض هذه الضريبة ان تفرض بعدالة و ان لا يتم معاقبة جميع ففي هذه الحالة سيشعر المواطن بالظلم .

 

من جوانب الطرح التي نسمعها و نقرأها على وسائل التواصل هو انه سيتم فرض هذه الضريبة و استيفاءها عن الترخيص السنوي و فما لو طبق هذه النظام بهذه الصورة سيكون مجحف و لن يكون هناك عدالة في فرض الضريبة وإنما سيكون بمثابة عقاب للجميع و هذا هو هدف هذه المقالة و هو طرح نموذج تطبيق هذا النظام بعدالة .

 

يقوم نموذجي التشغيلي لهذه الضريبة هو تقسيم وقت المدن التي سيفرض بها هذه الضريبة ووقت الازدحام ( وقت الذروة ) و لتطبيق هذه الفكرة بعدالة يتوجب على الحكومة  إنشاء منصة و الحصول على بيانات دوام الموظفين و فيما بعد تحديد وقت الذروة صباحا و مساءا  الذي ستفرض به الضريبة على الوقت.

 

و فيما بعد يتم تحديد الوقت  اللازم للوصول الى مكان العمل بالتناسب مع المسافة المقطوعة ( و يتم تطبيق هذا الاحتساب من خلال ( تطبيق الكتروني يتم تنزيلة على الهاتف الخلوي بالاستعانة بخرائط جوجل ) .

 

لتوضيح الفكرة بمثال مبسط فيما لو كان دوام الموظف من الساعة 8 صباحا ويحتاج للوصول الى مكان عمله 30 دقيقه خارج اوقات الذروة و احتاج للوصول الى مكان عمله 50 دقيقه يتم فرض ضريبة اضافيه على ال 20 دقيقه الإضافية نتيجة استخدامه الطرق في وقت الذروة ( حيث سيتم جمع البيانات لأوقات الدوام من خلال المنصة ) و تحديد مكان الوصول و الانطلاق و المقابل فيما لو احتاج 30 دقيقه للوصول الى عمله و خلال الوقت المقدر مسبقا فإنه لا يترتب عليه أي ضريبة إضافية و هنا يكمن الحل لمشكلة الازدحام الحاصل في الطرق صباحا و مساءا على الرغم من ان تنظيم الوقت سيؤدي بالمقابل و في حال المقيمين بالالتزام بالوقت خارج الذروة الى خفض معدل استهلاك الوقود – المحروقات و بالتالي خفض الايرادات الضريبية المتأتية من المحروقات .

 

اما بالنسبة للسيارات و التي تعمل بشكل دائم في الطرقات فإنه يتم فرض الضريبة رمزيا وبشكل مقطوع و ان يتم استيفاءها عند الترخيص سنويا و ان لا يتم تطبيق هذه الضريبة على الباصات العمومية.

 

فاذا تم تطبيق الفكرة بالطريقة أعلاه سيتم إدارة وقت الطرقات بشكل أفضل وسيكون هناك مردود حقيقي على تطبيق الفكرة ولن يكون هناك إجحاف.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023