زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بكفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : بوابة الحقيقة
رمال الجنوب
نشر بتاريخ : 6/5/2021 11:58:09 AM
د. بتي السقرات


من الجنوب ،و هل تدرين ما الوجعُ؟!

وهل تبقّى إلى الأحزان متّسعُ؟!

لطالما كانت رياح الجنوب تحمل لي بعض أبيات شعر يؤلمني بعضها و يفرحني الآخر

وكانت تنقل أخبارا و تروي الحكايات عن ماضٍ ليس بالبعيد كان فيه الجنوب حاضنا لعاصمة الأردن الأولى و كان فيه الجنوب انطلاقة لطلائع الدولة الأردنية و كما هي الرياح دوما تسابق في نقل الأخبار فهي تنبىء بالمطر و تنبىء بالأزهار فهي تحمل معها أيضا الشكوى والأنين.

تسألني رياح الجنوب مستنكرة ! لماذا هذه القطيعة مع رمالي ؟ وهي التي تتكشف بسماكات كبيرة و تتميز بنقاء شديد فمليارات الأطنان تتواجد على سطح أرض الجنوب وهناك الأكثر منه بين ثناياها ، رمال السليكا في جنوب الأردن مهملة وهي التي تتميز عملية تعدينها بالسهولة و البساطة و بطرق غير مكلفة نسبيا، أين أبناء الوطن وحكوماتنا والمستثمرين منها؟.

رياح الجنوب و باستنكارها هذا جعلتني أتذكر جهود أساتذتي الذين تتلمذت على أيديهم وزملائي الجيولوجيين الذين درسوا هذه الخامات ومنهم من تغنى فيها  فأذكر ما قاله أ.د. عيسى مخلوف أستاذ الصخور الرسوبية في وصف جميل لهذه الرمال حتى يسهّل على طلبته تذكرها

الرمل أبيض ناصعٌ ....و الصخر يُدعى صخر ديسي .......يزهو برمٍ طيفه .......و يتيه فخراً في الطويسي.

  لكن رمال السليكا والتي تتواجد في الديسي ،رأس النقب ، العقبة وشمال البتراء وفي مواقع أخرى والتي درست وحللت وتغنينا بها لم تستغل وكان الأجدر أن يستثمر فيها فهي ثروة لما لها من دور في صناعات عديدة كالزجاج والألياف الزجاجية ، زجاج البصريات ، فلاتر التنقية ، الدهانات والكثير الكثير من الصناعات التي يمكن أن تكون تنافسيتها في الأسواق العالمية كبيرة جدا .

وهذه المواقع في الجنوب والغنية برمال السيليكا تعد الأفضل أيضا لإمكانية الإعتماد على الطاقة الشمسية و طاقة الرياح لخفض تكلفة توليد الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المصانع

والتي تعتبر عائقا كبيرا في وجه المستثمرين.

رياح الجنوب التي حملت لي بيت الشعر الذي يذكرني بالوجع سمعتها تنادي مذكرة لي بأنها تركت خلفها أكوام وأكوام من تلك الرمال التي تعد الأنقى والأصفى كنقاء و صفاء قلوب أبناء ذلك الإقليم و أبناء الأردن الحبيب و براقة بالسيليكا كبريق أعينهم التي تسعى دوما نحو أمن الوطن وسلامته.

رياح الجنوب جاءت تقول هلموا عودوا إلي لننعم ونستثمر في هذه الثروة ، عودوا لأرضي وما فيها ،للإستعانة بهذه الخيرات لدعم الوطن و أهله في ظل عجز ودين أرهقت الحرث و النسل ، عودوا لهذه الثروة حتى ننتج سوية عشرات الصناعات التحويلية التي ستعود بالخير والنفع على اقتصادنا ولتعظيم القيمة المضافة في إحداث التنمية في الجنوب وتشغيل الأيدي العاملة وخفض معدلات البطالة التي أرهقت شبابنا و قتلت طموحهم.

رياح الجنوب تخاطبني دوما وتعلم أني تلك "الجنوبية الحالمة" التي ترى أن هذه الأحلام ستتحقق يوما ما وسيزدهر الجنوب و تنتقل حبوب اللقاح عبر رياحه لبقية أرجاء الوطن فيزهر كله.

 

* الجامعة الأردنية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023