تراجع إيرادات قناة السويس 50% بسبب الأحداث بالبحر الأحمر الخارجية السعودية: أي توسع للعمليات العسكرية في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة مؤسسة الأنوف الحمراء- الأردن تطلق المهمة الثانية من مشروع قلب السيرك الأزرق في مأدبا الدخل والمبيعات: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار "الادارة المحلية" تدعو الى الحيطة والحذر خلال حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة وزير الداخلية يرأس اجتماعا لمتابعة جهود إزالة الاعتداءات على مصادر المياه تنشيط السياحة تصادق على التقرير السنوي والقوائم المالية 2023 وزير الأشغال: نسعى لدعم القطاع الهندسي وتمكين المكاتب من رفع كفاءتها وتصدير خدماتها اللجنة الوزارية المشتركة تطالب المجتمع الدولي فرض عقوبات على "إسرائيل" الغذاء والدواء: تخفيض أسعار القطرات المرطبة للعين التي يزيد سعرها عن 5 دنانير وزير الخارجية يبحث مع نظيره النرويجي الأوضاع في ‫غزة القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية تفاصيل رسالتها لمصر.. (اسرائيل) تعطي فرصة اسبوعين للاتفاق مع حماس مديرية ثقافة جرش تحتفل باليوبيل الفضي انتفاضة طلبة الجامعات الأمريكية تمتد إلى كندا والهند تضامنا مع غزة

القسم : بوابة الحقيقة
اغتصاب عقول الناس..
نشر بتاريخ : 11/2/2020 1:16:28 PM
الدكتورة سهام الخفش

سأبدأ مقالي بآيةً قرآنية "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" 

 

 هذه الآية القرآنية يا دولة بشر الخصاونة  أصبحت تنطبق على الشعب الأردني ، لأنه من أكثر الشعوب صبراً وتحملا .

 

لم يعد المواطن الاردني رهين المجهول ، ولم تعد عقولنا تحتمل التكهنات والتوقعات ..ليطل علينا وزير الصحة بعبارة من العيار الثقيل ويعلن بأننا ذاهبون الى المجهول.. وقبلها صرح بأن الفيروس يمكن أن يتسرب إلى المياه الجوفية من خلال جثث الموتى  ، واعتقد لغتنا العربية وقواعدها ذاخرة بالمصطلحات أقل  حدة من كلمة المجهول التي قد تزيد من منسوب مناعة المواطن والتي هو أحوج اليها في هذه الظروف  الصعبة  ، وليست كلمة مجهول التي أحبطت الجميع وأرعبت مجتمع بأكمله ..

 

غالبا بعد اي تغيير وزراي نتطلع  للافضل ، وخاصة في ظل جائحة كورونا التي شلت البلاد والعباد ، وتوقعنا في جعبة الحكومة الجديدة  جملة من الاجراءات والخطط والبرامج التي تساهم في التخفيف من وطأة الأزمة ، والعمل على  إدارة ملف كورونا بمهنية أعلى والتوصل إلى حل يوازن  بين ملفي الصحة والاقتصاد.

 

نحن نعلم جميعاً  أن فيروس كورونا هو وضع طارىء وجديد وتداعياته فاقت حجم سقف التوقعات ..

 

ونحن في الأردن  نعاني من  ازمات مركبة  ؛ أزمة في إدارة الازمات بحد ذاتها  ،  إضافة الى الوضع الاقتصادي المنهك أصلاً ، والأزمات الاجتماعية والنفسية

 

حيث ألقت الاضطرابات   النفسية بظلالها  على كل بيت وفرد أردني ، وبالرغم  من خطورتها وآثارها،  إلا أنها ليست في حسابات الدولة  أو هماً من همومها , بالرغم   أن نتائجها  قد  أفرزت وبشكل  ملحوظ على مستوى الجرائم والمشاكل اليومية وآلمت الشارع الأردني ، وما زلنا في بداية المشوار .

 

بلا شك أن الخلل بدأ منذ لحظة تشكيل الحكومة ، فالبداية غير موفقة  وتحديداً  بتعيين سبعة وزراء دولة في الوقت الذي تشهد الدولة  انهيارا واضحا في المنظومة الصحية  امام تفشي الفيروس كالنار في الهشيم .

 

وكان من الأجدى التخفيف عن  كاهل الخزينة بما يترتب من رواتب عالية للوزراء  وتكلفة  تقاعدهم،  بتعيين أطباء وممرضين  ورفد الجيش الأبيض بكوادر طبية داعمة ومساندة ، وخاصة بعد أن طالت حياة  عدداً  من  ذوي الأختصاص والخبرة  من الكوادر الطبية بسبب هذا الفيروس اللعين .

 

بالله ألا يعتبر ذلك  اغتصاباً  للعقل الاردني .

 

 أما  عن إدارة ملف جائحة كورونا وما تخلله من عدد من التناقضات بالمعلومات والآراء والتكنهات وتراشق المسؤوليات وتشابك البعض وانسحاب الآخر من اللجان ، هل هذا مفهوم إدارة الازمة ..

 

لقد لعبت وسائل  الاعلام والتواصل الاجتماعي الاعلام بمختلف أشكالها دوراً غير ناضج وغير مسؤول  من خلال تناول الجائحة وتداعياتها ،  فقد قام  البعض بدور الطبيب  أو دور المحلل السياسي أو المفتي الديني  ، وانتشرت الشائعات ،واللعب بمشاعر الناس ولقمة عيشهم وترويعهم وتخويفهم بدون أدنى مسؤولية ..

 

لقد غاب دور الاعلام الرسمي في مفهوم"  حقك أن تعرف " وعشنا في فوضى من الإشاعات والتناقضات وأصبح المواطن في دوامة يدور حول نفسه ولا يعلم ماذا ينتظره .

 

كنا نأمل بخطاب أكثر شفافية  وقرارات اكثر حكمة  ،  ومما زاد الطين بلة ( الانتخابات النيابية ) والإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها ثم الاغلاق وتجويع الناس ..

 

اذا كنا ذاهبين الى المجهول فحتماً   مجلس النواب سيذهب إلى المعلوم ويقوم بدوره على أكمل وجه ، كما عهدناه سابقا  وخاصة في ظل جائحة كورونا ..

 

هناك ازمة واضحة في الإدارة والتخطيط، اذا لم يتم تدارك الوضع فالأسوأ قادم لا محالة.. قادم لا محالة فلا تغتصبوا عقول الناس .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023