الأردن يدين اقتحام الارهابي المتطرف بن غفير للأقصى ويحذر من تفجر الأوضاع دراسة تحذر من مضادات الاكتئاب: خطر الموت القلبي المفاجئ يرتفع 5 أضعاف مسح شبكية العين بالذكاء الاصطناعي يتنبأ بأمراض القلب بدقة عالية إعادة بناء وجه إنسان عاش قبل 16 ألف عام بتقنية ثلاثية الأبعاد الكرياتين.. مكمل غذائي واعد لتخفيف أعراض الاكتئاب الصيام المتقطع يتفوق بـ 7.6% على الأنظمة التقليدية في خسارة الوزن تسجيل 1773 شركة جديدة في الربع الاول من 2025 الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الخليل ويقيم حواجز عسكرية إصابات خطيرة خلال اقتحام الاحتلال لنابلس عدوان الاحتلال على طولكرم يتواصل لليوم الـ66.. دمار واسع واعتقالات ارتفاع غرام الذهب إلى 63 دينارا الاحتلال يهدم منشآت فلسطينية في عناتا جرش.. لقاء حواري في بليلا حول الرؤية الملكية للتحديث السياسي الإرهابي المتطرف بن غفير يقود اقتحام المستعمرين للأقصى بحراسة مشددة قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم

القسم : بوابة الحقيقة
اثر الثقافة السياسية على النظام السياسي
نشر بتاريخ : 9/28/2020 12:06:45 PM
الدكتور عثمان الطاهات

الثقافة السياسية هي القيم والاتجاهات والسلوكيات والمعارف السياسية لافراد المجتمع ، وبهذا تكون الثقافة السياسية ثقافة فرعية او جزء من الثقافة العامة للمجتمع، وبرغم انها مستقلة بدرجة ما عن النظام الثقافي العام الا انها تتأثر به .

 

لا تعرف الثقافة السياسية لاي مجتمع ثباتا مطلقا ، ولكنها تتعرض للتغير حتى ولو كان طفيفا وبطيئا ويتوقف جحم التغير على مدى معدل التغير في الابنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ودرجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التغير الثقافي، وحجم الاستثمارات التي يمكن تخصيصها لا حداثه ومدى رسوخ قيم ثقافة معينة في نفوس الافراد .

 

لا يعني القول بوجود ثقافة سياسية للمجتمع تماثل عناصرها بالنسبة لسائر افراده، اذ هناك دائما هامش للاختلاف الثقافي تفرضه عوامل معينة كالاصل العنصري، والديانة، ومحل الاقامة، والمهنة، والمستوى الاقتصادي، والحالة التعليمية .

 

لذلك كل نظام سياسي بحاجة الى ثقافة سياسية معينة تغذيه وتحافظ عليه فالحكم الفردي توائمه ثقافة سياسية تتمحور عناصرها في الخوف من السلطة والاذعان لها وضعف الميل الى المشاركة السياسية، وفتور الايمان بكرامة وذاتية الانسان، وعدم السماح بالمعارضة .

 

بالمقابل يتطلب الحكم الديمقراطي اخلاقا ديمقراطية ، فلا يمكن للديمقراطية ان تنمو وتستقر دون ايمان الانسان بكرامته وذاتيته، وهذا الايمان يحمل معه قناعة بأن للفرد حريات لا يمكن للحاكم ان ينال منها مع الاستعداد للدفاع عنها فيما لو هددتها السلطة .

 

تؤثر الثقافة السياسية على علاقة الفرد بالعملية السياسية فبعض المجتمعات تتميز بقوة الشعور بالولاء الوطني وهنا يتوقع ان يشارك الفرد في الحياة العامة وان يسهم طواعية في النهوض بالمجتمع الذي ينتمي اليه وفي دول اخرى يتسم الافراد باللامبالاة والاغتراب وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه اي شخص خارج محيط الاسرة وفي بعض الاحيان ينظر المواطن الى النظام السياسي على نه ابوي يتعهده من المهد الى اللحد ويتولى كل شيء نيابة عنه، وبالمقابل قد يشك الفرد في السلطة السياسية ويعتبرها مجرد اداة لتحقيق مصالح القائمين عليها .

 

بالاضافة الى ما سبق يعتمد الاستقرار السياسي جزئيا على الثقافة السياسية فالتجانس الثقافي والتوافق بين ثقافة النخبة والجماهير يساعدان على الاستقرار اما التجزئة الثقافية والاختلاف بين عقلية الصفوة وعقلية الجماهير فيمثلان مصدر تهديد لاستقرار النظام السياسي .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023