"مرض قاتل" ينتشر في ولاية أمريكية ويهدد حياة البشر بعد وصول مغامر بريطاني لأقصى نقطة في إفريقيا ركضا.. خبراء يوضحون ما يفعله الجري بالجسم "الديناصور" الهندي.. هل يسرح في الطبيعة حقا أم في مخيلة البشر؟ هل تغلب ريال مدريد على مان سيتي بالحظ؟.. غوارديولا ينهي الجدل أراوخو يرد على انتقادات غوندوغان لأدائه في لقاء سان جيرمان 4 من دولة واحدة.. 5 نجوم عرب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا رئيس الأركان الجزائري: بلادنا في أشد الحرص على قرارها السيادي تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه "خطير جدا" الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ولا تقوم بأنشطة مراقبة ولا تدعم أي طرف اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ماكرون يرفض الاتهامات بازدواجية المعايير بسبب زيادة مشتريات فرنسا من الغاز الروسي بينهم محكوم عليهم بالإعدام.. رئيس زيمبابوي يعفو عن آلاف السجناء بمناسبة عيد الاستقلال بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصول الروسية المجمدة في دعم أوكرانيا القوات الجوية الروسية تدمر 5 قواعد للمسلحين في محافظة حمص السورية الصفدي يبحث مع رئيسة اللجنة الدولية للصليب وجهود إيصال المساعدات لغزة

القسم : بوابة الحقيقة
على الرياض الاستعداد لدورها بعد سقوط حلب والموصل
نشر بتاريخ : 11/30/2016 7:08:12 PM
سلطان كليب
 
بقلم: سلطان كليب

أهديت القُدس لليهود وأسقطوها ،وها هوَ علّوهم الأخير في الأرض ينبلج ، فاغتُصبت بغداد وسقطت مضرّجة بدمائها ،وانتهكت حُرماتها كشقيقتها، وعاشت دمشقُ سجينةً منذُ ثلاثة عقود تحت نيران الظُلم والقهر والطُّغيان ،فانتفض الأسد مزمجراً ملبياً نداء عمائم طهران لتعتصم العواصم الأربع تحت راية ٍ واحدة الموت لأهل السنّة ،نارُنا لن تُطفأ ،عيوننا إلى جدّة والرّياض تشتاق .

المعارك التي سفكت دماء الآلاف من العراقيين والسوريين الأبرياء منذ سقوط بغداد ،وخراب سوريا بربيعها الملتهب ، والعيون تنظر إلى الحجاز ،وتهيّئ الأسباب والظروف ،فتُدمّر الجيوش جيشا جيشاً ،وتنهي الأوطان وطناً وطناً ،وتقتل كل يدٍ قادرة على حمل السلاح ،وكل فكر قادر على النهوض بالأمة ، فتآمر القريب على القريب وما علموا أنهم تآمروا على أنفسهم ،وعلى ذلهم وتشريدهم بالأرض آجلا أو عاجلا ليعودوا من حيث بدئوا .

اللعبة الأمريكية باتت واضحة لا لبس فيها ،أمريكا التي خرجت مضرجة بدمائها من العراق بربع مليون قتيلٍ وجريحٍ ومعاق نفسياً ،سلّمت بغداد للعنصرية والطائفية ولملالي إيران ،لينتقموا لكل جندٍ أمريكي أذلّه اسود الرافدين ،واصطنعوا داعشاً لتبرير القتل والذبح والانتقام ، وهاهم اليوم يحاصرون ما تبقى من التنظيم في الموصل محاصراً بعشرات الآلاف من جيش الحشد الشيعي،مختصراً، (جحش)، معززاً بكل أسلحة الفتك والقتل والتنكيل ،مدعوماً بطائرات الغدر التي تصب جام غضبها على أهل السنّة الأبرياء بحجة تنظيم داعش .

والحال بات واضحاً في حلب ،حيث اندحار المقاتلين من كافة التنظيمات من أغلب أجزاء حلب ،فالتنظيمات التي دعمها النظام السعودي والأمريكي فقد أنجزت مهمتها كما أنجزت مهمتها داعش ،وجعلت من حلب أطلال خاوية إلا من بعض الآلاف الذين يفرون من الجحيم للجحيم ،فحقق الجيش الحر ومن يطلقون عليها الفصائل المعتدلة ،وتنظيم داعش، الحلم الصهيوأمريكي  بقتل وذبح أهل السنة ،ففي الموصل القتل مشرّعاً لقوى التحالف والجيش الطائفي لهزم قوى الشر والظلام والإرهاب ،ووفي حلب  القتل مشرّعا للنظام السوري والنظام الروسي والإيراني لاجتثاث الإرهاب وتحرير سوريا ،ولأسفنا أن اغلب الشعوب العربية مقتنعة بتبرير الحروب والقتل والدمار وسفك الدماء،بيد الروسي والإيراني تارة ،وبيد الأمريكي وداعش تارّة أخرى،والحرب الحقيقية هي ذبح أهل السنّة من خلال ذرائع لا يقبلها عقل ولا ضمير   .

القراءة للوضع الحالي تقول مهما سفكت من دماء في الموصل ومهما قاوم التنظيم ،والحال نفسه في حلب الشهباء ،فالأمر أصبح واضحاً أن أكبر مدينتين أصبحتا آيلتان  للسقوط بيد الجيش السوري والجيش العراقي، وتحريرهما يعني آخر مرحلة من القتل والذبح لانتهاء المهمة ثم الالتفاف للخليج  .

وأصبح لا مجال للشّك أن حدود إيران أضحت من (الخليج الفارسي ) إلى البحر المتوسط ، فهي التي تقاتل في سوريا والعراق بالإنابة وقادتها هم من يديرون سير المعارك ،بعشرات الآلاف من المرتزقة ،وهي من تقدم المال والمقاتلين والسلاح وهي الآمر الناهي صاحب القرار.

إن نجاح إيران في تحرير العراق وسوريا ،سيتبعه نجاحاً أكبر في اليمن ، وكما استعاد نظام بشار قوته بعد الانهيار والسقوط ،سيستعيد الحوثي قوته  ،وبهذا الحال أصبحت القوى السنيّة قاب قوسين أو أدنى من الخضوع والاستسلام لإيران والقوى العالمية التي تساندها،وما أصاب القدس، ودمشق، وبغداد، فهو كأسٌ ستشرب منه كل العواصم والشعوب ولكن بذُلٍ وخنوع لا كرامة بعده.
 
هذا ما خططت له قوى الشّر العالمية منذ الإطاحة بالشهاه وتسليم إيران لنظام الملالي ، ومن ثم الحرب العراقية الإيرانية ،وسقوط بغداد، مروراً بالربيع العربي ، وتفكيك اعتى الجيوش العربية في العراق وسوريا ، وبعد أن تأكدت أمريكا أن النظام السني انتهى من المنطقة والقوى الثورية القادرة على حمل السلاح والدفاع عن أوطانها تم إبادتها،أوقفت الدعم الجزئي عن داعش وفصائل المقاومة لتنهار ببطء وتموت ببطء بين مضرجٍ بدمه وخاوٍ بطنه ،ومُنهك أعياه المرض ،ولأن هناك قوى عربية لازالت بكامل قوّتها وتجهيزاتها العسكرية ،وبسبب اتساع مساحة هذه الدول فهي تحتاج إلى  أعدادٍ كبيرة من القوات الأرضية للسيطرة عليها،فهذا سيجعل إيران وأنصارها أكثر قوة وتمكين من طهران إلى دمشق ولبنان ثم صنعاء،وأكثر إعدادا وتجهيزاً لخوض أكبر ملحمة في الخليج  .
 
لذلك تم ضم عشرات الآلاف من المليشيات الشيعية التي ارتكبت أبشع المجازر التي سيخلدها التاريخ إلى صفوف قوات الجيش العراقي في خطوة استباقية استعدادا لهذه المعركة التي تعتبر عندهم مقدّسة ،علماً أن أغلبهم إيرانيين ، وأصبحت جرائمها تأخذ الصفة القانونية كجزء من المؤسسة العسكرية ولن يشار لها بالإرهاب ،وهذا الاعتراف بهذه المليشيات بهذا التوقيت كي تصبح جزءًا من الجيش العراقي الذي سيخوض إلى جانب الجيش السوري والإيراني معركته الكبرى في الخليج العربي .
 
قراءة الأحداث لا تبشر بخير ولا توحي إلا لشيء واحد أن معركة الموصل سواء استمرت شهرا أو شهوراً حتى لو دفع  الجيش العراقي بالآلاف من الضحايا ستنتهي، والحال نفسه بالنسبة لمعركة حلب ،وبات من المؤكد أن معركة طهران مع الرياض أصبحت على الأبواب ، وهي الحرب الأشد ضراوة بالمنطقة والتي ستأتي بالويلات على الجميع .

أمريكا لعبت على كل الأطراف،واستخفّت بالجميع وخاصة حكام الخليج العربي ، وداعش،والفصائل السورية التي تسمّى بالمعتدلة ،واستغلت إيران بالحرب بالإنابة ،وصمتت وتصمت عن جرائم روسيا لتدمير المقاتلين من أهل السنّة،والمدنيين الأبرياء بلا رحمة ، وهاهي تكمل مخططها بالتخلي عن الرياض ،بل اتهامها بالإرهاب ،وتجمّد أرصدتها ،وتُعِدُّ للصدام بين الرياض وطهران ،ولا نقول إلا أيها العرب استعدوا للذُّل ،ذل إيران وحقده المجوسي ثأراً للحسين ،ليمتطوا ظهورنا ثم يتم تسليم الرافدين والحجاز ودمشق لحكم يهود ،وهم أسوأ أنواع الخلق والشر في الأرض، ليجتمعا معا على إذلال  أمّة الإسلام، هذا سيتحقق ولا يعيه إلا من كان له نوراً وبصيرة  .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023