فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا في العثور على جثامين أحبائهم المفقودين زفيريف يودع بطولة ميونخ للتنس ساعدت الحوثيين.. عودة سفينة تجسس إيرانية إلى البلاد بعد 3 سنوات من إرسالها مقتل شخص شمال العراق بهجوم نفذته مسيرة تركية إطلاق عاصفة الكترونية رافضة تمديد بيع الخمور بعد منتصف الليل هنية يصل إلى تركيا على رأس وفد من قيادة الحركة التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء "القدس الدولية": منظمات متطرفة ترصد 50 ألف شيكل لمن يقدم "القربان" في الأقصى استشهاد طفل برصاص الاحتلال في مخيم طولكرم الصفدي في اتصال مع نظيره الإيراني: الأردن لن يسمح بخرق اجوائه من قبل ايران او (إسرائيل) نائب محافظ البنك المركزي المصري: ملتزمون بسعر صرف مرن روسيا.. أكبر مورد للنفط إلى الهند للعام الثاني على التوالي منغوليا تدفن 7 ملايين رأس ماشية مصر تعتزم خفض أسعار الخبز غير المدعم بما يصل إلى 40% "الاتحاد للطيران" تعلن عودة رحلاتها إلى العمل بصورة طبيعية

القسم : بوابة الحقيقة
" كورونا " اعاد للاردن خصوصيته
نشر بتاريخ : 4/2/2020 2:31:22 PM
د هايل ودعان الدعجة

كثيرة هي الحالات التي عكست واثبتت تفرد الاردن النوعي في التعاطي مع التحديات المختلفة ، وتجاوزها والخروج منها منتصرا او بأقل الاكلاف ، تاركا نموذجه الخاص به في هذه المواجهة الوطنية ، كمثال يحتذى وعلى امتداد المساحة الجغرافية العالمية في كثير من الاحيان ، اعترافا وانبهارا واعجابا بهذا التعاطي النوعي الذي يعكس حالة اردنية خاصة في تطويع الظروف والتحديات التي تواجهه ، متسلحا بادواته والياته الخاصة ، وهو يقدم نموذجه الذي اشبه ما يكون بمرجعية هي وان كانت متاحة امام دول ومجتمعات اخرى للاخذ بها ، الا انها بنفس الوقت انما تحتاج الى بيئة مناسبة تتفاعل وتعمل بها لضمان تحقيقها نتائج مبشرة وايجابية ، كما هي الحالة او البيئة الاردنية التي تزخر بالعناصر والمقومات التي تجعلها قادرة على تحقيق مثل هذه النتائج .. مجسدة بما يمكننا ان نطلق عليه بالخصوصية الاردنية ، ممثلة في العادات والتقاليد والقيم والعلاقات والروابط والمكونات الاجتماعية المختلفة ، والصفات والخصال التي يتصف بها المواطن الاردني من نخوة وشهامة واصالة وطيبة وكرم وشجاعة وتسامح وعزة نفس وغيرها ، والتي تمثل حالة فريدة من نوعها في القدرة على ضبط الامور ووضعها في المسار الصحيح .  مما يفسر حالة الامن والاستقرار التي ينعم بها بلدنا، وذلك رغم وجوده وسط بيئة اقليمية مضطربة تعاني من الفوضى والدمار والحروب . في تأكيد على دور  هذه الخصوصية الوطنية التي تعمل بشكل تلقائي على احتواء وامتصاص اي صدمات او مخاطر او تحديات ، وجعلها تسير في مسار الصالح العام ، بحيث لا تسمح بالخروج على الثوابت والمصالح الوطنية ، وسرعان ما تتدخل لمعالجة اي فوضى او انفلات لحساب تعزيز الامن والنظام . الامر الذي تجلى في احداث الربيع العربي والحركة الاحتجاجية التي شهدها الدوار الرابع قبل فترة ، لتعود وتؤكد علو كعبها في هذه الايام في مواجهة فيروس كورونا ، الذي اقتحم الحدود الجغرافية العالمية والحصون العلمية والتقنية ، لتنهار امام سطوته الانظمة الصحية  في اكثر دول العالم تقدما وتطورا ، وهي تجد نفسها عاجزة عن حماية شعوبها من هذا الوباء الخطير ، ولو بتوفير ابسط المستلزمات الطبية ، الامر الذي قد تكون له تداعياته السياسية والاقتصادية المستقبلية على شكل المنظومة الدولية وتركيبتها .

 

هذه الخصوصية بما تمثله من منظومة مجتمعية اردنية بامتياز  ، تعود في هذه الايام الى الواجهة من جديد ، لتؤكد حضورها في المشهد الوطني ، كارضية وطنية مشبعة بالنماذج والمواقف المشرفة ، يعول عليها في اقامة حالة من الوعي لدى المواطن ، تماهيا مع حسه الوطني وشعوره بالمسؤولية وباهمية دوره في تشكيل جدار وطني مانع وعصي على الاختراق ، ادراكا منه بانه على ثغرة من ثغور الوطن ولا يريد لهذا الوباء ان ينتشر من خلاله . لذلك اخذ على عاتقه التقيد والالتزام بالتعليمات والارشادات الصادرة عن الجهات الرسمية المعنية ، والتعاطي معها كاجراءات وقائية واحترازية لمواجهة هذا الفيروس . ايمانا منه بان حسم هذه المواجهة انما يتوقف عليه وعلى مدى تسلحه بالوعي  . ترافق ذلك مع الصور والنماذج الانسانية والاخلاقية والحضارية التي قدمتها الاجهزة الامنية والعسكرية في تعاملها مع هذا المواطن ، وكل من هو على الاراضي الاردنية ، اثناء تأديتها لمهامها الوطنية ، تطبيقا لحظر التجول واوامر الدفاع . الامر الذي يجعلنا امام معادلة وطنية تأثرت اطرافها بهذه الخصوصية الاردنية التي انعكست باثارها الايجابية على ممارساتها وسلوكياتها ووسمتها بالخصال والسمات الطيبة المستمدة من البيئة الاردنية التي اسهمت باخراج المشهد الوطني بهذه الصورة التضامنية الجميلة التي بهرت العالم اثناء تعاطي الاردن مع فيروس كورونا .. وكأنه يخوض معركة اشبه ما تكون بمعركة الوطن .. كل الوطن بقيادته وجيشه ورجالات امنه .. بمواطنيه وموظفيه ومسؤوليه وجميع مؤسساته وقطاعاته ومكوناته المجتمعية .

 

 مستذكرين محاولة الانقلاب على هذه الخصوصية من قبل الحكومة الحالية عند تشكيلها ، تحت مسميات ومصطلحات مختلفة ، كالعقد الاجتماعي والدولة المدينة ، رغم وجود الدستور .. ورغم تضمينه فصلا خاصا وكاملا عن الحقوق والحريات الفردية ، بصورة اثرت سلبيا في ادائها وشعبيتها .. لتأتي ازمة كورونا وتمنحها فرصة اخرى  لتصويب المسار ومن بوابة الخصوصية الاردنية تحديدا ، التي كانت لها بمثابة طوق نجاة بعد ان تأكد لها ان الاردن له خصوصيته وطبيعته وطينته وعجينته الخاصة به التي لا يستقيم امر الحكومات الا اذا عرفتها وفهمتها وراعتها وسارت على هديها .. والا تاهت بوصلتها ومنيت بالفشل .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023