وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 18 – 4- 2024 اعتصام أمام البرلمان البريطاني للمطالبة بوقف تصدير السلاح ل"إسرائيل" 7200 جريح "إسرائيلي" احتاجوا للتأهيل منذ بداية الحرب إعلام غزة: 520 شهيدا في اقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات رئيس الإمارات يوجه بدراسة سريعة للبنية التحتية بالدولة ودعم متضرري الأمطار مفوض "أونروا": الهجوم ضد الوكالة هدفه تجريد اللاجئين الفلسطينيين من صفة اللجوء وزير الخارجية: "إسرائيل" تقود حملة ضد "أونروا" قبل 7 أكتوبر الماضي فرسان التغيير في الاغوار الجنوبيه تطلق الحملة الوطنية للتبرع بالدم لأجل فلسطين "دمنا دمكم" البرلمان العربي: القضية الفلسطينية تتعرض لمحاولات تصفية ممنهجة ومتعمدة غارات إحتلالية على البقاع اللبناني إغلاق ميناء نويبع البحري بسبب سوء الأحوال الجوية بيربوك تدعو إلى وقف التصعيد في الشرق الأوسط أحمد أبو السعود أول لاعب جمباز أردني يتأهل إلى الأولمبياد الشرفات : على الدولة ان تأخذ بأدواتها القضائية حيال الممارسات التي تعمل على تجيّش الشارع - فيديو مشروع قانون في مجلس النواب الأميركي يقترح تقديم 26.38 مليار دولار ل"إسرائيل"

القسم : مقالات مختاره
لأجلك يا وطن.. أبي دفع الثمن
نشر بتاريخ : 9/22/2018 4:30:37 PM
م. بسام أبو النصر
بقلم: م. بسام أبو النصر

على مقربة من الربيع بدأت احث والدي على شراء احتياجات المدرسة ففي نهاية الصيف القادم ساذهب الى الصف الاول الابتدائي وسيكون بوسعي التعلم كي أكون كأبي ضابطا في الجيش كان أبي يحدثني  عن تميزه في مدرسته النائية في منطقة الجفر وكان يحثني أن اكون متميزا بين اقراني حين اكون بينهم في المدرسة خلال العام القادم ، علمت ان معدله كان 86 % وكان هذا شيئا استثنائيا في منطقة مهمشة وكنت استمع اليه عما كان يواجهه في جامعة مؤتة الجناح العسكري من قسوة في التدريب وكيف قدر له ان يكون الاول بين اقرانه ويحصل على سيف الشرف من جلالة الملك وكيف لهذه النتيجة ان يكون لها دور في توزيعه الى العمليات الخاصة في كتيبة 71 لمكافحة الارهاب عندها انتقل ابي للعيش في الزرقاء ليكون متاحا له في رتبته الاخيرة مقدم ان يكون قائدا لكتيبة العمليات 71 لمكافحة الارهاب لكي يكون جاهزا للواجب الجديد ويكون مشرفا على اي واجب يطلب منه.

كان ابي منفتحا على اصدقائه واهله في الجفر وكان كريما حيث كان يستدين لاجل ان يرضي جدي وجدتي ( أهله ) مع ان انشغاله بالعمل بين دورات ميدانية وخارجية وقلما كنا نشاطره وجبة الغداء حيث كان يكون منشغلا في السرية او الكتيبة باعمال تدريبية وعملياتية هكذا كان يقول ، وكان يحدثني كيف استطاع ان يؤمن مالا لزواجه من مشاركته في قوات حفظ السلام في افغانستان عام 2010 

وفي الفحيص ولاني قائد لمكافحة الارهاب كان علي ان استطلع الامر حيث ان العملية كانت ضيقة وان هناك جهات امنية اخرى تحقق في الامر وفي اليوم الثاني تم اعلامه انهم تمكنوا من معرفة مكان الخلية فقد كان على والدي ان يكون على راس العملية في السلط وقد طلبت امي بخصوص دعوة للعشاء كان قد اعدت في بيتنا فطلب منها والدي ان تلغي كل شيء هناك دعوة اخرى اكثر قدسية ، دعوة الواجب في السلط . وفي عمارة مكونة من اربعة طوابق كان الارهابيين قد تحصنوا فيها ورفضوا ان يقوموا بتسليم انفسهم ، وقد رفضوا ان يعملوا على مشاركة اي جهة لغايات عملياتية ولغايات ان لا يكون هناك اية اصابة بين المدنيين هذا هو ما تعلمناه ، وبحكم ان ابي هو القائد فقد دخل اولا وبحكم وجود متفجرات ومقاومة قوية من الارهابيين وقعت العمارة عليهم ، كان هناك ثلاث عبوات بزنة 5 كغم لكل عبوة ، كان الاردنيون ومن بينهم امي وكل اهلي كانوا يترقبون وهم يعلمون ان ابي في العملية فذهبنا الى المدينة الطبية لنرى ابي من المصابين او من ...

كان الحضور من الاهل والجيران يدعوا وكلما كانت تدخل سيارة اسعاف كان الكل يركض اليها عل فيها والدي ثم يعودا ليجلسوا الى رصيف المستشفى الذي امتلا بالناس ، ومن خلال وسائل الاعلام علمنا باستشهاد ابي لكن كانت هناك بارقة امل ان يكون الخبر غير صحيح وفي لحظة انتظار وبعد دخول كثير من سيارات الاسعاف التي نقلت مصابين مرافقة لصفارات انذار دخلت سيارة لم يصدر عنها اي انذار ، كانت تحمل ابي الذي نال ما تمناه وتركني و غنى التي لم تبلغ الثانية من عمرها بعد وامي التي كانت صديقته وحبيبته ، التحق بالشهداء في الموجة الاخيرة ان شاء الله للعمليات الارهابية التي استهدفت الاردن منذ 2013 م راشد الزيودي وسائد المعايطة وحامد الجيزاوي و مهرب الرويلي و خليل الضروس و احمد عودات و نورالدين شحادة و احمد الصبيحي و بلال الزعبي وخضر الدرابسة و وليد الخوالدة و انس الاسمر و علي قوقزة و محمد الهياجنة و هشام العقاربة و محمد العزام و احمد ادريس الزعبي واتمنى ان يكون ابي معاذ الحويطات شهيدا معهم ... 

استشهد ابي ورفاقه بعد قتل 3 ارهابيين واعتقال 5 ارهابيين ، استشهد ابي ورفاقه لينقذوا مكتب مخابرات البلقاء واستخبارات البلقاء ومبنى المحافظة في السلط ودوريا في السلط والزرقاء وجرش وتجمعات للمدنيين وبعدها تم تفجير عبوات في السلط وانتهت العملية وتم نقل جثمان ابي الى الجفر ( بحافلة عادية ) جنازة مهيبة لابي في الجفر حضرها مئات الالف وحضر أردنيون من كل الجهات وكان الكثير يقبل راسي دون ان اعلم ماذا يحدث ، حضر الباشا حسين الزيودي والد الشهيد راشد الزيودي قبلني واحتضنني رجلا لرجل ، دمعتي اختلطت بدمعته بيننا شهيد ، لبى ابي واجبه ولم يترك وراءه الا امي وغنى وامي ومحبة الاعمام ، محبة العم حاتم وبقية الاعمام ، ترك دينا ووصية ، وهائنذا ادخل المدرسة بلا لمسة حانية من يديه وبلا القرطاسية واللباس الذي طالما حدثته به ، وبلا الرتب الذي حدثني انه يطمح ان يصل اليها عقيد وعميد ولواء لكنه ذهب الى الله باعلى من كل هذه الرتب وبقي لي في كل رجل اردني هو ابي فكلهم يعرفونني الان ويعرفون غنى ، استشهد ابي في اللحظات التي ساذهب فيها الى المدرسة لابدا المشوار كما بدأه ، ارجوكم انا لست يتيما انتم لكم اب وانا كلكم ابائي وكلكم اخواني وكل واحد فيكم قريبي وحبيبي ، ابي استشهد لوطن انتم مواطنيه ، لا تسالوني من باع الوطن ،،، ابي دفع الثمن 

بتصرف : المهندس بسام ابو النصر

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023