القسم :
فلسطين - ملف شامل
نشر بتاريخ :
20/05/2025
توقيت عمان - القدس
1:05:50 PM
تواصل قوات
الاحتلال الصهيونية عدوانها الهمجي على مدينة جنين ومخيمها لليوم المئة والعشرين
على التوالي، موسعةً عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف طمس معالمه وبنيته،
مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه بشكل قاطع.
وأفادت
الأنباء الواردة بأن الاحتلال شق نحو 15 طريقًا جديدًا داخل مخيم جنين، الذي لا
تتجاوز مساحته نصف كيلومتر مربع، في دليل واضح على سياسته التدميرية الممنهجة.
ونقلت بلدية جنين تقديرات تشير إلى تدمير البنية التحتية في المخيم بشكل كامل،
بالإضافة إلى تدمير 60% من البنية التحتية في المدينة، وتدمير 120 كيلومترًا من
الشوارع، و42 كيلومترًا من الخطوط الناقلة للمياه، و99 كيلومترًا من خطوط الصرف
الصحي، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يسببها هذا العدوان.
في مساء أمس
الاثنين، اقتحمت قوات الاحتلال محيط الجامعة العربية الأميركية في جنين، ونصبت
حاجزًا في الطريق الواصل إلى قرية جلقموش شرقًا، مما تسبب في أزمة مرورية خانقة.
كما كانت مركبات الاحتلال وآلياته تتمركز قرب سكنات الجامعة الأميركية التي تأوي
النازحين من مخيم جنين، بعد إجبارهم على ترك منازلهم قسرًا منذ بدء العدوان
الهمجي.
تستمر قوات
الاحتلال في إطلاق الرصاص الحي بشكل مكثف جدًا داخل مخيم جنين، علمًا أنه فارغ من
سكانه بشكل كامل، فيما كانت قوات الاحتلال أمس الاثنين عند مدخل المخيم المعروف
بدوار الحصان. وتُظهر المشاهد القليلة التي تخرج من مخيم جنين دمارًا غير مسبوق في
المنازل وممتلكات المواطنين والبنية التحتية، مما يؤكد حجم التخريب الذي يتعرض له
المخيم.
ويكثف
الاحتلال تعزيزاته العسكرية إلى مخيم جنين ومحيطه، كما ينشر فرق المشاة بالقرب
منه، مما ينذر بمزيد من التصعيد والعدوان. واقتحم الاحتلال أمس قرية أم التوت
وخربة تلفيت إلى الشرق من جنين، ونشر فرق المشاة وداهم عددًا من المنازل، في
استمرار لسياسة الترويع والاعتداء على القرى الفلسطينية.
تشهد قرى
محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث
تُسجّل تحركات عسكرية يومية في أغلبية قرى المحافظة، إلى جانب وجود دائم لدوريات
الاحتلال وآلياته.
وتواصل قوات
الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين ومنع الوصول إليه، وسط استمرار عمليات التجريف
والتدمير داخله بهدف تغيير بنيته ومعالمه، في محاولة يائسة لطمس الهوية الفلسطينية
للمخيم.
وفقًا
لتقديرات بلدية جنين، فقد هُدم ما يقارب 600 منزل بشكل كامل في المخيم، فيما تضررت
بقية المنازل جزئيًا وأصبحت غير صالحة للسكن. كما تشهد مدينة جنين أضرارًا جسيمة
في المنشآت والمنازل والبنية التحتية، خاصة في الحي الشرقي وحي الهدف، مما يضاعف
من معاناة السكان.
لا تزال
عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح
القسري حتى الآن، إذ تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة
تجاوز 22 ألفًا، وهو ما يشكل 23% من إجمالي عدد سكان المدينة والمخيم، في كارثة
إنسانية متفاقمة.
يزداد الوضع
الاقتصادي في مدينة جنين تدهورًا مع تسجيل خسائر تجارية فادحة نتيجة العدوان الذي
أدى إلى إغلاقات كثيرة للمحلات التجارية، وتراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة
من خارجها، إلى جانب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، وتضرر عدد كبير
من المحلات التجارية وإغلاق عدد منها، خاصة في الأحياء الغربية التي تشهد شللًا
اقتصاديًا شبه كامل. وتسبب العدوان في خسارة قُدرت بشكل مبدئي بأكثر من 300 مليون
دولار، فيما تقدر البلدية أن قرابة 4 آلاف مواطن من مدينة جنين، و2000 مواطن من
المخيم فقدوا وظائفهم، في ضربة قاصمة للاقتصاد الفلسطيني.
منذ بدء
العدوان على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، ارتقى 40 شهيدًا،
إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال، في حصيلة مؤلمة تعكس وحشية الاحتلال
الصهيوني.
الحقيقة
الدولية - وكالات