من بين 602 أسير فلسطيني سيفرج الاحتلال الصهيوني عنهم السبت، ثمة 50 أسيرًا محكومين بالسجن المؤبد، و60 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، و47 أسيرًا أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد تحررهم بصفقة "وفاء الأحرار" التي جرت عام 2011، وهم كذلك من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.

وفي اتصالات هاتفية مع عائلاتهم، أبلغ عدد من الأسرى عائلاتهم بأنهم سينالون حريتهم السبت في الدفعة السابعة من صفقة "طوفان الأحرار"، بعد قرار كتائب القسام الإفراج عن 6 من أسرى الاحتلال.

وأعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، أن الكتائب قررت الإفراج -السبت- عن ستة من الأسرى الصهاينة، في إطار صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى، وهم: إيليا ميمون اسحق كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، وهشام السيد.

أسماء كثيرة من الأسرى من أصحاب المؤبدات لمعت أسماؤهم في العقود الماضية كقادة مقاومين ومطاردين، ثم أسرى ومعتقلين، ونشأت أجيال من الشعب الفلسطيني لا تعرفهم إلا بالاسم والصورة، وها هم الآن على موعد مع الحرية التي طال انتظارها.

نائل البرغوثي

من أبرز من سينعم بالحرية الأسير نائل البرغوثي، عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وأقدم أسير في العالم حسب موسوعة غينيس العالمية، بعد أن أمضى 45 عامًا في الأسر، منها 34 عامًا متواصلات.

ولد نائل صالح عبد الله البرغوثي يوم 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1957 في قرية كوبر شمال رام الله، وانخرط في خلية للمقاومة برفقة أخيه "عمر"، واعتقل لأول مرة في 18/12/1977، وحُكم عليه بالسجن 3 أشهر، وأعيد اعتقاله بعد 14 يوما من الإفراج عنه بتهمة مقاومة الاحتلال برفقة ابن عمه فخري، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد و18 عامًا بتهمة قتل ضابط صهيوني، وحرق مصنع زيوت وتفجير مقهى في القدس.

وخلال اعتقاله، غيّر البرغوثي انتماءه من حركة "فتح" إلى حركة "حماس"، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم إبرام العديد من صفقات تبادل الأسرى، قبل أن يفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار".

بعد الإفراج عنه، تزوج بالأسيرة المحررة إيمان نافع، وأعاد الاحتلال اعتقاله من جديد يوم 18/6/2014 في إطار حملة اعتقالات واسعة استهدفت كثيرًا ممن تم إطلاق سراحهم في صفقة "وفاء الأحرار"، وحكم عليه بالسجن 30 شهرًا، ورفض الاحتلال الإفراج عنه بعد قضائه مدة محكوميته وأعاد حكمه السابق، أي المؤبد و18 عامًا.

عبد الناصر عيسى

ولد عبد الناصر عطا الله شاكر عيسى في مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس في 1/10/1968، والتحق بجماعة الإخوان المسلمين على يد الشهيد جمال منصور عام 1983، وانتمى لحركة "حماس" فور انطلاقها، وشارك في أنشطتها وفعالياتها في مقاومة الاحتلال، ونشط في صفوف الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح وأصبح مسؤولها الأول.

انتمى عيسى لخلية عسكرية تابعة لحركة حماس داخل مخيم بلاطة عام 1988، ثم انضم لصفوف كتائب القسام عام 1994، وتواصل مع الشهيد محمد الضيف في غزة، والتصق بالشهيد المهندس يحيى عياش، وتنقل سرًا بين الضفة وقطاع غزة، وتعاون مع الشهيد محيي الدين الشريف، وساهم في تشكيل عددٍ من الخلايا العسكرية التي نفذت عمليتين استشهاديتين بحافلتين في "رمات غان" قرب تل ابيب و"رمات أشكول" بالقدس المحتلة في صيف عام 1995.

أصيب عيسى برصاص الاحتلال مرتين؛ الأولى عام 1982، والثانية عام 1988، واعتقلته قوات الاحتلال أول مرة عام 1986، والثانية عام 1988 لمدة عامين ونصف، كما هدم الاحتلال منزله واعتقله للمرة الثالثة عام 1993 لمدة عام كامل، وحرمه من إتمام دراسته في جامعة النجاح، وطارده لمدة عام، واعتقله في مدينة نابلس في 19/8/1995، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، وقد حاول الفرار من سجن "عسقلان" عبر حفر نفق داخل غرفته.

يعتبر عيسى من قادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وساهم في تشكيل أول هيئة قيادية عليا لأسرى "حماس" في السجون، وانتخب رئيسًا لها عام 2005، ويعتبر من مهندسي وثيقة الأسرى عام 2006، كما انتخب منسقًا عامًا للهيئة ونائبًا للرئيس في الدورة السادسة بين عامي 2015-2017، ويترأس اللجنة السياسية في الهيئة منذ عام 2019.

نال عيسى درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة "تل أبيب المفتوحة" عام 2007 وهو في الأسر، ودرجة الماجستير في دراسات الديمقراطية من نفس الجامعة عام 2009، ودرجة الماجستير الثانية في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2014، ونشر عددًا من الكتب والدراسات والأبحاث المحكَّمة.

عثمان بلال

يعتبر الأسير عثمان سعيد بلال أحد قادة خلية نابلس في كتائب القسام، واعتقله الاحتلال عام 1995 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

ولد الأسير بلال عام 1975، وانتمى لحركة "حماس" في الانتفاضة الأولى، والتحق مبكرا بالعمل العسكري من خلال كتائب الشهيد عبد الله عزام التابعة لحماس، والتي أدمجت لاحقًا بكتائب القسام.

واعتقل للمرة الأولى في العام 1993، وخضع لتحقيق قاس استمر ثلاثة شهور، وحكم عليه بالسجن عامًا واحدًا، وتعرض عام 1994 لمحاولة اغتيال على يد قوة من المستعربين وسط نابلس، وأصيب بجراح خطيرة بكتفه.

كان "بلال" الساعد الأيمن للأسير القائد عبد الناصر عيسى الذي كان يقود إحدى الخلايا العسكرية تحت إشراف مباشر من المهندس يحيى عياش والقائد محمد الضيف، واعتقل من منزله في 19/8/1995 بالتزامن مع اعتقال القائد عيسى.

والأسير "بلال" سليل عائلة مقاومة مضحية، فوالده الشيخ الداعية الراحل سعيد بلال، أحد رجالات الرعيل الأول للإخوان المسلمين في فلسطين، والذي دخل السجون الاحتلال بسبب نشاطه المقاوم، وهو كذلك شقيق الأسير معاذ المحكوم بالمؤبد 27 مرة.

وخلال سنوات اعتقاله، أكمل بلال تعليمه، والتحق بالجامعة العبرية المفتوحة لدراسة العلوم السياسية، لكن إدارة السجون عرقلت إكمال دراسته، فلم يستسلم واستطاع انتزاع شهادة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الأقصى بغزة.

هيثم البطاط

يعتبر الأسير هيثم إسماعيل عبد الفتاح البطاط من بلدة الظاهرية شمال الخليل، أحد قيادات الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، وقد اعتقل بتاريخ 12/10/2005، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، واتهمه الاحتلال بقيادة مجموعة عسكرية تتبع كتائب القسام.

قام بتنفيذ عدة عمليات إطلاق نار على المستوطنات وزرع عبوات وتصنيع وتجهيز استشهاديين، وكان يخطط لخطف جندي صهيوني لمبادلته بالأسرى، وأصدرت بحقه محاكم الاحتلال حكمًا بالسجن المؤبد مرتين.

وتعرض الأسير البطاط خلال سنوات اعتقاله إلى العديد من الانتهاكات والمضايقات من إدارة السجون، وحرم من الزيارة لعدة سنوات، وتم عزله انفرادياً أكثر من مرة، كما تعرض لعمليات نقل من سجن لآخر عشرات المرات بهدف التضييق والتنكيل به.

عمار الزبن

يعد الأسير عمار عبد الرحمن حماد الزبن من أصحاب أعلى المحكوميات في سجون الاحتلال، اعتقله الاحتلال عام 1998 وأصدر بحقه حكمًا بالسجن المؤبد 27 مرة إضافة إلى 25 عامًا.

ولد عمار عبد الرحمن حماد الزبن في مدينة نابلس في 15/1/1975، وانتمى لحركة "حماس"، والتحق بكتائب القسام، وأصبح عضوًا في خلية "شهداء من أجل الأسرى" القسامية، التي كان هدف تأسيسها استهداف قوات الاحتلال والمستوطنين، وأسر جنود من قوات الاحتلال من أجل مبادلتهم بالأسرى.

ونفَّذت هذه الخلية عدة عمليات ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، منها: العملية الاستشهادية المزدوجة في سوق "محنيه يهودا" في القدس المحتلة في تموز/ يونيو عام 1997، والعملية الثلاثية في شارع "بن يهودا" في القدس المحتلة في سبتمبر/أيلول عام 1997، كما حاولت خطف جندي في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1997.

تعرض الزبن للاعتقال ثلاث مرات، كانت الأولى عام 1992، وحكم عليه بالسجن سنتان ونصف، وكان اعتقاله الثاني بعد استشهاد شقيقه بشار عام 1994، وأمضى ستة أشهر، واعتقل أخيرا في 11 يناير/ كانون الثاني 1998، أثناء عودته من الأردن.

أكمل الزبن تعليمه داخل سجون الاحتلال وحصل على الثانوية العامة، ثم درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ثم درجة الماجستير في التخصص نفسه من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2022، والتحق ببرنامج للدكتوراه، وكتب عددا من الروايات.

ويعتبر الزبن أول أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يخوض تجربة تحرير النطف، وقد أنجبت زوجته بهذه الطريقة طفليهما مهند وصلاح الدين عامي 2012 و2014، وكان قد رزق قبل اعتقاله بطفلتين.

وخلال اعتقاله استشهدت والدته خلال مشاركتها في إضراب عن الطعام تضامنا مع الأسرى المضربين عام 2004، وتوفي والده في العام نفسه، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه في كل صفقات التبادل والاتفاقات السياسية التي تلت اعتقاله.

كفاح حطاب

يعتبر الأسير الكابتن كفاح حطاب (64 عامًا) من طولكرم، من قادة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، اعتقل عام 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين.

وقبل اعتقاله، كان حطاب يعمل طيارا، حيث التحق بالطاقم الجوي للرئيس الراحل ياسر عرفات، وهو يحمل رتبة عقيد وتخرج من مدرسة الطيران اليوغسلافية.

وخاض الأسير حطاب العديد من الإضرابات لانتزاع أبسط حقوقه، وإجبار إدارة سجون الاحتلال على معاملته كأسير حرب وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بالأسرى.

وكان حطاب من أول الأسرى الذين رفعوا مطلب الأسرى، باعتبارهم أسرى حرب، وشكلت هذه المواجهة بالنسبة للأسير حطاب هدفًا سعى له على مدار سنوات اعتقاله الماضية، وتعرض للعديد من العقوبات، والتهديد والتضييق والعزل.

والأسير حطاب متزوج وله ابنة وابن، وتمكّن خلال أسره من استكمال دراسته، وحصل على الشهادات العليا.

علاء الدين البازيان

يعد الأسير علاء الدين أحمد رضا بازيان من عمداء الأسرى في سجون الاحتلال حيث أمضى في السجون ما يزيد على 41 عاما، وعند الإفراج عنه السبت سيكون الأسير الوحيد الذي تحرر في ثلاث صفقات لتبادل الأسرى.

ولد بازيان في البلدة القديمة بالقدس المحتلة بتاريخ 27/6/1958، وهو متزوج وله ابنتان.

انخرط بازيان في صفوف المقاومة الفلسطينية في سبعينات القرن الماضي، وأصبح جزءا من خلية فدائية تابعة لحركة "فتح"، قامت بعدة عمليات منها قتل مستوطنة في شارع نابلس بالقدس المحتلة في أبريل/ نيسان عام 1986.

عانى بازيان في مسيرة حياته؛ إذ انفجرت فيه عبوة ناسفة أثناء إعدادها في إبريل/ نيسان عام 1979 أدت إلى فقدانه البصر، واستئصال جزء من كبده وإصابته في قدمه، واعتقل وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، خُفضت لاحقا إلى سنتين، ثم اعتقل مجددا عام 1981، وحكم عليه بالسجن 20 عاماً، وأفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى التي قادتها الجبهة الشعبية – القيادة العامة عام 1985.

واعتقل للمرة الثالثة في 29/4/1986، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وبقي في سجون الاحتلال إلى أن أفرج عنه في صفقة "وفاء الأحرار" في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، وأعاد الاحتلال اعتقاله في 18 يونيو/ حزيران 2014، وأعادت إليه محاكم الاحتلال حكم المؤبد مجددا.

بلال أبو غانم

اعتقل الأسير المقدسي بلال عمر محمود أبو غانم من بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة، في 13/10/2015 بعد إصابته بالرصاص خلال تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار مزدوجة داخل حافلة في مستوطنة "أرمون هنتسيف" فيما استشهد رفيق دربه الشهيد بهاء عليان، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد ثلاث مرات مضافا لها 60 عاما، وفرضت عليه المحكمة تعويضات مالية لعائلات القتلى والجرحى بقيمة مليون و900 ألف شيكل.

وخلال جلسة محاكمته، رفض الوقوف أمام القاضي فعوقب بسنوات إضافية، وقال للقاضي: "ما فعلناه رد على اعتداءاتهم بحق نسائنا وأقصانا".