نشر بتاريخ :
22/02/2025
توقيت عمان - القدس
9:50:01 AM
بحزن عميق تلقى الطالب هيثم أبو شنب
إخطارا من جامعة أنقرة تفيد بخسارته لمنحة كان قد حصل عليها لدراسة الطب البشري،
وذلك بسبب انتهاء المهلة الممنوحة له أكاديميا لاستكمال إجراءات الانتساب المحددة
في النظام الأكاديمي، ولكن إغلاق الاحتلال حال دون تمكنه من السفر لاستكمال
إجراءات تسجيله.
هيثم هو واحد من مئات الطلبة الذين
حصلوا على منح دراسية في جامعات دولية، ولكنهم خسروها، وفقدوا حقهم في إكمال
دراستهم في جامعات الخارج، بسبب استمرار الاحتلال إغلاق معبر رفح، دون اكتراثه
بحقوق الطلبة في الحصول على حقهم الطبيعي بإكمال مشوارهم التعليمي.
تفيد منصة "شبكة أمل طلاب
غزة"، أن عدد الطلاب في غزة المقيدين في جامعات دولية يزيد عن ألف وخمسمائه
طالب وطالبة، منهم تسعون طالبا زاروا غزة صيف العام 2023، ولكنهم لم يتمكنوا من
مغادرة القطاع بسبب اندلاع الحرب واستمرار الاحتلال في إغلاق المعابر، رغم
المطالبات المتكررة التي وجهوها لمنظمات دولية بضرورة مراعاة الظروف الاستثنائية
لهؤلاء الطلبة.
تفيد المنصة بأنه في العام الأول
للعدوان خسر خمسين طالبا منحته الدراسية بسبب تعذر السفر، وحال استمر إغلاق
المعابر قد يفقد غالبية الطلبة العالقين في القطاع منحهم الدراسية.
تشير الطالبة إسراء كراجة المسؤولة عن
منصة "شبكة أمل طلاب غزة" وصاحبة المبادرة، أن "العشرات من الطلبة
العالقين في القطاع كانوا على وشك التخرج، معظمهم أتم ثلاث وأربع وخمس سنوات في
دراسته بالخارج، وما تبقى له سوى بعض المساقات لإتمام إجراءات التخرج، ولكن إغلاق
الاحتلال للمعابر يحول دون ذلك".
تضيف كراجة لـ"قدس برس"
"تواصلنا مع جهات حقوقية إقليمية ودولية في محاولة لتدويل قضية الطلبة
العالقين بالقطاع، وتلقينا وعودات بطرح قضيتنا أمام الاحتلال لإنهائها، إلا أن
الاحتلال لم يكترث بمطالبنا، ضاربا بعرض الحائط كل التعهدات بإنهاء هذه القضية رغم
أنها تمس بمستقبل آلاف الطلبة".
مبادرات فردية ومجتمعية ولكنها دون
المطلوب
خلال أشهر العدوان، تمكن الوسطاء من
الضغط على الاحتلال لفتح معبر رفح، الذي عمل جزئيا لسفر الأفراد، خلال الفترة
الممتدة ما بين يناير/ كانون الثاني وحتى 6 من مايو/ أيار 2024، وقد استغل بعض
الطلبة هذه الانفراجة، وقاموا بإجراء تنسيق فردي للسفر، من خلال دفع رشاوي
للمخابرات المصرية لتسهيل سفرهم تراوح في حينه من (5-8 آلاف دولار) للفرد الواحد.
أما على المستوى المجتمعي فقد أطلق
التيار الإصلاحي الديمقراطي مبادرة يتيمة لتسهيل السفر للطلبة العالقين، واستفاد
نحو 80 طالبا وطالبة وتمكنوا من السفر خارج القطاع، ولكن هذه الجهود ظلت قاصرة
بالنظر للعدد الكبير من الطلبة.
تفيد الطالبة داليا الهباش التي خسرت
منحة كانت قد حصلت عليها لدراسة الطب البشري في جامعة الأزهر بمصر، "لقد تبدد
حلمي، فقد سعيت جاهدة حينما كنت في الثانوية العامة للحصول على معدل يسمح لي
بالمنافسة على منحة لدراسة الطب، وبعد أن حصلت عليها، حال المعبر دون تمكني من
اتمام إجراءات التسجيل فخسرتها وقد لا أتمكن من تعويض هذه الفرصة مجددا".
تضيف لـ"قدس برس" "لا
أعلم حتى هذه اللحظة ما هو مصيري، فجامعات غزة قد دمرت، ولا أمل بعودة الدراسة
إليها على الأقل خلال السنوات الثلاثة القادمة، وخلال هذه الفترة سيبقى مستقبلي
معلقا لحين الحصول على منحة دراسية جديدة".
واقع المنح الدراسية لطلبة غزة.
تمثل الدراسة في الخارج حلما بالنسبة
لطلبة القطاع، حيث ينافس آلاف الطلبة سنويا للحصول على منح للدراسة تؤهلهم للدراسة
في جامعات الخارج، على اعتبارها أنها فرصة قد لا تتكرر بالنسبة لهم ولذويهم على حد
سواء للتخفيف من الأعباء المالية المرتبطة بالدراسة الجامعية داخل أو خارج القطاع.
تتركز المنافسة بين الطلبة للحصول على
منح دراسية في جامعات أوروبية أو تركية على وجه الخصوص، والتي عادة ما تكون شاملة
من ناحية توفر السكن وتغطي كامل الرسوم الدراسية بالإضافة لتغطية تكاليف السفر
والإقامة، حتى أن بعض المنح تمنح الطلبة راتبا شخصيا، بالإضافة لميزة أنها قد توفر
فرص عمل بشكل أسرع بعد التخرج بسبب إزالة قيود اللغة ومعرفة الطالب بقوانين
الدولة.
وتبلغ حصة غزة من المنح الخارجية نحو
500 منحة دراسية سنويا، يتم الإعلان عنها من قبل وزارة التربية والتعليم العالي،
وبعضها تمنح من خلال مؤسسات دولية كالمنح التي تقدمها السفارة الأمريكية في القدس،
بالإضافة لتخصيص بعض الدول أهمها اندونيسيا وتركيا والجزائر حصة من مقاعدها لطلبة
غزة سنويا.
وتسببت حرب غزة بمصير مجهول ينتظر أكثر
من 100 ألف طالب جامعي، بعد أن دمر الاحتلال بشكل كلي 5 من أصل 6 جامعات في
القطاع، و17 كلية متوسطة.
يُذكر أن العدوان على قطاع غزة، بين 7
تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، أسفر عن استشهاد وإصابة نحو
160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.
الحقيقة الدولية - وكالات