نشر بتاريخ :
15/12/2024
توقيت عمان - القدس
3:53:31 PM
الحقيقة الدولية - تُعد ماعز البور
واحدة من أشهر سلالات الماعز في العالم، وقد اكتسبت شعبيتها بفضل مزيج فريد من
الخصائص الجسدية والإنتاجية التي تجعلها خيارًا مثاليًا لمربي الماشية الباحثين عن
إنتاجية عالية وجودة فائقة. ويقول مربي ماعز البور يوسف صالح الحربي نشأت هذه السلالة في جنوب إفريقيا، لكنها
انتشرت على نطاق واسع لتغطي دولًا عديدة مثل أستراليا ونيوزيلندا والولايات
المتحدة وكندا والمملكة المتحدة، وغيرها.
الحجم والقوة: خصائص جسدية متميزة
تتمتع ماعز البور بحجم كبير يميزها عن
باقي السلالات. يصل وزن الذكر البالغ إلى حوالي 160 كغ، بينما تزن الأنثى ما يصل
إلى 110 كغ. هذا الحجم الكبير لا يعكس فقط قوة هذه السلالة، بل يشير أيضًا إلى
قدرتها على إنتاج كميات وفيرة من اللحم بجودة عالية. ويضيف يوسف الحربي كما أن جسمها الممتلئ وشعرها
القصير يجعلها أكثر مقاومة للتحديات البيئية، وهي سمة أساسية تساعدها على التكيف
مع المناخات المختلفة.
إنتاجية فائقة: خصوبة وكفاءة لا مثيل
لهما
تُعد الخصوبة العالية لماعز البور
واحدة من أبرز ميزاتها. ويوضح يوسف الحربي من خلال تجربته في مزرعة البور
النقية تستطيع أنثى ماعز البور الإنجاب
مرتين خلال ثلاث سنوات، وهو معدل مذهل مقارنة بالسلالات الأخرى. كما أن إنجاب
التوائم شائع جدًا بين هذه السلالة، مع إمكانية إنجاب ثلاثة مواليد في بعض
الحالات. هذه الخصوبة العالية تُسهم بشكل كبير في زيادة الإنتاجية، مما يجعل ماعز
البور استثمارًا مربحًا للمربين الذين يسعون إلى تعظيم أرباحهم.
بالإضافة إلى ذلك، يضيف يوسف
الحربي تتميز هذه السلالة بسرعة اكتساب
الوزن، مما يعني أنها تصل إلى مرحلة الذبح في وقت أقل مقارنة بالسلالات الأخرى.
هذا العامل يجعلها خيارًا اقتصاديًا ممتازًا لإنتاج اللحوم، خاصة في المناطق التي
تعاني من محدودية الموارد الغذائية.
استخدامات متعددة: تحسين السلالات
والإنتاج
يقول الحربي لا يقتصر دور ماعز البور على إنتاج
اللحوم، بل إن لها دورًا هامًا في تحسين جودة لحوم السلالات الأخرى المنتجة
للحليب. يتم استخدام ذكور ماعز البور للتزاوج مع إناث السلالات الأخرى، مما يؤدي
إلى تحسين نوعية اللحوم وزيادة كميتها، وهو أمر مفيد جدًا للمربين الذين يسعون إلى
تطوير قطيعهم.
التكيف البيئي: قوة البقاء في ظروف
صعبة
تمتاز ماعز البور بقدرتها الكبيرة على
التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، وخاصة في المناطق ذات الموارد الغذائية
المحدودة. ويشير يوسف الحربي على الرغم من
حجمها الكبير، إلا أنها لا تتطلب رعاية خاصة أو عمليات حلب أو جز للصوف. كما أنها
قادرة على البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا
للمناطق الجافة وشبه القاحلة. تقضي ماعز البور وقتًا طويلًا في الرعي، مما يساعد في
تحسين استغلال الأراضي التي يصعب زراعتها أو استخدامها لتربية أنواع أخرى من
الماشية.
العمر الإنتاجي: استمرارية طويلة الأمد
تتمتع ماعز البور بمتوسط عمر يتراوح
بين 7 و8 سنوات بحسب الحربي ، وهو ما يوفر للمربين فترة زمنية كافية للاستفادة من
خصوبتها العالية وجودة إنتاجها. ومع ذلك، فإنها في السنوات الأخيرة من حياتها قد
تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، مما يتطلب عناية إضافية لضمان سلامتها.
استثمار اقتصادي مستدام
بالنظر إلى جميع هذه الصفات، تعتبر
ماعز البور واحدة من أكثر السلالات كفاءة من حيث التكلفة والإنتاجية. ويضيف يوسف
الحربي فهي لا توفر فقط لحمًا عالي الجودة
بكميات كبيرة، بل تساعد أيضًا في تحسين إنتاجية السلالات الأخرى. هذا يجعلها
خيارًا لا غنى عنه للمربين الذين يسعون إلى تحقيق عائد اقتصادي مرتفع مع تقليل
التكاليف التشغيلية.
في النهاية، يقول يوسف الحربي ماعز البور ليست مجرد حيوان إنتاجي، بل هي
نموذج للاستدامة والكفاءة في قطاع تربية الماشية. بفضل مزاياها المتعددة، أصبحت
هذه السلالة محط أنظار المربين في مختلف أنحاء العالم، وحلًا مثاليًا لتحديات
إنتاج اللحوم في ظل الموارد المحدودة.