القسم : منوعات عامة
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 14/07/2024 توقيت عمان - القدس 1:31:28 PM
في العراق "جماعة القربان" تقتل أعضاءها تقربا للإمام علي!
في العراق "جماعة القربان" تقتل أعضاءها تقربا للإمام علي!


أثارت "جماعة القربان" في العراق اهتماما في الأوساط المجتمعية والأمنية، لكونها حركة دينية فكرية منحرفة تشجع أعضاءها على الانتحار، كقربان للإمام علي "رض" وذلك ضمن الحركات المتطرفة والشاذة التي تكاثرت في العراق بعد 2003 مستغلة أجواء الفوضى والانفلات والصراع الطائفي.

 

وضمن الإجراءات الاستباقية قبيل بدء مراسم إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين "رض" هذه الأيام، شنت السلطات الأمنية في العديد من محافظات العراق، حملة لمطاردة واعتقال أعضاء "جماعة القربان".

فقد أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي اختراق "حركة القربانيون" أو "العلي اللهية" واعتقال أكثر من 30 عنصرا منهم في محافظات واسط والبصرة وذي قار، وذلك بعد تسجيل 5 حالات انتحار في صفوفهم وبأعمار تحت 22 عامًا، حيث يقومون بالانتحار بـ"القرعة" قربانًا للإمام علي فيما ذكر بيان لوكالة الاستخبارات الاتحادية العراقي، الجمعة الماضية، أن الاعتقال نفذ وفقا "لتوجيهات وزير الداخلية بما يتعلق بمتابعة الحركات والجماعات المنحرفة" مضيفا أن القوات الأمنية ألقت القبض على أربعة أشخاص من "جماعة القربان" في قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار جنوبي العراق.

وكانت محافظة ذي قار، شهدت في نيسان/أبريل الماضي، وقوع العديد من حالات الانتحار من قبل شباب من جماعة "القربان" منها ثلاث حالات انتحار شنقا في حسينية تقع في قضاء سوق الشيوخ في المحافظة.

كما أعلنت مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية، اعتقال مسؤول في تلك الحركة الدينية المتطرفة جنوبي العراق. وذكر بيان للمديرية: "ألقت مفارز مديرية الاستخبارات القبض على مسؤول حركة "العلي اللهية" في محافظة ذي قار لحظة تواجده في قضاء الحمزة الشرقي متوجها إلى محافظة كربلاء". وأضاف: "بعد التحقيق معه اعترف المتهم صراحة قيامه بقتل شخصين حسب اعتقاده قربانا لله تعالى ينتميان للحركة نفسها".

وفي السياق ذاته، شنت الأجهزة الأمنية حملة لملاحقة جماعة القربان، في مناطق متفرقة من السماوة مركز محافظة المثنى جنوب العراق، وأسفرت الحملة عن اعتقال بعض العناصر المنتمين إلى الجماعة، وأجرت تحقيقات معهم، على خلفية وقوع العديد من حالات الانتحار في المحافظة بينهما حالتان لشابين شقيقين خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وتأتي هذه التحركات الأمنية ضمن محاولات الحكومة القضاء على جماعة القربان، بعد صدور توجيهات من جهات عليا بملاحقة أعضاء الجماعة في محافظات الوسط والجنوب خوفا من تحولها لجماعات مسلحة تضم إليها المزيد من الشباب، وتضر بالجانب الأمني في البلاد خصوصا مع بدء إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين "ع" هذه الأيام.

 

عقيدة طائفية منحرفة

 

وحسب مصادر مطلعة متعددة، فإن جماعة القربان، التي بدأت في محافظة ذي قار وانتشرت إلى المحافظات الجنوبية، تتبنى فكرة الانتحار لأسباب عقائدية بطريقة إجراء القرعة بين أعضائها ودفع الشخص الذي يخرج اسمه في القرعة للانتحار، حيث تم تسجيل عدة حالات انتحار بهذه الطريقة أغلبهم مراهقين من الفقراء وسكنة العشوائيات من غير المتعلمين. ويعد المراقبون والسلطات هذه الحركة، بانها جماعة تكفيرية منحرفة لانها تدعي بان الإمام علي "رض" هو الإله.

وقد أثار ظهور هذه الحركة ردود أفعال وقلقا واسعا في الأوساط الشعبية والأمنية.

المدرس النجفي حسن الحلفي تحدث لـ"القدس العربي " عن ظاهرة القربانيين قائلا: "إن عقيدة الجماعة غير واضحة حتى اللحظة وهي من الفرق الباطنية المرتبطة بالفكر الشيعي وتعرض حياة أعضاءها من الشباب للخطر من خلال تشجيعهم على الانتحار".

وأكد أن ضعف الثقة بالدولة واليأس من إحداث التغيير وإصلاح الأوضاع المتدهورة، وانتشار التطرف والمخدرات، يدفع الشباب نحو اعتناق الحركات المنحرفة مثل "قربانيون" منوها إلى أن "خطورة هذه الحركة هو تحدٍ فكري وليس أمنيا كما تروج له وزارة الداخلية، ويجب أن تقوم المؤسسات الدينية والاجتماعية، بدورها في التوعية بالمخاطر الفكرية لهذه الحركات التي تستغل المناسبات الدينية (الشيعية) في العراق لنشر أفكارها متأثرة بالفرق المنحرفة الموجودة ببعض الدول ومنها إيران".

وشدد المصدر "أن ضعف الثقة بالدولة والقمع الذي قابلت به الحركات الاحتجاجية، ومنها ما حصل في انتفاضة تشرين 2019 هو الذي جعل الشباب يتجه لاعتناق هذا الفكر كنوع من التحدي والرفض لسياسة القوى والأحزاب السياسية والدينية المتحكمة بالسلطة".

وعن جذور هذه الحركات في العراق، أشار الحلفي إلى "أن ظهور هذه الجماعات يعود إلى عقود مضت، وخاصة خلال فترة المرجع الديني الراحل محمد محمد صادق الصدر، الذي تبرأ منهم في حينها، إلا أن القربان وجماعات أخرى عادت للظهور، في الفترة التي تلت الاحتلال الأمريكي عام 2003". وكان مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، أعلن عن 70 حالة انتحار في المحافظة منذ بدء العام الحالي، فيما حذر من ظهور تنظيم خطير يدعى (جماعة القربان) التي تدعو أعضاءها للانتحار.

أما الناشط عدي الزيدي، فقد شكك برواية الحكومة العراقية حول جماعة القربان والتي قالت فيها إن أكثر من 150 شخصا انتحروا قربانا للإمام علي، حسب قوله. ويقول الزيدي على موقعه في X إن "ما يجري لمحافظة ذي قار هو نفسه ما حصل لشقيقتها الفلوجة، فالذيول يحاولون تشويه صورة أهلها الثوار وهذا ما حصل لما يسمى بجماعة القربان".

 

حركات دينية متطرفة

 

والحقيقة أن جماعة القربان المتطرفة ليست الأولى التي ظهرت في العراق بعد 2003 للتعبير عن رفض واقع البلد، حيث برزت حركات شيعية متطرفة عديدة. ففي عام 2007 ظهرت جماعة "جند السماء" كحركة متطرفة مسلحة في منطقة "الزركة" قرب محافظة النجف وادعى مؤسسها ضياء الكرعاوي أنه الإمام المهدي المنتظر. وأعلنت السلطات الأمنية وقتها أن هذه الجماعة تنوي السيطرة على مدينة النجف بالتزامن مع ذكرى إحياء عاشوراء، وشنت القوات الأمنية حملة للقضاء عليها بمساندة القوات الأمريكية في عملية أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى بين عناصر الحركة.

أما حركة "أولاد الله" في الجنوب التي نشطت ما بين الأعوام 2005 و2009 فإنها كانت تنتقد المراجع الشيعية ورفعت شعار "عقل الشخص هو مرجعه" وان "لا حاجة لأن يكون هناك من يحدد له حياته وخياراته في الحياة" وقد قوبلت جميع تلك الحركات بالقمع.

ويتفق المراقبون على أن الظروف الحالية السائدة في العراق تشكل أرضية مناسبة للحركات الفكرية الشاذة والمنحرفة التي تستغل وجود تيار شعبي رافض للواقع السلبي من فقدان للعدالة وهيمنة الأحزاب وانتشار المخدرات مع ضعف الوعي الديني والثقافي، وبالتالي فإن هذه الحركات تتطلب جهدا شعبيا ورسميا، لتحديد أسبابها ووضع الحلول لها، حيث أن أي فكرة منحرفة مهما كان تأثيرها محدودا، فإنها تشكل خطرا على المجتمع، خاصة مع تكرار بروز تلك الحركات المنحرفة، ولجوء الكثير من الشباب إليها رغم أن بعضها تنتهي بالانتحار كما يحدث في جماعة القربان، التي تعد أحد أشكال اليأس وانعدام الأمل بحصول تغيير أو إصلاح للأوضاع المتدهورة في البلاد.

الحقيقة الدولية  - وكالات

Sunday, July 14, 2024 - 1:31:28 PM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023