بقلم: صابرين أبو شاويش
إن المبادئ اِلأساسية لحقوق الإنسان، التي وردت لأول مرة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، من قبيل العالمية والترابط وعدم التجزئة والمساواة والبعد عن التمييز، إلى جانب شمول حقوق الإنسان في وقت واحد لكل من الحقوق والالتزامات المتصلة بأصحاب الحقوق والمسؤولين، قد تكررت في العديد من اتفاقيات وإعلانات وقرارات حقوق الإنسان الدولية. ومن الملاحظ اليوم أن كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قد وقعت، على أقل تقدير، معاهدة واحدة من معاهدات حقوق الإنسان الدولية الأساسية، وأن ثمانين في المائة من هذه الدول قد صدقت على أربع معاهدات أو أكثر، مما يوفر تعبيراً ملموساً عن عالمية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعن حقوق الإنسان الدولية.
يتعرض الافراد في جميع انحاء العالم لانتهاك الحقوق والحريات الأساسية رغم ما تدعو له هيئات دولية لحماية حقوق الانسان ولكن بشكل سنوي تنشر تقارير سنوية تتضمن ارقام غير مسبوقة لانتهاكات الحقوق حول العالم.
ويواجه العديد من المدافعين والناشطين الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني العديد من التحديات والمخاطر التي تعرضهم للملاحقة والاعتقال التعسفي في بلدانهم.
.
تجسد الحروب أبشع الانتهاكات للجماعات والافراد المدنيين في كل انحاء العالم وخاصة لاسيما الوطن العربي مما ادي الي تدهور أوضاع حقوق الانسان كما تشهد سوريا بكل ما تتعرض له من مخاطر وقتل وتجويع وتعذيب وحرمان وهجرة للحصول على مكان امن ولكن للأسف تتعرض أكثر من ثلثي السفن البحرية التي تقل المهاجرين للموت في عرض البحر.
كما لا ننسي قضية فلسطين التي تحمل طابعا خاصا في سجل انتهاكات حقوق الانسان منذ بداية النكبة وحتي الان فقضية اللاجئين الفلسطينيين داخلها وخارجها مسلوب جميع مجالات حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وانتهاك الحق في التنقل والسفر والانتهاكات الإسرائيلية للفلسطينيين التي تستخدم شتي وسائل انتهاك الحقوق ضد المواطنين من قتل وتدمير واغلاق المعابر وهي المنافذ الرئيسية لسبل الحياة واسر المواطنين بعد اتهامهم بتهم مزعومة تقتضي بحبسهم سنوات طويلة وحرمانهم ابسط حقوقهم حتى داخل السجون.
لم يقتصر انتهاك حقوق الانسان فقط على حرمان الفرد حقوقه الشخصية بل تعدي انتهاك لحرية التعبير والراي والاعلام وتكميم الأفواه حتى لا تنقل الحقيقة للعالم ليشهدها واكتظاظ السجون بالمتظاهرين والمعارضين للسلطة وانتقاد القوانين القمعية التي قضت على حرية التعبير اضافة الى المحاكمات غير العادلة.
هل أصبحت المتاجرة بالدم وسيلة لفرض السلطة وتحقيق غايات حكومات الدول العظمي التي نادت بحقوق الانسان هي اول من انتهكت هذه الحقوق لقد عاش الغرب ينتهك حقوق الانسان عبر التاريخ وأصبحت دول العالم الثالث بلادا محفوفة بالمخاطر والمطامع الدولية.
إن على جميع الدول تحقيق السلام ما استطاعت، لكن الحقيقة واجبة مهما تكون الظروف ولزاما عليها ان تعمل بما نادت له لحماية حقوق الانسان.