وزير الدفاع الصهيوني يبلغ نظيره الاميركي ببدء هجوم عسكري في رفح رئيس الوزراء يتفقد سير العمل في مشروع حافلات التردد السريع بين عمان والزرقاء الغرامة لـ "زوجين" لم يرسلا طفليهما إلى المدرسة وتسببا برسوبهما مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى مجمع اللغة العربية ينتخب أعضاء المكتب التنفيذي اتحاد المزارعين: الوزارة لم تشاركنا الرأي قبل تحديد سقوف سعرية للدجاج الطازج.. فيديو فريق وزاري يتابع إنجازات محافظة جرش خلال الـ 25 عاما الماضية تدهور شاحنة على اتوستراد المفرق الزرقاء الأونروا: الهجوم على رفح يعني المزيد من المعاناة والوفيات قوات الاحتلال تعتقل 15 فلسطينيا من الضفة وارتفاع عدد المعتقلين إلى 8590 معتقلا أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الاثنين جيش الاحتلال يطلب إخلاء سكان بعض مناطق رفح أجواء باردة نسبيا وسط أمطار في شمال ووسط المملكة خبير اقتصادي: حزمة المساعدات المالية الأوروبية للبنان "إهانة" القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وفاة فتاة قاصر

القسم : بوابة الحقيقة
اختيـــار الطلبـــة لدراســـة الطــــب
نشر بتاريخ : 1/20/2018 3:09:29 PM
الدكتور فايز أبو حميدان

بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

من المتعارف عليه ان اختيار طلبة التوجيهي لدراسة الطب يتم في أكثر الأحيان وفق معيار واحد وهو المعدل العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) وهو ما يسمى باللاتينية " Numerus clausus "، وبعض الحالات يتم ذلك بحصولهم على مِنَح دراسية لها علاقة بالديوان الملكي الهاشمي العامر أو مهنة الابوين التي لها علاقة بالوظائف الحكومية فمن خلالها يحصل الأبناء على مكارم الجيش والمعلمين وهناك منح دراسة مرتبطة بمناطق السكن النائية أو الأقل حظاً كمكارم المخيمات، وأحياناً أخرى قد يلتحق الطلبة بدراسة الطب وفق النظام الموازي أي ان أهل الشاب يتكفلون بدفع نفقات التعليم الباهظة الثمن والتي تتعدى في بلادنا الكثير من دول العالم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أسس الاختيار والقبول الجامعي صحيحة وتكفل تخريج أطباء ذو كفاءة علمية ويتحلون بأخلاقيات طبية حسنة وملائمة لمهنة إنسانية ﻭﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﻭﻋﻠﻤﻴﺔ كهذه؟ أم انه يتوجب علينا مراعاة عوامل وضوابط وأسس أخرى فيما يخص مسألة القبول الجامعي لطلبة الطب ؟؟!

نحن نعترف بوجود أطباء بكفاءة عالية في بلادنا ويتحلون بأخلاق حميدة، ولكن يجب أن لا يكون التحصيل العلمي في شهادة الدراسة الثانوية العامة هو العامل الحاسم لاختيار طلبــــة الطب واعتباره شرطاً اساسياً لقبـــولهم الجامعي.

ونظراً لأهمية هذا الموضوع فإنه لا يزال يُناقش في دول كثيرة من العالم والسبب في ذلك هو حرمان بعض الناس من دراسة الطب علماً بوجود مؤشرات تُنبئ بمستقبل طبي وانساني زاهر لهم، ولكن ثمة عوامل مختلفة شكلت عائقاً لالتحاقهم بالجامعات لدراسة الطب وعدم قبولهم منها معدل التوجيهي أو الوضع المالي أو أسس الاختيار الغير مناسبة لوضع الطالب، وبمراجعة تجارب بعض الدول في هذا المجال نجد في ألمانيا والنمسا مثلاً لا يتم اتخاذ معدل التوجيهي معياراً للقبول الجامعي لدراسة الطب العام فحسب بل يتم اجراء اختبارات تحريرية و شفوية، واجراء مقابلات مع الطلبة لمعرفة اسباب اختيارهم لدراسة الطب ومزاولة هذه المهنة، حيث تتم هذه المقابلات بقصد التعرف على المستوى المعرفي لديهم حول هذه المهنة وتقييم شخصياتهم ومناقشتهم في خبراتهم ومهاراتهم المكتسبة من أعمال سابقة ومدى ملائمتهم لدراسة هذا الاختصاص ومزاولة هذه المهنة مستقبلاً، وبعد الاختيار يتوجب على هؤلاء الطلبة في ألمانيا مثلاً العمل التطوعي لعدة أشهر والذي قد يستمر لمدة سنة كاملة، وذلك من خلال العمل كمساعد ممرض في مستشفى أو مركز صحي أو العمل على رعاية كبار السن في دور المسنين أو الانتظار لمدة سنتين أو ثلاثة ودخول معهد لتعلم التمريض أو الإنقاذ والاسعاف إذا كان معدل التوجيهي متدني، فمثل هذا الاجراء يساعد على تحسين وتنمية المعرفة الاكاديمية، الى جانب التعرف على طبيعة المهنة التي سيختارها الطالب والصعوبات والعقبات التي قد يواجهها خلال مسيرة حياته العملية والمهنية، كما ويزرع بداخله روح التواضع وينمي المعاني الإنسانية النبيلة التي يجسدها في رعاية المرضى ومساعدتهم، كما وتجعله يرتقي في أسلوب تعامله مع الناس سواءً كان مع المرضى أو مع زملائه من الأطباء أو غيرهم من العاملين في الحقل الصحي.

هذا وقد اجبرت المحكمة الالمانية العليا الجامعات على اعطاء مقاعد دراسية حسب معدل التوجيهي فقط لــــ 40% من الطلبة و50% وفق أسس تنافسية واضحة والمتبعة بنظام المقابلات والامتحان الطبي، و10% للطلبة الاجانب دون رسوم جامعية. أما في فرنسا فيستطيع أي طالب توجيهي دراسة الطب لكن بعد قيامه بدراسة تدعي PACES لمدة سنة كاملة تشمل الطب وطب الاسنان والصيدلة، ومن ينجح في هذا الاختبار يتم قبوله في كلية الطب ويتخطى هذا الفحص حوالي 20% من الطلبة فقط.

ان المطلوب هنا السعي لإيجاد حوار مسؤول بهدف تطوير اسس اختيار الطلبة للالتحاق بدارسة الطب وذلك بمشاركة الفئات المعنية والمتخصصة من الجامعات والمؤسسات الطبية والحكومية والتعليمية ووضع خطط جديدة أكثر عدلاً في اختيار الطلبة الأـكثر كفاءة للدخول في هذا الاختصاص العلمي الحساس.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023